الرئيسيةيوميات مواطن

المواطن الصالح يدبك في عرس الديموقراطية

سناك سوري – محمد العمر

كان المواطن ” صالح” يشاهد القناة الرسمية و هي تعلن عن موعد انتخابات الإدارة المحلية و تدعو المواطنين إلى المشاركة في التصويت كحق لهم و واجب عليهم ” هما اتنين”.
و في الموعد المحدد انطلق المواطن “صالح” ككل مواطن صالح في هذه البلاد ليلبي نداء الوطن و يشارك بالانتخابات لأن المذيعة قالت أن المشاركة واجب و المواطن الصالح لا يترك واجباً لا يؤديه تجاه وطنه!
دخل المواطن صالح إلى مديرية المالية بحلب و هو  أحد المراكز الانتخابية المتشابهة على امتداد البلاد، حاصره وكلاء المرشحين و هم يوزعون القوائم الجاهزة لمرشحيهم! تلفت المواطن “صالح” فلم يجد في المركز الانتخابي أي تعليمات انتخابية تبيّن له حقوقه الانتخابية فتوكل على الله و على أمين الصندوق.
وقد كان سمع يوماً ما أن الانتخاب يكون في غرفة سرية خلف ستارة و أن الناخب يغطس يده بحبر سري لا يزول سريعا كي لا يتمكن أحد من الانتخاب لأكثر من مرة. استعاذ بالله من هذه الوساوس حين اعطاه أمين الصندوق قائمة الوحدة الوطنية جاهزة و سأله بكل ديموقراطية و حرية اختيار : بتحب تضيف عليها شي!؟. بالطبع فإن المواطن الصالح يثق بالقيادة التي وثقت بقائمة الوحدة الوطنية و بالتالي حتماً سينتخبها أما ما هو من صلاحياته فهو أن يضيف اسماً ما إليها! و لأن المواطن الصالح يخاف من زعل الحكومة فلم يعترض و لم يشطب و لم يضيف بل وافق و وضع القائمة في الصندوق و وضع توقيعه و مارس الانتخابات الشفافة النزيهة بلا غرفة بلا حبر بلا قائمة بيضا “ما عنا شي مخبى لأنو”.
و خرج المواطن الصالح إلى خارج المركز الانتخابي فسمع صوت العرس الوطني و شاهد حلقات الدبكة المعقودة فلم يحتمل حسه الوطني العالي إلا أن يدبك و يرقص في عرس الانتخابات الديموقراطية و فرح كثيراً بهذا العرس و لم يعرف سبب الاحتفال لكنه احتفل مع كل المواطنين الصالحين الذين انتخبوا قوائم الوحدة الوطنية دون أن يقرؤوها أصلاً!
يجدر بنا الإشارة إلى أن هذا المشهد تكرر اليوم مع آلاف المواطنين الصالحين الذين شاركوا في الانتخابات و احتفلوا بعرس الديموقراطية في كل المحافظات السورية.

*هذه المادة أعدت بالتعاون مع حملة#دورك 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى