أخر الأخبارشباب ومجتمع

البلوغرز قوة تغيير ناعمة.. 35% من الفتيات تغيرت نظرتهن للجمال!

فتيات يقلّدن طريقتهن باللباس.. وأخريات سيدخلن الفرع الجامعي للبلوغر المفضلة لديهنّ!

فرضت وسائل التواصل الاجتماعي لغتها ونجومها في مختلف الاختصاصات، وباتت قوّة قادرة على تشكيل ذوق عام. والترويج لنمط حياة معين، عبر “البلوغرز” أو المؤثرين، الذين يتابعهم مئات الآلاف من الشباب.

سناك سوري_ حلا منصور

برقم وصل إلى 1.3 مليون متابع، تصدّرت ”لمى الرهونجي“ قائمة البلوغرز السوريات الأكثر متابعةً في الداخل السوري. وبعبارة ”الجمال الداخلي هو الباقي، محبة الناس هي ثروتي. إذا حبيتو تيابي اطلبوها من الموقع واستخدموا كود الخصم باسمي“. عنونت ”لمى“ أحد منشوراتها على إنستغرام. التي غلبَ عليها الطابع الإعلاني لمحال ومطاعم ومواقع تسوق.

بدورها ظهرت ”ديانا القادري“ التي تملك (508) ألف متابع على إنستغرام، عبر إحدى ”الستوريز“ على صفحتها. ترد فيها على التساؤلات المتكررة لمتابعيها حول دراستها واختصاصها بعلم الطاقة. موجهة حديثها لهم: « دائماً بتسألوني وما بقدر جاوبكن غير أجوبة مختصرة عن دراستي بالطاقة والجذب. رح حاول احكيلكن كم نصيحة بسيطة لتكونوا ناجحين ومنتجين بحياتكن لأنو كلشي بالحياة إلو قواعد».

تحاول “ديانا” إيصال الفائدة لمتابعيها وتقديم النصائح في الموضة والجمال وأسلوب الحياة والتفكير. حسبما تشير باستمرار في منشوراتها.

لمى الرهونجي
البلوغر لمى الرهونجي – انستغرام
هوية “البلوغرز” التأثيرية

يُطلُّ “البلوغرز” الرجال والنساء عبر حساباتهم الشخصيّة، على ”إنستغرام“ و”تيك توك“ بنسب كبيرة. تفوق ظهورهم على ”فيسبوك“ وذلك عبر فيديوهات قصيرة تُصوّر بواسطة هواتفهم المحمولة، ليشاركوا متابعيهم تفاصيل حياتهم.

وبالحديث عن البلوغر السيدات. تكون غالباً أنثى تملك قواماً جميلاً، وتهتمّ بعالم الموضة والتجميل. ترتدي أحدث الصيحات، وتقضي أغلب وقتها بين المطاعم وعيادات التجميل ومتاجر الألبسة.

وفي ظل تغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا، فإن كثر من الفتيات والنساء يستخدمنَ هذه الوسائل ويتأثرنّ بها. حيثُ أفقدت الصورة الجميلة والباهرة للبلوغرز في إنستغرام. العديد من الفتيات استقرارهن الداخلي وعززت الجانب الهش في شخصيات بعضهن.

وفي استبيان أجراه سناك سوري، على 52 فتاة ممن هم تحت سن الـ25 عاماً. بلغت نسبة الفتيات اللواتي يهتممنَ بمتابعة المحتوى المُتعلق بكل ما يخص الموضة والجمال 65.4٪، وهذا ما يفسر الأرقام الكبيرة للمتابعين في صفحات البلوغرز.

نسبة اهتمام الفتيات ممن هم تحت سن ال25 بمشاهدة محتوى البلوغرز حول الموضة الجمال.

 

تتعدد الأسباب التي تدفع الشابات السوريات لمتابعة “البلوغرز”. ليمار (16 عاماً)  وباعتبارها مهتمّة بكل ماله علاقة بالموضة والجمال. تقضي ساعات من يومها في متابعتهم، وتقول لـ سناك سوري: «أحياناً بلا ما حس بصير بحكي بنفس طريقتهن ولهجتهن».

مضيفةً أنّها لا تحب عمليات التجميل المبالغ بها التي تُجريها بعض البلوغرز، ولكن لا مانع من إجراء تعديلات بسيطة في حال الحاجة. مثل “الفيلر“ لملء الشفاه.

وفي ذات الاستبيان بلغت نسبة الفتيات اللواتي تأثر مفهوم الجمال عندهنّ بعد متابعة البلوغرز، (34.6%). مقابل 65.4 لم يتأثرنّ.

تأثير فيديوهات البلوغرز على نظرة الفتيات للجمال.

وترى ”ليمار“ أن بعض البلوغرز من الممكن أن يكونوا سبباً في حبّها لاختصاص جامعي ما. مثل البلوغر السورية ”رغد عدرا“ وهي صيدلانية وتنصح الفتيات بتركيبات ومنتجات مفيدة للبشرة. وهذا ما يُفسر أن نسبة 36.5٪ من الفتيات اللواتي استطلعنا آراءهم لإنجاز هذه المادة. أجبن بالتأكيد على قدرة البلوغر المفضلة لديهم على التأثير في اختيارهم لفرع جامعي معين.

بلغت نسبة الفتيات اللواتي تأثر مفهوم الجمال عندهنّ بعد متابعة البلوغرز، (34.6%). مقابل 65.4 لم يتأثرنَ.

نسبة تأثير البلوغرز على رأي الفتيات في تحديد خياراتهم المستقبلية كالفرع الجامعي

مهضومين وبيسلوا

تجد “ماريا” (19 عاماً) أن البلوغرز، ”مهضومين وبيسلّوا“، ويقدمن نصائح تتعلق بالميك آب والعناية بالبشرة. وتردف الصبيّة أن «المنتجات يلي بيحكوا عنها كتير غالية، والوضع المادي ما بيسمح، بس بجرب الماسكات يلي بيحكوا عنها من مواد موجودة بالبيت. وكمان طريقة لبسهن حلوة بستوحي منها».

تأثير البلوغرز على شخصية وحياة ماريا يقف عند هذا الحد، فهي لا تحب الاصطناع الموجود في حياتهن أمام الكاميرات. ولا ترغب في التشبّه بإحداهنّ، كما تقول.

نسبة تأثير طبيعية

ترى الاختصاصية الاجتماعية ”أريج الرز“ في حديثها مع ”سناك سوري” أن نسبة تأثر الفتيات بالبلوغرز طبيعية جداً.

تلعب المرحلة العمرية أهمية كبيرة في مدى متابعة البلوغرز والتاثر بهنّ. وفق الاختصاصية، وتضيف أنه في المرحلة العمرية ما تحت الـ25 عاماً تلجأ الفتيات للسوشيل ميديا التي تعتبر الوسيلة الأسهل والأقرب لتغذي الفتيات ذاتهنّ. ويحاولنَ الربط بين أفكارهنّ الخاصة وبيئتهنّ ومتطلبات العصر. والوسيط غالباً ما يكون البلوغر حالياً.

تعتبر الاختصاصية الاجتماعية أن الأمر إيجابي. بحال لم يكن سبباً في إلغاء شخصية الفتيات واستبدالها بشخصية المؤثرات على السوشيل ميديا.

بالمقابل هناك أثر سلبي تتحدث عنه “أريج الرز” ويكمن في معاناة الفتاة من حالة عدم رضا عن شكلها وعدم تقبلها لذاتها. وتقول الاختصاصية أن الأسرة هي حجر الأساس بهذه الناحية. فالأسرة التي تقلل من شأن الفتاة ومن أي إنجاز تقوم فيه وتحد من ثقتها بنفسها. ستدفع ابنتها للهرب ولتعبّر عن ذاتها خارج الأسرة. وربما تتأثر وتقلد ماتراه على وسائل التواصل الاجتماعي.

بينما في الأسرة الداعمة التي تأخذ بيد الفتاة وتبني فيها شخصية قيادية. لتكون شابة واثقة بنفسها وقادرة على احتضان عيوبها وتحديد خط حياتها. فإن تأثير البلوغر يكون قليل جداً وبحدوده الدنيا.

تأثير البلوغر يكون أقوى على الفتيات اللواتي ينشأن بأسرة غير داعمة تحد من قدرات الفتاة وتحبطها

وتضيف الاختصاصية، أنه لا يمكن اعتبار التقليد حالة شاذة دائماً وقد يكون طبيعي أحياناً. فالفرد يعيش حالة مستمرة من بناء الخبرات وتطوير الذات. وبعض الأشخاص يفضلون الاعتماد على تجربتهم الشخصية فقط لتطوير أنفسهم، ومن قبيل ذلك يمكن ملاحظة التباين بين الفتيات في مدى تأثير البلوغرز على شخصياتهن وأفكارهن. ولا يصح القول أن هذه الفئة على حق وتلك على خطأ، وإنّما ينبغي خلال مسيرة بناء المعارف والخبرات اختيار ما يجعل الراحة مع الذات في مقدمة الأولويات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى