الممرضون بشر قبل أن يكونوا ملائكة.. أعطونا حقوقنا
ينشر “سناك سوري” سلسلة من المواد ضمن حملة مناصرة ينفذها مجموعة ممرضين/ات مطالبين بحقوقهم المهدورة
سناك سوري – دمشق
هل خلق الممرضون فقط ليكونوا ملائكة؟ أم أنهم مثل غيرهم بشر ويحتاجون إلى الرفاهية وإلى كل الخدمات الضرورية الأخرى المأجورة؟.
السؤال عن الجواب ليس معقداً لدرجة كبيرة، فهؤلاء الملائكة يحتاجون طعاماً وشراباً ولباساً ويشترون الغاز ويدفعون فواتير الكهرباء والماء والإنترنت، مثلهم مثل باقي البشر، ولا يميزهم عنهم سوى نوع العمل الإنساني الذي يقومون به.
لطالما سمعنا في الآونة الأخيرة كثير التصريحات عن تطوير القطاع الصحي، كاملاً ونسمع عن الخطط المعدة لذلك، ولكننا نقول للجميع بلهجة الغاضبين من النفاق الاجتماعي الدارج كثيراً في مجتمعنا، إن تحسين الواقع المعيشي للقطاع الصحي كاملاً، وتفعيل نقابه التمريض ومنح الممرضين طبيعة عمل وحوافز جيدة، والتأمين الصحي الشامل هو أول لبنات إصلاح القطاع الصحي الحكومي والخاص في سوريا، وغير ذلك فإن أي إصلاح لن يكون ذا قيمة.
سؤال آخر يدور في نفوس هؤلاء الملائكة، ولم يجدوا أحداً من البشر المسؤولين عنهم يجيبهم عنه، وهو سبب التمييز بينهم وبين بقية الكوادر في القطاع الصحي مثل المعالجين، أو المخدرين الذين تم منحهم حوافز مجزية، وحرمان الممرضين منها، لتبقى أجورهم دون الحد المقبول ما يدفعهم إلى السفر خارجاً طلباً للعيش الكريم الذي يحفظهم من ذل السؤال، بدلاً من رواتبهم المتدنية التي لا تكفيهم ثمن اليسير من الطعام طيلة الشهر.
لا يمكن للمعنيين مطالبة الممرضين بأداء واجبهم كاملاً بما يرتبه عليهم ذلك من سهر وتعب، دون إعطائهم كامل حقوقهم، أسوة بغيرهم من الموظفين، مكتفين بإطلاق عبارات المديح عليهم هنا وهناك، فلا أحد يتعب الليالي من أجل أن يصبح ملاكاً ينشر الرحمة، بينما لن يلتفت إليه أحد عندما يحتاج أبسط مقومات العيش، ولن تعفيه الدولة مما يترتب عليهم من ضرائب وفواتير.
فليكن تصحيح الأجور حجر الأساس في عملية النهوض بواحد من أكثر القطاعات حيوية في البلاد، ولتعطوا الممرضين الذين يشكلون دعامة العمل في المشافي، حقوقهم كاملة، لأن معادلة الحياة هي أعطني حقي بالعدل وخذ مني حقك بالعدل .. وإلا فلا أحد يتكلم عن شيء آخر.
* هذه المادة أعدها وأرسلها مجموعة من الممرضين السوريين المطالبين بحقوقهم، ويعملون على مناصرة هذه الحقوق بشتى الوسائل الممكنة.
اقرأ أيضاً: ممرضو سوريا… ملائكة رحمة من يرحمهم؟