الرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمعمختارات

المشاوي والقهوة الصباحية في البرية رفاق درب “موسم الزيتون”

خبرونا بتحبوا قطاف الزيتون؟ وشو طقوس القطاف بمناطقكم؟

رغم التعب والجهد، فإن قطاف موسم الزيتون في الساحل السوري، يشكل نزهة جميلة لا تخلو من بعض التأفف. نتيجة ما تطلبه العملية من جهد و”طولة بال” وصبر كبير.

سناك سوري- ميس الريم شحرور

تجد لمى (٤٣ عاماً) من سكان قرية “وادي قنديل” في موسم الزيتون فرصة لتستريح من روتين الحياة اليومية ومشاغلها التي لا تنتهي حسب تعبيرها. وتحكي لسناك سوري، أنها ومنذ زواجها قبل 17 عاماً تتفرغ مع زوجها خلال أواخر أيلول وبدايات تشرين الأول للموسم المبارك.

تجد “لمى” في الطبيعة لذة لكل عمل، ابتداء من فنجان القهوة عند الخامسة صباحاً. وحتى سماع أصوات الطيور “فكل شي بيصير إلو معنى”. وذلك «رغم التعب والوقت الطويل اللي منقضيه بالأرض عم ندور على الحبة وأختها».

موسم الزيتون السوري
التقاط حب الزيتون المتساقط

تقول “لمى”: «فيكِ تعتبري هالشهر استراحة من الحياة الروتينية وهروب للطبيعة وفوق هيدا في رزق وبركة هيك علمتنا أمي».

ويبدأ العمل منذ أول خيوط الصباح، من خلال إعداد القهوة على النار التي يتم إشعالها بحرص كي لا تمتد وتسبب كارثة. ويتخلل يوم العمل في قطاف موسم الزيتون في الساحل السوري. عدة استراحات للطعام وتناول الشاي.

وخلال أوقات العمل، يشدو أحدهم بموال عتابا ما، بينما تطلق أخرى نكتة عابرة. إضافة لاستعادة ذكريات قطاف الزيتون الماضية حين كان كبار اليوم أطفالاً مع أهلهم.

تقاعد

اعتادت  عفاف (٧٨ عاماً) العمل في الأرض في بلدة مشقيتا منذ الرابعة عشرة قبل أن تتقاعد منذ عامين نتيجة أمراض التقدم بالسن. موكلة المهمة لأبنائها.

تمتن “عفاف” للزيتون وموسمه، فقد بنَت منازل أبنائها حجراً فوق حجر من نتاج محصول الزيتون الذي يتحول إلى زيت يملأ عشرات الخوابي في منزلها الريفي.

تضيف: «كل موسم كنت بيع برميل أو برميلين حسب الحاجة وكان يضل في ويزيد بركة الله ولهلّا أكيد لسّا موسم الزيتون خير وبركة بس مو متل زمان».

الزوادة أو القرطل

لا تكتمل رحلة قطاف موسم الزيتون في الساحل السوري من دون “الزوادة” أو “القرطل”. وتعني الطعام الذي يصطحبه العمال لتناوله في الطبيعة، وغالباً ما يتألف من حواضر إضافة إلى المعلبات. والأكثر شيوعاً البطاطا المسلوقة مع البيض.

تقول “عفاف”، إنها كانت تجهز “القرطل” بكل ما لذ وطاب، من الرمان والتين وعلب السردين والتونة، والكثير من الخضار، كالبندورة واليقطين. إضافة إلى البرغل وفطاير السلق، والمشروبات إما شاي أو قهوة وأيضاً متة.

لكن تلك الحال اختلفت اليوم وتأثرت الزوادة بالأحوال المعيشية. يقول “سمير” 65 عاماً من قرية “الشبطلية” أن “القرطل” بات من ذكريات الزمن الجميل. فالظروف المعيشية تمنعه من تحضير سلة كتلك التي كانت تحضر أيام زمان. ويكتفي الرجل الستيني مع زوجته وابنيه وأحفاده بالعمل وتبادل الأحاديث وعند التعب يكتفون بفنجان قهوة وسندويشة زعتر أو لبنة.

«المهم نشتغل والأكل بينتسى وسنة اللي بيكون الموسم محرز ممكن ناخد معنا بطاطا مع جاج. أما هلّق خلي الجاج المشوي لآخر يوم» يقول سمير لسناك سوري. ثم يردف «”المشاوي ما فينا نستغني عنها بآخر يوم هي شغلة أكيدة وجزء من طقوس القطاف السنوية».

ويتضمن اليوم الأخير من قطاف موسم الزيتون حفلة شواء عارمة، يتشارك بها الجميع. لكن للأسف كثير من العوائل خسرت هذا الطقس المحبب اليوم، نتيجة ارتفاع سعر الدجاج لأكثر من 60 ألف ليرة للدجاجة الواحدة. وغالباً فإن العائلة تحتاج لدجاجتين على الأقل. بينما في السابق وتحديداً قبل عام 2011، لم يكن هذا الطقس يكلف أكثر من 100 ليرة سورية.

يتضمن اليوم الأخير من قطاف موسم الزيتون حفلة شواء عارمة، يتشارك بها الجميع. لكن للأسف كثير من العوائل خسرت هذا الطقس المحبب اليوم، نتيجة ارتفاع سعر الدجاج

رزق جديد وسنة مباركة

“سنة مباركة” بمثابة حرز يستخدمه الجميع تقريباً عندما يتذوقون أول حبة زيتون في الموسم. وتقال هذه العبارة لكل أنواع المواسم الزراعية الأخرى.

شجرة الزيتون المثمرة_ اللاذقية

للأسف هذا العام إنتاج الزيتون قليل جداً قياساً بالعام الفائت، والكثير من العوائل لن تستطيع الحصول على مؤونتها من الزيتون المخلل ولا زيته. بخلاف الموسم السابق الذي كان الإنتاج فيه وفيراً.

ووصل سعر بيدون زيت الزيتون في سوريا إلى مليون و200 ألف ليرة، بينما انخفض اليوم لنحو 800 ألف ليرة، وسط توقعات بعدم انخفاضه أكثر نتيجة قلة الإنتاج.

أخبرونا ما طقوس الزيتون لديكم، وهل المحصول يوحي بموسم وفير؟!

زر الذهاب إلى الأعلى