اللاذقية.. طلاب الزراعة يعيدون تدوير مستلزماتهم الدراسية لمساعدة بعضهم البعض

طلاب في كلية الزراعة بجامعة تشرين يطلقون “مبادرة خير”.. والحماس يمتد لتقديم مختلف أنواع المساعدة لبعضهم البعض
سناك سوري-اللاذقية
أطلق مجموعة من طلاب كلية الزراعة بجامعة تشرين في “اللاذقية”، مبادرة لإعادة تدوير المحاضرات والمستلزمات الدراسية فيما بينهم، لمساعدة بعضهم البعض في مواجهة الظروف المعيشية التي يتشاركون صعوبتها في البلاد حالياً.
“إبراهيم بدور” أحد طلاب الدراسات العليا في الكلية ومن مؤسسي المبادرة التي أطلقوا عليها اسم “مبادرة خير”، قال لـ”سناك سوري”، إن الفكرة بدأت من خلال مجموعة خاصة بطلاب الكلية عبر الفيسبوك اسمها “بيت الزراعة”، وأضاف: «الفكرة بدأت مصادفة حين كنت أتصفح رسالة عبر تطبيق صراحة منشورة بالمجموعة، يشتكي صاحبها/تها من الغلاء وارتفاع أسعار المحاضرات، شعرت بألم صاحب/ة الرسالة خصوصاً أني تعرضت سابقا لمثل هذه الظروف».
“بدور” الذي بات أستاذاً في الكلية التي تخرج منها، كشف أنه وفي مرات كثيرة كان يعجز عن شراء محاضرات الامتحان وكان يعتمد على محاضرات قديمة، ومن هنا خطرت في باله الفكرة، يضيف: «نشرت منشورا بعنوان مبادرة خير، أبديت فيه استعدادي لتقديم أي مساعدة بأي مادة درسية من السنة الأولى وحتى الخامسة مجاناً، ما أثار حماس الطلاب الذين بادروا لتقديم ما لديهم من كتب ومحاضرات وملخصات، من خلال نشر منشور بما لديهم ومن هو بحاجة يطلب حاجته من تلك المستلزمات».

اقرأ أيضاً: ضوء.. مبادرة تحول المناهج التعليمية إلى “صوتيات” يستمع إليها المكفوفون
الطلاب متحمسون
حماس الطلاب ورغبتهم في تقديم المساعدة، وصل حد عرض تشارك غرفهم في السكن الجامعي مع زملائهم الذين بحاجة للاستغناء عن عناء الإيجارات الغالية، وفق “بدور”، وأضاف: «هناك من تبرع بالآلات الحاسبة والمراويل، وحتى بمبالغ مالية، وأحد الطلاب أرسل لي رسالة أخبرني فيها أن حالته المادية جيدة ومستعد لتقديم أي مبلغ مالي لزملائه والمهم ألا يترك أحدهم الجامعة بسبب قلة المال».
رغم أن المبادرة ألغت موضوع الحرج بين الزملاء لكونها تقوم على الأخذ والعطاء، فمن يحتاج شيئاً يطلبه بالمقابل يكون لديه شيء آخر ليس بحاجته يقدمه، إلا أنهم أنشأوا رابط في تطبيق صراحة لتجاوز الحرج لدى بعض الطلاب، وفق بدور” وأضاف: «عملية التسليم تتم عبر عدة طرق، إما نجمع الأطراف ببعضها البعض، أو نقوم بأخذ التبرعات من الطلاب الذين لا يريدون أن تذكر أسمائهم ونسلمها للطلاب الذين يحتاجونها بشكل شخصي عبر تحديد موعد مسبق».
اقرأ أيضاً: “سوريا”.. طلاب أطلقوا مبادرة لتدوير الكتب والمحاضرات بين زملائهم
نشر ثقافة العطاء
المبادرة التي انطلقت قبل حوالي الأسبوعين تقريباً، تمكنت من مساعدة عشرات الطلاب، بحسب “بدور” وأضاف أنهم أخبروا أساتذة الكلية وطاقمها الإداري بالمبادرة وقد كان هناك دور كبير فيها للمهندسين الزراعيين والأساتذة وحتى طلاب الدراسات العليا ومعيدين في الكلية تواصلوا مع أصحاب المبادرة لتقديم خدماتهم أيضاً.
يأمل مطلقو المبادرة التي تهدف لنشر ثقافة العطاء بنشر هذه الفكرة بين جميع الكليات، خصوصاً أن المجتمع اليوم بأمس الحاجة للعطاء والحب والتعاون، وفق “بدور”.
يذكر أن المجتمع السوري شهد العديد من المبادرات التي تهدف إلى التكافل الاجتماعي، وتقديم المساعدة للمحتاجين وسط الظروف التي تشهدها البلاد من تدهور المعيشة واستمرار الحرب والحصار.
اقرأ أيضاً: وثق مبادراتك.. سوريون يلقون الضوء على مرونة مجتمعهم في الحرب