أخر الأخبارالرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

أسماء الحاج علي نقص سمع طفلها فأسست مركزاً ليسمع أطفال عربين

أسماء حققت حلمها وحلم كل أم بمنطقتها وتسعى لمساعدة أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

لم تختر أسماء الحاج علي حلمها بتأسيس مركز تأهيلي وتعليمي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في عربين. بل هو من اختارها، وكانت تفكر فيه بكل لحظة وتنهيدة تعب وتأمل بنافذة الحافلة التي تقلها إلى دمشق لحضور جلسات التأهيل لطفلها “عمر طبانة” الذي يعاني من نقص بالسمع.

سناك سوري_ ناديا سوقية

بدأت أسماء بعمر الـ18 سنة رحلة أمومتها، وحين بلغ عمر ابنها السنتين ونصف، أخبرتها الطبيبة بأن طفلها البكر يعاني من نقص سمع عميق. بهذه الفترة كان عمر يبكي بكاءً شديداً وغير مفهوم والتواصل معه من قبل أمه كان صعباً جداً.

تقول أسماء لـ”سناك سوري”: «بكيت كثيراً وانصدمت ولكن بعد فترة قررت النهوض وعدم الاستسلام وبدأت البحث عن مراكز. إلى أن وجدت روضة تهتم بحالته بدمشق لكن في كل جلسة كنت أفكر لماذا لا يكون بمنطقتنا مركز يخفف عناء السفر والمواصلات والوقت».

أصبحت أسماء تحضر دورساً  لأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث تحسن التواصل معه وتساعده على فهم من حوله وتعلم بعض المهارات.

لحظات الضعف تحولت إلى دافع

تعرضت أسماء للحظات ضعف، كثيراً ما فكرت بالاستسلام  ولكن هاجساً داخلياً دفعها  للاستمرار بل وضاعف من عزيمتها وقوتها أكثر. حتى وصل بها إلى مرحلة إرسال ابنها بمفرده إلى دمشق وهو بعمر الـ10 سنوات. بحيث تكتب له اسم الحافلة على ورقة ليقرأها ويصعد بها فور وصولها.

و أصبح معارفها يقصدونها للسؤال والمساعدة بحالات مشابهة لحالة طفلها، وبسبب الحرب سفّرت ابنها إلى أقاربه في مصر.

ولأن وقتها كان ممتلئاً بالاهتمام به رأت أسماء أن معرفتها ومساعدتها لذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يتطور. فلجأت إلى دمشق وتدربت بمراكز متخصصة بالتربية الخاصة وحصلت  على شهادات رسمية من الدورات التي خضعت لها.

أسماء الحاج علي وأطفال من المركز التأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة

وعندما زاد عدد أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يقصدونها في المنزل للتأهيل والتعليم. طرقت باب جمعية السراج بعربين ودعموها لتأسيس مركز لدعم الأطفال وهذا المركز يستوعب عدد كبير من أطفال المنطقة وما حولها.

البيئة المحيطة الداعمة

أسماء الحاج علي
أسماء الحاج علي

تثمن أسماء وجودها بين أناس داعمين لها، ومقدرين لجهودها من أهل وأقارب ومعارف. وترجع  القسم الأكبر من الدعم لزوجها الذي لم يتوان عن تشجيعها، فتقول: «زوجي الداعم الأكبر لي سواء بشكل مادي أو ومعنوي وشجعني دائما بذهابي لتعليم ابننا وانشغالي به. أما أسرة جمعية السراج فآمنوا بي وبحلمي  وهو ما ساهم بافتتاح المركز».

قدوة للأمهات

تقول أسماء: «أشعر أني قدوة لكثير من الأمهات، ودائما أدعو الأمهات للسعي ومساعدة أطفالهن  ولا تلتفت إلى كلام الناس. ترضي ضميرها بمساعدة طفلها».

عمر طبانة وهو يتكرم في ألمانيا
عمر طبانة وهو يتكرم في ألمانيا

تشعر أسماء اليوم بالفخر بما وصل إليه طفلها الذي صار شاباً خصوصاً بعد تكريمه بالمرتبة الأولى بالتعليم المهني. وتشكيل الهياكل المعدنية في ألمانيا من قبل نقابة الحرفيين المعدنيين.

فابنها عمر بعد عمله نجاراً في مصر تعرض للاستغلال والتنمر مما دفعه للسفر الى ألمانيا. وتعلم اللغة الألمانية ولغة الإشارة، ودخل إلى الجامعة وتخرج منها.

واليوم ترى أسماء أنها حققت حلمها وحلم كل أم  في منطقتها بالتخفيف عنهن  وأطفالهن عناء السفر والبحث عن مركز تعليمي. خصوصا أن المركز يقدم الخدمات بأسعار شبه رمزية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى