يستحيل أن يمضي عام واحد بدون أن يمتع المسؤولون المواطنين بتصريحات فريدة من نوعها، يجعل منها المواطن الكئيب زاده في أيام الأزمات المتكررة. التي لا تنقضي هي الأخرى شأنها شأن التصريحات.
سناك سوري-دمشق
وهذه التصريحات نضعها أمامكم كنوع من التذكير بالنعم التي تعيشون فيها كسوريين وقد تم ترتيبها من الأقدم للأحدث ولكم ترتيبها من الأعلى للأسفل كما تشاؤون:
مافي تعليم مجاني غير عنا
في شهر كانون الثاني، قال معاون وزير التعليم “عبد اللطيف هنانو”، إنه لا يوجد جامعة مجانية في العالم إلا في “سوريا”. وهو تصريح من شأنه بث الروح الوطنية والتحفيز لدى الطلاب.
المستشارة الرئاسية “لونا الشبل”، كانت تمتلك بعد نظر كما يبدو إذ طمأنت، بأن الشعب السوري لن يموت لا جوعاً ولا برداً. واستمر صمود السوريين رغم الجوع والبرد. وذكرت في تصريح آخر منفصل أن “دمشق” ستدعم “موسكو” في مواجهة العقوبات الغربية. كما دعمت “موسكو” “دمشق” خلال العقوبات ذاتها.
خدمة المواطن هدف حكومة عرنوس
ومن ينسى تصريح رئيس الحكومة، “حسين عرنوس” حين قال: «هدفنا الذي نسعى جميعاً لتحقيقه هو خدمة المواطن». ومايزال السعي مستمراً لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك. كذلك حين قال: «الجميع مدعوون للعودة إلى سوريا سواء كانوا مواطنين أو مستثمرين».موقع سناك سوري.
من غير المنطقي أن تخلو القائمة، من تصريح “الخبز خط أحمر”، والتي قالها هذا العام رئيس الحكومة، مغيراً قليلاً في المعنى، إذ قال إنه خط أحمر ليس بمفهوم سعره بل بمفهوم استمرار تأمينه.
اقرأ أيضاً:جمران: الخبز خط أحمر والعيد هو فرحة
ورغم أن “عرنوس” كان مقلاً في تصريحاته قياساً بسلفه “عماد خميس” إلا أنه أدلى بعدة تصريحات جدلية هذا العام، من بينها قوله إن الطبقة العاملة في ذهن وقلب الحكومة. كذلك حين قيّم أداء حكومته وقال إن ما قامت به خلال عامين يعتبر مقبولاً في ظل الظروف الحالية. (وبالنسبة لرأي المواطن، لك مين طلبه؟).
عمرو سالم نجم العام الذهبي
لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “عمرو سالم”، الحصة “الأوزن” في قائمة أبرز التصريحات الحكومية، التي لا يمكن أن تخلو من عدة تصريحات له. أبرزها حين قال إن وزارته هي الأقرب للمواطن ولتلبية احتياجاته اليومية، كذلك حين قال «الوفرة قادمة وستكون مستمرة». ولاحقاً عاد ليقول: «أؤكد بكرا أحسن»، وكتب كذلك عبر فايسبوك أنه كمواطن يعلم علم اليقين أن القادم أجمل وأن المعاناة المريرة ستخفّ وتتلاشى، فضلاً عمّا أثاره من جدل حين قال أنه يقضي معظم مشاويره سيراً على الأقدام وأن قيمة منزله 10 مليار ليرة.موقع سناك سوري.
بعيداً عن الوزراء، لا يمكن تجاهل تصريح نقيب أطباء سوريا، “غسان فندي”، الذي قال إنه ليس بجديد على سوريا تصدير العقول والأطباء. ومن ينسى تصريح معاون وزير الصناعة “أسعد وردة” حين قال: «من لا يقدر أن يركب سيارته بسعر البنزين العادي بلا مايركبها». أما تصريحه الأهم فهو: «قد يكون المواطن ماعندو إمكانية لشراء كل ما يحتاجه لكن بالنتيجة كل شيء موجود».
اقرأ أيضاً:عمرو سالم: أعلم يقيناً أن القادم أجمل والمعاناة ستتلاشى
«المهندس الذي لا تعجبه وظيفته بإمكانه تركها، وفتح مكتب هندسي خاص به»، تصريح قاله نقيب المهندسين “غياث قطيني”، مضيفاً أن المهندسين يحق لهم العمل بعد دوامهم الرسمي لتحسين دخلهم. (فيهن الخير هالمسؤولين).
هلال هلال يدق الاسفين بنعش النظام العالمي
وامتازت تصريحات الأمين العام المساعد لحزب البعث، “هلال الهلال” بزخم عددي كبير، نذكر منها أن «سوريا أول من دق إسفيناً بنعش النظام العالمي أحادي القطب». و«الجميع يدركون ما قدمته الطبقة العاملة لتعزيز صمود الشعب وتحقيق الانتصار».(على أمل أن يدرك الجميع من نوع آخر قيمة ما قدمته الطبقة العاملة لتكافأ بزودة راتب معتبرة).
وعلى التوازي مع تصريحات الصمود، أتت التصريحات حول الواقع الكهربائي السيء، إذ قال وزير الكهرباء “غسان الزامل”: «نحاول تخفيف التقنين لكن مايعترضنا صعوبة تأمين الوقود اللازم للكهرباء». حقيقة محاولة ترفع لها القبعة، أليس كذلك؟.
ووسط معاناة السوريين خلال عيد الفطر الفائت، وصعوبة ممارسة طقوسه المعتادة خرج محافظ ريف دمشق حينها، “معتز أبو النصر جمران” ليقول: «العيد هو فرحة ويجب أن يكون المواطنون مرتاحون فيه».موقع سناك سوري.
يجب أن نقف إلى جانب الوطن
ومن المستحيل تماماً أن تمر قائمة أبرز التصريحات بدون ذكر ما قالته، مديرة التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك “روزالي سعدو”، في أن الوزارة تعمل على إدخال مغذيات دقيقة لرغيف الخبز ترفع قيمته الغذائية وتحسن الواقع الغذائي.
اقرأ أيضاً:الحكومة تقدّم لكم … مغذّيات دقيقة لرغيف الخبز ترفع قيمته الغذائية
وصولاً إلى تصريح وزير التربية “دارم طباع”: «أيهما أفضل أن ندرس 10 أو 12 سنة طب واختصاص، وبالأخير نروح على ألمانيا نعالج الألمان. أو ندرس سنتين وندخل سوق العمل ونطالع مليون أو مليونين». (كلام عملي).
ويضيف في تصريح آخر: «يجب أن نقف لجانب الوطن، لا يمكن لأحد أن يترك أمه ووالده ويذهب ليعيش مع جاره الملياردير. هو بالتأكيد سيبقى مع أهله ويخدمهم حتى لو لم يكن لديهم مال، حيث لا يجوز ترك الوطن لأنه لا يملك المال أو هناك أغنى منه».
بلدنا فيه خير لا تهاجرو
بعض التصريحات حملت طابعاً تذكيرياً بخير البلاد، مثل تصريح مدير الموانئ السورية العميد “سامر قبرصلي”: «بلدنا فيه خير فلستَ مضطراً أن تهاجر. ما تريد أن تفعله في الخارج افعله في البلد ويتحسن حالك».موقع سناك سوري.
وفي ذات سياق تصريح “قبرصلي” يبرز تصريح وزير الإدارة المحلية “حسين مخلوف”، الذي قال إن “سوريا” مستمرة بالعمل على تحسين الظروف المعيشية لمواطنيها في الداخل.
أما التصريح الأكثر تفاؤلاً والأبعد زمنياً، فكان من نصيب محافظ “دمشق”، “محمد طارق كريشاتي” الذي كشف عن وضعهم رؤى حتى عام 2040. لتكون “دمشق” مدينة ذكية بحلول ذاك العام.
رفعنا العشرة
بعد سلسلة تلك التصريحات المفائلة التي تعكس صورة تفكير المسؤولين وكيف ينظرون للواقع، يبرز تصريح النائب “ناصر يوسف الناصر”. الذي قال: “الحكومة فاشلة، ما هو المطلوب من الشعب، أن يرفع العشرة رفعناها”. وللحظة كاد التصريح أن يعبر عن غالبية السوريين قبل أن يأتي تصريح رئيس البرلمان “حمودة الصباغ” الذي قال رداً على النائب: “أنت بتمثل حالك بس”.
بالنظر إلى زخم التصريحات، ربما تكون المحررة في سناك سوري قد نسيت بعض التصريحات “الدسمة”، فإذا متذكرين شي اتركولنا ياه بالتعليقات، وبالنسبة لـ2022 فريتها تنذكر وما تنعاد.
