
هزّ اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري فرع “بكداش” أوساط السياسة العالمية وإن لم يشعر أحد بذلك.
سناك سوري_ رفيق أحمر منكم
وبعد 5 أيام على الاجتماع، كشفت الصفحة الرسمية للحزب عن فحوى اجتماع اللجنة التي أفردت معظمه لمناقشة الوضع العالمي الراهن لا سيما الحرب الروسية-الأوكرانية، التي تتراوح تسميتها بين “العملية الروسية الخاصة” كما تقول “موسكو” وبين الغزو الروسي كما تقول “كييف”.
ولكن اللجنة المركزية للحزب الأممي العابر للحدود سمّاها الحرب في “أوكرانيا” تجنباً لتبني لأي إحراج مع الرفاق الروس إذ ينتابه الحنين لأيام “موسكو” الحمراء حيث لا يزال المنجل والمطرقة يعتليان مبنى وزارة خارجيتها، ولا تزال ساحتها الحمراء تتبارك بقبر الرفيق “لينين”.
الرفيق “عمار بكداش” أمين عام الحزب ترأس اجتماع اللجنة المركزية التي قالت أن أحد أهداف الامبريالية الأمريكية إضعاف شريكها ومنافسها الأوروبي، مشيرة إلى أن ذلك تحقق بشكل كبير من خلال الأزمة الأوكرانية، في وقتٍ رقَّ فيه قلب الحزب الشيوعي السوري على ذلك الأوروبي المسكين الذي يأكل القط الأمريكي عشاءه ويتركه جائعاً يا حسرةَ قلبي.
اقرأ أيضاً:نائب سوري: نسعى للاستفادة من تجربة الصين بعهد الحزب الشيوعي
وفي الوقت ذاته اعتبرت اللجنة التي تفوق “ماركس” ذكاءً ويساريةً أن الاقتصاد الأمريكي لم ينجُ من تأثيرات الأزمة الاقتصادية الدورية العالمية كما سمّتها، والله وحده يعلم ماذا تقصد بهذا الاسم إلا أنها لا شك تعني شيئاً ما.
الحزب يمتدح نفسه ويؤكد أن الأحداث أثبتت استنتاجه بأن الحرب الأوكرانية تتخذ طابع حرب واسعة طويلة الأمد، ولو أن اللجنة المركزية للحزب ضمت “ماركس وأنجلز ولينين وتروتسكي” معاً لما توصلت لهذا الاستنتاج.
ومن تحليل أحداث ما وراء “القوقاز” إلى نتائج قمة “سمرقند” لدول منظمة “شنغهاي” وصولاً إلى التبشير بحركات احتجاجية في الغرب الامبريالي بسبب سياسات حكوماته الموجهة ضد الكادحين، يتنقل اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الذي يتذكر أخيراً أنه سوري، فيناقش في آخر اجتماعه الوضع السوري.
إلا أن للحزب موقف ثوري بدون شك، إذ يطالب بمصادرة أموال الطفيليين كما سمّاهم دون تسمية، وسرعان ما يعترف بصعوبة ذلك فيدعو لتعديل النظام الضريبي عوض ذلك، وتطبيق سياسة ضريبية تحوّل ما يجنيه كبار البرجوازيين إلى خزينة الدولة بحسب مخرجات الاجتماع.
وبعد الاجتماع، رفرفت الراية الحمراء في ربوع الوطن فرحاً بما وصل إليه الرفاق وانفرجت أسارير العمال والفلاحين وشكروا اللجنة المركزية هاتفين “سنمضي سنمضي إلى ما نريد … وطن حرٌّ وشعب سعيد”.