الرئيسيةتقاريرقد يهمك

“السويداء”.. المشروع الذي حول الأراضي الوعرة إلى بساتين تفاح يلفظ أنفاسه الأخيرة!

الحل عند وزارة الزراعة.. فهل تستجيب لمطالب القائمين على المشروع وتمنح الأمل للفلاحين؟!

سناك سوري-رهان حبيب

يواجه أهالي محافظة “السويداء” معضلة كبيرة تتثمل بتراجع عدد عمال مشروع تنمية المنطقة الجنوبية وهو المشروع الذي حول أراضيهم من وعرة إلى بساتين تفاح يعتاشون منها وتحقق فائدة اقتصادية للدولة، تلك المعضلة بالإمكان حلها فيما إذا تم الإعلان عن مسابقة توظيف وتجاوبت وزارة الزراعة مع مطلب القائمين على المشروع باستثناء المتقدمين إليها من شرط الحصول على شهادة التعليم الأساسي.

يرى المهندس “صياح الشوفي” رئيس ورشة الصيانة والإصلاح في مشروع تنمية المنطقة الجنوبية ومدير دائرة الاستصلاح أن المشروع يلفظ أنفاسه الأخيرة مع النزيف الدائم بعدد العمال، دون رفد المشروع بعمال جدد لضمان استمراريته مع كل ما يقدمه من خدمات لأهالي المنطقة.

اقرأ أيضاً: جديد تفاح السويداء: المزارع يزرع ولا يأكل .. والفقير يشم ولا يشتري

مقالات ذات صلة

يقول “الشوفي” لـ”سناك سوري”: «لم يتبق للورشة إلا سبعة عمال فنيين وهذا رقم نظري، والفعلي عاملين اثنين كون العمال لديهم أمراض مزمنة، وكان عددهم في السابق ٢٥ عاملاً فنياً بين ميكانيكي ومشحم حملوا عبء العمل مع الآليات الثقيلة التي يتجاوز عددها 13 آلية ثقيلة في موقع العمل».

المهندس صياح الشوفي

الورشة التي وفرت ملايين الليرات على خزينة الدولة من خلال إصلاح وتنزيل محركات التركسات والآليات الثقيلة داخل الورشة بخبرات وطنية، والاستغناء عن خدمات الورش الخاصة، تنازع اليوم لكسب بعض الحياة بعد أمراض مزمنة حلت بعمالها ومنهم من تقاعد صحياً ومن بقي يعالج أمراض الديسك والعمود الفقري والقلب.

المشروع حول 2000 دونم من أراضي وعرة إلى زراعية العام الفائت!

يؤكد “الشوفي” أنهم أطلقوا «صرخات استغاثة لدى جهات عدة مفادها أننا مهددون بالتوقف فعدد العمال الحالي غير كاف، للقيام بأعمال إصلاح وصيانة الآليات الثقيلة التي تحتاج لصيانة يومية، كونها حدثت عام 2000 وعمرها الإنتاجي عشرة آلاف ساعة ولغاية هذا التاريخ عملت أكثر من ١٦ ألف ساعة بالتالي هي بحاجة لإصلاح وصيانة يومية ونقص العمال قد يجعلنا نلجأ للقطاع الخاص لنحمل الدولة تكاليف باهظة».

المشروع الذي نفذ العام الفائت 2000 دونم تطوير في قرى “المشنف” و”سهوة الخضر” و”ظهر الجبل” أصبحت كلها جاهزة للزراعة، يستعد لموسم قادم رغم النقص الواضح بالفنيين وقدم الآليات، وينتظر حلولاً ليحافظ على عمله بتخديم الفلاحين الذين يطالبون باستمرار المشروع الذي طور أراضيهم.

حسب المهندس “حسام جمول” مدير المشروع فإن الأخير كان هدية للفلاحين وقدم لهم خدمات على مدى عقود مضت، بات اليوم بحاجة للدعم، بعد أن حول آلاف الدونمات من آراضي وعرة إلى صالحة للزراعة، «ويكفي أن نذكر ٣٢ ألف دونم في منطقة ظهر الجبل، وهي إحدى المناطق التي حل فيها مشروع التنمية وحولها من أراض وعرة إلى بساتين للتفاح».

يؤكد “جمول” أن المشروع الذي ضم في وقت ما 160 عاملاً بات يضم اليوم 90 عاملاً فقط، مضيفاً أنهم يحتاجون «لمسابقة خاصة بفرع “السويداء” ففي للمسابقة الأخيرة وبعد طول انتظار لم نتمكن إلا من إضافة عنصر واحد للكادر الفني، مرجعاً السبب في ذلك للمركزية الشديدة».

المهندس حسام جمول

 

الحل عند وزارة الزراعة!

يوضح “جمول” الأمر قائلاً إن السبب في ذلك يعود لكون أحد شروط التقدم للمسابقات هو أن يكون المتقدم حاملاً لشهادة التعليم الأساسي بالإضافة للخبرة، وهذا ما أدى لمنع عدد كبير من الشبان الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم للتقدم رغم أنهم يمتلكون الخبرة اللازمة، يضيف: «الوزارة لم تعف المتقدمين من الشرط رغم مطالباتنا وإصرارنا على إلغائه، علماً أن وزارة الزراعة التي يتبع لها المشروع سبق وأن استجابت لمطالبات مدرائها في إلغاء هذا الشرط بإحدى المسابقات الماضية، فلماذا لم يوافقوا على استثنائه من مسابقتنا؟».

يؤكد مدير المشروع أنهم يعيشون أزمة حقيقية، متمنياً «أن يشفع لهذا المشروع عمله المنتج لتطوير واستصلاح آلاف الدونمات طيلة السنوات الماضية لتقر الوزارة مسابقة خاصة لفرع “السويداء” مع استبعاد شرط شهادة التعليم الأساسي، لأننا بحاجة لخبرات اليد العاملة في مجال الميكانيك لرفد المشروع ومتابعة العمل خاصة وأننا نستعد لموسم جديد وخطتنا لهذا الموسم لن تقل عن خطة العام الفائت في حال تم تلافي موضوع نقص العمال».

يذكر أنه ونقلاً عن لسان بعض أهالي المنطقة من كبار السن فإنه في ثمانينات القرن الماضي حين دخل مشروع تطوير المنطقة الجنوبية إلى “السويداء” وقراها، استقبل من قبل الفلاحين والأهالي كعرس حقيقي فهو من عمل لاحقاً على نزع صخور الأرض ومهد ترتيبها لتحتضن زراعات حقلية وأشجار مثمرة وتتحول لأراضٍ منتجة فهل يستمر العرس بدماء جديدة ليحقق حلم القائمين على العمل والأهالي معاً.

اقرأ أيضاً: سوريا: قرية فيها 3 آبار وتعاني من العطش.. وتهدي المسؤولين أغنية “عطشانة مين يسقيني”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى