الشابات لسنَ استثناءً من الإصابة بسرطان الثدي
بشهر التوعية حول سرطان الثدي.. هل أنتنّ مستعدات للكشف المبكر؟
ارتعبَت “لمى” (32) عاماً وهي أم لطفلين عندما أحست بألم في ثديها، ولمست عُقداً مكورة فيه. وهذا ما دفعها لمراجعة طبيبة فوراً والتصوير بجهاز الإيكو ثم الماموغرافي الذي لطالما سمعت عنه في شهر تشرين الأول من كل عام. بحملات التوعية للكشف عن سرطان الثدي.
سناك سوري_ناديا سوقية
لم تشعر “لمى” حينها أنها خارج دائرة المصابات رغم عدم وجود تاريخ مرضي لعائلتها. لكن أول الأعراض بوجود جسيمات غريبة بثديها الأيسر أثارت مخاوفها. التي سرعان ما بددها الأطباء وأوضحوا لها بعد إجراء التحاليل اللازمة، أن ما تعانيه هو التهاب قديم بعد فطام طفلها الأول. مؤكدين لها عدم وجود أي كتلة أو ورم.
تقول لمى لسناك سوري: «الفحص المبكر عن سرطان الثدي مهم لتدارك المرض ولمعرفة إذا كانت عقد أو كتلة أو التهاب مثل إصابتي. وغالباً ما يعيق اقبال الشابات هو إما غلاء الفحص بالمراكز الخاصة، أو الخجل أو الخوف من اكتشاف المرض».
وغالباً فإن كثير من الشابات تحت سن الـ40 عاماً لا يفكرنّ باحتمالية الإصابة عادة. كون المتعارف عليه أن الفحوصات والتحاليل تبدأ منذ هذا السن، إلا أن هذا لا يلغي وجود شابات يهتتمنّ بأي عارض ويقمنّ بإجراء التحاليل المبكرة.
سرطان الثدي مر بجانبها في الثلاثين
يختلف حال “فدوة” (33 عاماً) عن “لمى”، فالأعراض بدأت معها بارتفاع بدرجة الحرارة بثديها الأيمن، و بعد شهر تحولت إلى سماكة ثم كتلة. وتغير شكل ثديها من حيث غور مكان الحلمة وتغير في لونها حتى حولتها الطبيبة لتصوير الإيكو الذي لم يظهر إلا بعض العقد الالتهابية. لتعيد تصوير ماموغرام ويطلب منها بشكل فوري خزعة واستئصال فالصور أظهرت 3 عقد تحت الإبط لم يظهروا بوضوح بسبب البدانة.
تقول فدوة لسناك سوري، إنها أجرّت عملية استئصال للكتلة، وتم إرسال خزعة منها للتحليل. إلا أن الطبيب لم يطمئن وأخبرها أنها تحتاج لعملية استئصال كاملة للثدي الأيمن. لتصدر نتيجة التحليل ويكتشفوا أن الكتلة ليست خبيثة ما أوقف عملية الاستئصال.
ظنّت فدوة أن الرضاعة الطبيعية لطفلتها قبل 5 سنوات ستخرجها من دائرة الاحتمال بالإصابة لذلك لم تصغِ لحملات الكشف المبكر ولم تهتم أبداً. وفوق ثقتها بذلك فهي أهملت ألمها شهرين وتناولت مضادات حيوية دون وصفة حتى تفاقم الموضوع ولجأت للطبيب. إلا أن ما حدث معها جعلها أكثر انتباهاً لأي عارض دون أن تهمله، كما تقول.
إصابة الشابات ممكنة
لم تنف الطبيبة” لين جبالي” وهي مختصة بأمراض النساء ، إمكانية إصابة الشابات بسرطان الثدي فقدّرت الإصابة لمن أعمارهن تحت الـ30 عاماً، بنسبة 0.5%، أي سيدة من كل ٨ سيدات، لكن نسبة الشفاء مرتفعة حتى 98% إذا تم الكشف المبكر.
وعن أسباب الإصابة أرجعت الطبيبة ذلك إلى العامل الوراثي و هو الأهم، ثم البلوغ المبكر. والحمل المتأخر، التعرض المديد للأستروجين، إضافة لعدم الانجاب والارضاع، النحافة، و الطفرات الوراثية متل “brca” المتلازمة الوراثية السرطانية الحالة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية السيئة.
الفحص المبكر أولى خطوات الوقاية
يعتبر الفحص المبكر أولى خطوات الوقاية من استفحال الإصابة وتقدمها، وذلك لأن اكتشاف المرض مبكراً يرفع من نسبة الشفاء إلى 98 بالمئة.
تنصح الطبيبة النساء والشابات منهن الاعتماد على الحياة الصحية من غذاء ورياضة وعمل وتقول لسناك سوري: « في حال وجود أو عدم وجود قصة عائلية فيها إصابة. يجب البدء بالفحص الذاتي الدوري بعمر 18عام، واللجوء للفحص على جهاز الايكو من عمر 25 عاماً إلى40 عاماً وبجهاز الماموغرافي من عمر الـ40 عام».
وتتمنى “لين” أن يتم تعليم الفحص الذاتي للشابات لما لاحظته من خوف و عدم وصول كافي للمعلومة للسيدات بهذه الظروف الحالية.
وعن تمييز أعراض الإصابة نوهت الطبيبة أن الكتلة الحميدة تكون غالباً طرية حدودها واضحة منفصلة عن النسيج أسفلها. وممكن أن تترافق بألم بينما الكتلة الخبيثة بدون ألم و غير محددة الحواف ملتصقة ومثبتة بالنسج حولها وممكن تترافق مع ضخامة عقد لمفاوية إبطية.
حملات الشهر الوردي تكشف عن حالات جديدة
تثمن الطبيبة حملات الشهر الوردي التوعوية، لما تساهمه من الكشف المبكر عن حالات سرطان الثدي أو الاطمئنان على صحة السيدات ولكنها تحتاج اهتماماً أكبر ودقة بالأداء.
وترى الطبيبة أن التكاليف للكشف والفحوصات من صور وفحوص هرمونية وعلاج باهظة الثمن ومجالها المليون وفوق.
وتلفت لسناك سوري أن «الدعم النفسي والفحص المجاني هو الأهم لأن السيدات دائماً لديهنّ مخاوف لوجود مريضة او مريض سرطان في كل بيت تقريباً. والعقبة الثانية هي قلة النقود وحالياً كل شيء مكلف».
هل أنتنّ مستعدات للكشف المبكر و واستثمار الشهر الوردي للاطمئنان عن صحتكن؟