الرئيسيةسناك ساخر

الكهرباء ترف السياح الذي لا يملكه قطاع التعليم في سوريا

هلا ليش ما خلوا المعلمين والمعلمات يصححوا الأوراق الامتحانية بشي منتجع؟

لا يقل استغرابي كمواطنة سورية، حين شاهدت صور المعلمين والمعلمات وهم يصححون الأوراق الامتحانية على ضوء فلاش الموبايل في حمص، عن استغراب رئيس غرفة سياحة “طرطوس” “يوسف مويشة”، من الهجوم على منح المنشآت السياحية إعفاء من التقنين.

سناك سوري-رحاب تامر

أمس الأحد، خرج “مويشة” ليدافع بشراسة عن قطاع السياحة، ويبرز أهميته في تأمين فرص العمل “لأقارب وجيران المنتقدين”، حتى كاد أن يقول أن تعافيه يعني الحفاظ على الأمن الغذائي، إلا أنه لم يقلها، ولا أعرف ما منعه.

لكن من يدافع عن المعلمين والمعلمات، الذين عاشوا ظروفاً اضطرتهم لتصحيح الأوراق الامتحانية على ضوء فلاش موبايلاتهم، بينما ينعم المصطافون بالكهرباء والتكييف ونعمة السياحة، التي يستحيل على راتب المعلمين توفيرها، ولو لنزهة صغيرة في إحدى الحدائق العامة.

من يدافع عن المعلمين والمعلمات اليوم، هو ذاته من كان يفترض أن يدافع عن الطلاب الذين خاضوا امتحاناتهم على ضوء الليدات وقساوة برد الشتاء، هو “كائن خفي” غير موجود.

اقرأ أيضاً: مسؤول يستغرب الهجوم عالمنتجعات بسبب الكهرباء: مو أحسن مايروحوا على دبي؟

للأسف لم يدافع أحد عن أولئك المعلمين، الذين تداولت صورتهم على نطاق واسع، ودفعت بمدير تربية “حمص” “وليد مرعي”، للتبرير (لا الدفاع عنهم)، حيث قال في تصريحات لشام إف إم أمس، إن الكهرباء لم تقطع سوى لدقائق قليلة، «من الممكن أن تكون الصورة قد أخذت حينها»، وأضاف أن هناك ليدات بجودة مناسبة للعمل خلال الانقطاع.

يضيف “مرعي”، أنه «عندما تأخر الوقت وأصبحت جودة الضوء غير مناسبة أُوقفت عملية التصحيح وأُجلت للصباح».

حديث “مرعي” ينطوي على تناقض غريب من نوعه، فهل أولئك المعلمين تحينوا الفرصة لأخذ الصورة، ومن ثم تشغيل الليدات ومتابعة العمل، بعد أن نشروا الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذه نظرية غريبة من نوعها بالفعل، ومشكوك بها، والواضح أن من التقط الصورة كان يشعر بغبن كبير، أكبر من مجرد انقطاع الكهرباء لعدة دقائق.

نعود للتناقض، كيف قال “مرعي” أن الكهرباء قطعت لدقائق قليلة، ثم قال إن عمليات التصحيح أوقفت بسبب قلة جودة الضوء، ما يوحي أن الكهرباء قطعت لأكثر من مجرد دقائق، وحتى لوقت طويل أدى لقلة جودة إنارة الليدات بعد نفاذ الشحن.

لا بأس طالما أن المنتجعات عامرة بالكهرباء والسياح والنقود، المعلمون والمعلمات بالتأكيد سيتفهمون الموقف، وسيتفهمون استغراب مسؤول السياحة، كذلك أهمية هذا القطاع في دعم اقتصاد بلادهم، تماماً مثل ذلك السائق الذي يوصل اللحوم والفواكه لمنزل “معلمه”، دون أن يملك فرصة تناول لقمة واحدة منها.

هامش: السنة الجاية تبقوا خدوا المعلمين والمعلمات يصححوا الأوراق الامتحانية بشي منتجع سياحي، منو كهربا ومنو بيتعرفوا على معالم بلدن البعيدة عنهم.

اقرأ أيضاً: الزامل يعرف حل مشكلة الكهرباء في سوريا.. لماذا لا تطبقه الحكومة؟

زر الذهاب إلى الأعلى