الرئيسيةتقارير

الأحزاب السورية تكتفي بالبيانات والاجتماعات … أين الحياة السياسية؟

أحزاب غاب نشاطها منذ عامين وأخرى تتبرع بأجهزة تحليل سكر

يوم 3 آب 2011 صدر المرسوم التشريعي رقم 100 والذي أتاح للمواطنين السوريين الحق في تأسيس الأحزاب السياسية والانتساب إليها وفق أحكامه.

سناك سوري _ دمشق

كسر القانون الجديد احتكار أحزاب “الجبهة الوطنية التقدمية” للعمل بشكل مرخّص وقانوني داخل “سوريا” وبدأت بعده عدة أحزاب جديدة بالظهور تباعاً معلنة عن نفسها ككيانات جديدة في الحياة السياسية السورية.

لكن دور هذه الأحزاب لم يبرز على واجهة العمل السياسي بشكل واضح وملموس، ما يدفع للتساؤل عمّا تفعله هذه الأحزاب بعد مرور نحو 11 عاماً على بدء دخولها في تجربة العمل السياسي، وهل أنشطتها الحالية سياسية بالفعل؟

قبل أيام، أعلن حزب “التطوير والتحديث” أن قيادة فرعه في “القنيطرة” قامت بتوزيع 21 جهاز تحليل لمرضى السكر، مشيراً إلى أن ذلك تم برعاية عضو المكتب الخاص في الحزب “صادم الساعدي”.

الحزب ذاته أعلن اليوم أن قيادة فرعه في “حلب” أجرت جولة ميدانية اطلعت من خلالها على عدد من المشاريع الصناعية والإنتاجية بغية الوقوف على واقع تلك المشاريع وما تواجهه من عقبات بهدف الوصول إلى الصورة الحقيقية التي تعكس الواقع، ويهيئ الأرضية الصحيحة للانطلاق نحو المستقبل المأمول على حد تعبير بيان الحزب.

اقرأ أيضاً:سوريا.. حزب مرخص يطالب بوضع حد لتجاوزات البعث وتغريمه مالياً

أما “حزب الشباب الوطني” فافتتح أمس المقر الرئيسي لفرعه في “حمص” وكانت آخر أنشطته إصدار بيان يوم 14 أيار الجاري يدين خلاله العدوان الإسرائيلي الذي استهدف “مصياف” بريف “حماة” علماً أن صفحة الحزب “فرع طرطوس” تنشر يومياً معظم الأخبار المحلية والسياسية ولا تظهر فيها أنشطة خاصة بالحزب مؤخراً، لكنها تنقل منشورات مسؤولي الحزب التي يكتبونها عبر صفحاتهم الشخصية.

بالبحث عن “حزب التنمية الوطني”، لا تظهر أي نتائج جديدة لأنشطته وآخر منشورات الصفحة التي تحمل اسمه تعود لعام 2020، أما آخر أنشطة “حزب الشعب” فكانت في 2 أيار الجاري عبر إصدار بيان باسم أمينه العام “نواف الملحم” للتهنئة بمناسبة عيد الفطر وعيد العمال وشكر الرئيس “بشار الأسد” لإصداره مرسوم العفو.

“حزب التضامن العربي الديمقراطي” تغيب عن صفحاته كذلك أي منشورات أو أنشطة حديثه، حيث تظهر صفحة فرعه في “حماة” أن آخر أنشطته فعالية أقامها في بلدة “خطاب” بريف “حماة” دون مزيد من التفاصيل.

اقرأ أيضاً:“محمد جمال التركي” أول نائب يدخل مجلس الشعب عن حزب مرخص بعد الأزمة

أما “حزب التضامن” وهو أول الأحزاب التي نالت ترخيصاً بعد قانون الأحزاب عام 2011، فآخر الأنشطة عبر صفحته يعود لـ 10 آب من العام الماضي حين أصدر بياناً مشتركاً مع حزب “الشباب للبناء والتغيير” انتقد خلاله طريقة تشكيل الحكومة السورية دون إجراء مشاورات مع الأحزاب المرخصة.

نظرة عامة على الأحزاب الحديثة تظهر ضعف نشاطها السياسي أو ابتعاد فعالياتها عن العمل السياسي المباشر، نحو الأنشطة الاجتماعية، أو اقتصار النشاط على إصدار بيانات لا تحدث حتى ضجة إعلامية، ما يشير إلى خلل في أداء تلك الأحزاب رغم ما قد يؤخذ من اعتبارات لطبيعة المناخ السياسي الذي تعمل به، لا سيما أن البلاد لم تخرج بعد من أزمتها.

تغيب إذن الفعالية السياسية عموماً لمعظم الأحزاب في الداخل السوري، الأمر  الذي ينعكس على واقع الحياة السياسية، فلا نجد على سبيل المثال نشاطاً للأحزاب سواءً في انتخابات الإدارة المحلية أو الانتخابات البرلمانية، أو خرقاً للركود العام في الواقع السياسي الداخلي، علماً أن طبيعة التركيبة السياسية داخل البلاد لا تمنح الكثير من مساحات العمل الميداني، فيما تغيب حتى المحاولات لاختراق تلك المساحات والوصول بفاعلية إلى الناس.

اقرأ أيضاً:حزب التطوير والتحديث يعايد البعث بميلاده

زر الذهاب إلى الأعلى