الرئيسيةتقارير

الكوليرا في سوريا.. هل تمرّ الكارثة بسلام؟

أيهما أفضل منع تقديم الخضار الورقية أو التشدد بمنع سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي؟

ربما لم يكن الإعلان عن وجود الكوليرا في سوريا مفاجئاً جداً. وسط أزمة المياه وانتشار ألواح الثلج بكثافة دون وجود رقابة مستمرة على مصدر المياه في معامل الثلج. بالإضافة إلى الإعلانات المتكررة عن وجود مزروعات تسقى بمياه الصرف الصحي في عدة أماكن بينها العاصمة “دمشق”.

سناك سوري-خاص

بدأت القصة تتكشف من خلال السوشيل ميديا. مطلع أيلول الجاري وفي يومه الـ7 نشر سناك سوري، مادة بعنوان: “الكوليرا تنتشر في حلب.. بانتظار اعتراف وزارة الصحة“، نقل خلالها منشور لطبيب الأطفال “علي سريو”. أفاد فيه عن وجود حالات إصابة بالكوليرا.

مصادر العدوى بحسب “سريو” هي الماء الملوث أو الطعام الملوث، مبيناً أن الطعام الملوث يشمل ما يدخل في تكوينه خضار غير معقمة أو منظفة، كتلك المزروعات التي تسقى من النهر كالبقدونس والنعنع وغيرها، بعكس الفواكه التي تزرع في الأشجار العالية.

بعد 3 أيام من حديث الطبيب، وفي إعلان متأخر أكدت وزارة الصحة النبأ، وقالت إن أول حالة تم تسجيلها كانت لطفل بعمر 9 سنوات في “حلب”. حظي بالعلاج وخرج من المستشفى بعد 6 أيام. وأضافت أنه يوجد عينات إيجابية لصرف صحي عدد 1، وأخرى من معمل لصنع مكعبات الثلج تم إغلاقه.

في آخر تحديثاتها حول الوضع الوبائي الجديد الخاص بمرض الكوليرا، قالت الصحة مساء السبت الفائت إن عدد الإصابات المثبتة بلغ 201 حالة، 153 منها في “حلب” و21 في “الحسكة” و14 في “دير الزور”، إضافة إلى 10 في “اللاذقية” وحالتان في “دمشق” وحالة واحدة في “حمص”.

عدد الوفيات وفقاً لبيانات الصحة بلغ 14 وفاة، 11 منها في “حلب” و2 في “دير الزور” وحالة واحدة في “الحسكة”.

تؤكد الصحة توافر العلاج بكل أشكاله، وتقول إنه تم تزويد المشافي بمخزون إضافي منه تحسباً لأي زيادة في عدد الحالات التي وصفتها بالمحدودة حتى الآن.

اقرأ أيضاً: الصحة تنشر تعليمات الوقاية من الكوليرا وسبل علاجها
منع الخضار الورقية

في حل إسعافي، قررت مديرية الشؤون الصحية في محافظة “دمشق” منع تقديم الخضروات الورقية داخل المطاعم. كذلك في السندويشات لدى مطاعم الوجبات السريعة. بهدف الحد من انتشار الكوليرا في العاصمة.

بالمقابل كان يبدو أن الحل بمنع سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي، كما هي العادة المنتشرة بشكل لا بأس به في عدد من المناطق السورية. وزادها انتشاراً هذا العام أزمة المياه وعدم توافر الكهرباء للضخ.

وسبق أن قال رئيس جمعية حماية المستهلك “عبد العزيز المعقالي”. الأسبوع الفائت خلال لقاء مع إذاعة أرابيسك إن 50 بالمئة من الفلاحين يستخدمون مياه الصرف الصحي لري مزروعاتهم الورقية. بسبب التقنين الكهربائي لساعات طويلة وعدم قدرتهم على شراء المازوت اللازم لتشغيل مضخات المياه.

الأمم المتحدة قلقة

وسط هذه المأساة السورية الجديدة، لم تدخر الأمم المتحدة جهداً بالتعبير عن قلقها البالغ إزاء أنباء وجود الكوليرا في سوريا، ودعا المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في “سوريا”. “عمران رضا”. الدول المانحة إلى تمويل إضافي لاحتواء تفشي الكوليرا في سوريا ومنع انتشاره. «وكذلك دعم البلدان المجاورة للإسراع بالموافقات اللازمة لضمان تسليم الأدوية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة في الوقت المناسب».

كيف نتجنب الكوليرا؟

بحسب وزارة الصحة فإن غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر أحد أهم التدابير الواجب اتباعها. كذلك:

  • شرب المياه من مصدر آمن وإذا تعذر إيجاده يمكن غليها لمدة دقيقتين ثم حفظها في وعاء نظيف ومغلق.
  • غسل الفواكه والخضار بشكل جيد.
  • طهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة.
  • عدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك بسلامته.
  • طلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.

وطالب العديد من الأطباء بضرورة الانتباه واتخاذ كافة التدابير للوقاية من الإصابة بمرض الكوليرا في سوريا خصوصاً، وسط ما تعانيه البلاد من أزمة في الكوادر الطبية والصحية.

اقرأ أيضاً: الكوليرا.. خطر جديد يواجه السوريين كيف نَتجنبهُ؟

زر الذهاب إلى الأعلى