الرئيسية

المهزلة الشرقية.. في عمر الـ43 ولا يحق لها اختيار شريك حياتها!

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.. سيدات يجب أن يقلن نريد ويفعلن ما أردن!

سناك سوري-رحاب تامر

تتوسل قريبتي والدها للموافقة على قرار زواجها من رجل دق له قلبها، بالإضافة لكونه قد يكون آخر فرصها لتصبح زوجة وأم، إن قدرت لها الحياة ذلك، فقريبتي تلك ناهزت الـ43 من عمرها، وخريجة جامعية وتعمل منذ كان عمرها 20 عاماً.

عمرها وشهادتها الجامعية وخبراتها في الحياة، كل تلك الأمور لم تشكل أي عامل تثقيل لدى والدها المتعنت برأيه والرافض للعريس بحجة أنه لا يمتلك منزلاً، وحتى كل توسلاتها برغبتها عيش حياتها قبل أن ينقضي قطار العمر فشلت أمام جبروته وطغيانه إن صح التعبير.

قد تكون تلك القصة مناسبة تماماً لطرحها الآن، بمناسبة مرور اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أمس، فأي عنف أبلغ من حرمان سيدة في العقد الرابع من عمرها، من حق تقرير مصيرها وخياراتها في الحياة فقط لأن والدها هو الآمر الناهي المتحكم بعائلته.

20 عاماً قضتها قريبتي تصرف على المنزل من راتبها وعملها الخاص حين كانت طالبة جامعية، ثم من عملها الحكومي عقب تخرجها، كل تلك السنوات لم تكن بالنسبة لوالدها ضلع قاصر، بل كانت الفتاة المطيعة التي “لا تخرج عن شور والدها”، ذلك الوالد النرجسي الشرقي الذي قال كلمته اليوم بحرمانها من فرصة الزواج بمن تحب.

اقرأ أيضاً: نحن نتنفس عنفاً.. لينا ديوب

تقول قريبتي إنها اتخذت قرارها، ولن تتراجع عنه مصممة ومصرة على أن تمضي ما تبقى من حياتها بناء على رغبتها هي وليس نزولاً عن رغبة والد شرقي لا هم له سوى أن يطاع، نعم نموذج الآباء هذا مايزال موجوداً حتى يومنا هذا.

أستغرب من إحياء مجتمعاتنا الشرقية ليوم مناهضة العنف ضد المرأة في الوقت الذي ينظرون إليها بكونها خاضعة لرغبة أهلها، ولتذهب سنوات العمر وفوقها الشهادة الجامعية أدراجها إلى سلة القمامة، تلك الأمور يبدو أنها وجدت لتكون مصدر فخر للأهل، لا سنداً واستقلالية للمرأة.

قد تكون قصة قريبتي هذه واحدة من بين مئات آلاف القصص، عاشتها سيدات وشابات هذا المجتمع المريض بوباء الذكورة، وقصتها تلك تقود إلى حكاية تربية الذكور بكونهم الآمر الناهي والمتفرد بالرأي، فكيف نتقبل الآخر إن كانت هذه تربية آبائنا وأجدادنا، وحتى تربيتنا لأبنائنا حالياً، هذا الخلل كيف نعالجه، بعد أن قادنا لأسوأ كارثة يمكن أن تحل ببلد، أولم تبدأ كل مصائبنا من رفضنا وإقصائنا للآخر ورأيه؟.

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أنتظر أن أبارك لقريبتي نصرها وزواجها بمن ترغب بمعزل عن إرادة خاطئة من والدها، هي ليست كسر لشوكته ولا مخالفة لشوره، هي أبسط حقوق أي بشري في عيش حياته كما يرغب ويريد فقط.

اقرأ أيضاً: هو مايزال يضربها وهي ماتزال تنتظره بدمعة ورداء أحمر!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى