الكريف…. عادة متوارثة ساهمت في حماية أيزيديي سوريا من داعش
عادة سورية تربط الطفل بشخص من خارج الأسرة مدى حياته
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
يتمسك “أحمد المحمود” وإخوته من أهالي قرية “قلعة الهادي” بريف “اليعربية” في محافظة “الحسكة” بوصية والدهم الراحل قبل 15 عاماً بضرورة استمرار التواصل والمحبة بينهم وبين كريفهم وهو “دنحو داوود” كتعبير منهم عن الالتزام بمعايير الأخوة والتواصل الاجتماعي.
مصطلح “الكريف” الذي ينتشر في الجزيرة السورية هو لقب يطلق على الشخص الذي يضع الطفل الذكر في حضنه أثناء قيام الطبيب بعملية الختان، والذي يصبح بعد عملية الختان جزءاً من العائلة يستحق المشاركة في الحزن والفرح والاهتمام حتى في الغربة حسب ما أكده “المحمود” في حديثه مع سناك سوري، موضحاً أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص من الدين نفسه حيث يمكن لشخص مسلم أن يختن أطفاله في حضن رجل مسيحي تعبيراً عن روابط الأخوة والتسامح والمحبة التي تربط أبناء الجزيرة.
اقرأ ايضاً:“الأربعاء الأحمر”.. أيزيديو سوريا يحتفلون بعيدهم
عادة “الكريف” قديمة بقدم الجزيرة السورية ومن أهم العلاقات الاجتماعية فيها وهنا يقول الباحث في التاريخ “نصر عبدي” لسناك سوري :«هذه العادة جاءت إلى الجزيرة السورية، من “الإيزيدية” في “شنكال” العراقية، وقبلها من “الموصل” العراقية، يطلب الإيزيدي أو غيره من أهالي الجزيرة من شخص يحبه أو يطمئن له، أن يحضر لحمل طفله يوم الختان، بهدف تقوية علاقته معه، وبالتالي يصبح هذا الشخص مخوّل بالاهتمام بالطفل حتى يكبر ويقدم له مبلغاً مالياً كبيراً كهدية يوم زفافه إضافة للهدايا الدائمة في مختلف المناسبات والأوقات».
ويضيف:« تمنح عادة “الكريف” أسر الجزيرة علاقة محبة قوية، وهناك علاقة “كرافة” قوية بين “الإيزيدية” وعشيرة “شمر” العربية بشكل خاص، وخلال هجوم داعش على بعض مناطق الايزيدين، اتجه أبناء قبيلة شمر لحماية الايزيدية وكرفانهم، وضحوا بأنفسهم ومالهم في سبيل حمايتهم، فهم يعدون ذلك واجباً عليهم»
طقوس فنية وعادات جميلة ترافق حفل الختان وإعلان كريف جديد للأسرة، قال عنها “حمد العبد” من أهالي “القامشلي” الذي أجرى ختاناً تقليدياً لابنه، : «الطقوس ورثناها عن آبائنا، أخترت كريفاً لابني يتميز بالكرم والشهامة والنخوة، والصفات الحميدة، لديّ كريف كردي لأحد أبنائي وآخر مسيحي، وقبل أيام اخترتُ شخصاً أحبه كثيراً، أجلت الختان أيام كثيرة حتى بات جاهزاً».
ويتابع:«نجهز لحفل الختان الولائم وندعو كل الأحبة والأصدقاء و نستقدم فرقة فنية كاملة ونقيم حلقات الرقص والدبكة، ومن واجب “الكريف” أن يقدم مبلغاً مالياً للطهور أو قطعة ذهب أو هدية ثمينة للطفل المختون، ومن المعروف أن “الكريف” يصبح بمثابة الأب الثاني نظراً لما يتمتع به من صلاحيات ومكانة خاصة لدى أسرة كريفه».
اقرأ أيضاً:بتزوجني أختك بزوجك أختي..زواج البدائل كارثة مستمرة من جيل إلى جيل