الرئيسيةيوميات مواطن

الحراك في السويداء.. ترقبٌ حذِر وقلقٌ من تعطيل الحياة فيها

كيف يقضي أهالي السويداء أمورهم بظل حالة العطالة الحالية؟

مضت ثمانية أيام على حراك السويداء، حيث وقف المحتجون في ساحات المدينة معبّرين عن غضبهم عبر قطع الطرقات وإيقاف عمل الدوائر الحكومية. بينما علَت الهتافات المناهضة للسلطة في صرح قائد الثورة “سلطان باشا الأطرش”. وانضم رجال الدين لتأييد الاحتجاجات، في وقت يتابع كثير من الأهالي المجريات بصمت من خلف شاشات المحمول.

سناك سوري-رهان حبيب

ثمانية أيام تناوبت مواقع وصفحات خاصة وتحت مسميات مختلفة على نقل الحدث الصباحي المتمثل بإقفال الدوائر الحكومية وتوثيقه باليوم والساعة. وعلى المقلب الآخر نساء ورجال وطلاب يترقبون آخر الأحداث بانتظار عودة الحياة إلى الدوائر الحكومية. فالتعطيل أخَّر أعمالهم بغض النظر عن موقفهم المؤيد أو الرافض.

حالة إقفال الطرق فرضت عطلة طويلة وأجهزت على هامش بسيط من حرية التنقل لمن يحتاجه. كما تقول “منال” 45 عاماً موظفة حكومية. وتضيف لـ”سناك سوري”، أن «ما يجري يبدو أنه استعداد إجباري للتقاعد وإقامة جبرية. مع أنني أتفق مع المحتجين في المطالب الاقتصادية وتحسين أوضاعنا كموظفين افتقدنا القدرة على تأمين متطلبات الحياة اليومية».

تتعهد الدولة بكفال حق الإضراب شريطة ممارسته وفقاً لقوانين البلد المعنى. المادة د من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

بينما يستعد “إياد” 33 عاماً صاحب مكتبة كل ليلة لاستئناف العمل في مكتبته الواقعة على أطراف السوق بالصباح. فالمدارس على الأبواب وهذا موسم العمل لكنه يخشى من انفعال المحتجين في حال افتتح محله بالتزامن مع وقت احتشادهم. ليعد قهوة الصباح ويتابع عبر الموبايل أهم المستجدات في المنزل.

مثله مثل “سها” 43 عاماً، مدربة الخياطة التي عطلت دورة تدريبية في أحد المعاهد التدريبية لشابات يتدربن تحضيراً للسفر والعمل في إحدى معامل الخياطة في الإمارات. وتعرف أن الوقت ليس في صالحهن لكن طريق القرية قفل لعدة أيام ولم تشأ أن تدخل في حوار مع المحتجين. الذين خرجوا من وجهة نظرها لتخفيف معاناة أهلهم من الفقر والحاجة.

تضيف: «لم أكن مرتاحة للتدريب بهذا الظرف وبقيت بالمنزل بحالة قلق. ما والمتدربات مضطرات لإنجاز الدورة والحصول على شهادة مختومة ومصدقة ما أرجوه أن تحسم الأمور بطريقة هادئة كما بدأت».

سها مدربة الخياطة عطلت دورة تدريبية في أحد المعاهد التدريبية لشابات يتدربن تحضيرا للسفر والعمل في إحدى معامل الخياطة في الإمارات، بسبب الاحتجاجات.

إحدى الصور ينقلها “معين” الذي اضطر للوصول إلى المدينة بسيارته لتسجيل ابنته في امتحان مدرسة المتفوقين. واضطر للتنقل لتصوير الجلاء المدرسي وبالكاد وجد آلة تصوير وقام بتصديق الصورة من مدير المدرسة في منزله ومنها إلى مدرسة المتفوقين. التي تواجد فيها عنصر واحد كي لا يفوت فرصة تقديم الطلاب للامتحان.

يضيف: «بسرعة قياسية تنقلت لاستكمال عملية التقديم ولم يعترضني أحد لكن عندما انتهيت خطر ببالي شراء بعض الخضار والفواكه واحتياجات المنزل من محلات الجملة. ودهشت من حالة التسوق التي يقوم بها الأهالي بسرعة وحذر لشراء ما يكفي بعض الوقت ويسد ظمأهم لبعض الوجبات في حالة من الترقب والقلق».

في الوقت الذي تعاملت به الأسواق بحالة من قبول للأمر الواقع إذ لا تكاد تختتم الوقفات في وسط المدينة حتى تفتح نسبة جيدة من المحال التجارية. وتباشر عملية البيع والشراء وفق “رواد” ٢٨ عاماً، يضيف: «بالنسبة لي أراقب الأوضاع وأخرج متأخرا لتأمين احتياجات المنزل. ولا أنكر تخوفي من هدوء الشوارع وضعف حركة المارة وقابلية تحول الهدوء إلى فوضى مع احترامي الكامل لكل من خرج معبرا عن رأيه».

للمواطنين حق الاجتماع والتظاهر سلمياً والإضراب عن العمل في إطار مبادئ الدستور وينظم القانون ممارسة هذه الحقوق. المادة 44 من دستور سوريا

 

رغم أن “رواد” لم يختر الخروج للساحات، إلا أنه متأثر بما سيحدث ومثله كثر كما يقول. ويضيف أنه يراقب ما يجري عبر أجهزة الموبايل والفيسبوك. وبناء عليه يخطط للخروج أو البقاء في المنزل. ويؤكد أنه «واقع اضطراري أتمنى أن يكون مؤقتا لتعود الحياة».

وبدأ حراك السويداء من خلال المظاهرات والاحتجاجات عقب صدور قرار رفع أسعار المحروقات 15 آب الجاري. حيث يطالب المحتجون الحكومة بالعودة عن القرار، بوصفه سيزيد من فقر ومعاناة الناس في ظل الظروف المعيشية المتدهورة.

معظم الدساتير التي تنص على حق الإضراب تعتبره حرية فردية. وعلى سبيل المثال الدستور الفرنسي يقول: الحق في الإضراب حرية فردية يكفلها القانون.

 

بينما يقوم المجتجون في السويداء بقطع الطرقات ومن الموظفين من العبور إلى عملهم. وحتى من الدوائر فتح أبوابها وكذلك أغلقوا مقر فرع حزب البعث. وهو سلوك مثار جدل لناحية مشروعية ما يقومون به على اعتبار أن قطع الطرقات سلوك احتجاجي متعارف عليه لكن منع الناس ممارسة نشاطها هو سلوك إكراهي. فإضراب الناس عن العمل يجب أن يكون رضائياً وبقرارهم وليس رغماً عنهم. بينما يرى آخرون أن هذا سلوك احتجاجي مقبول.

وأنتم مارأيكم بأحداث السويداء؟

زر الذهاب إلى الأعلى