لا أمل يلوح في أفق تغيير حياتنا نحو الأفضل العام القادم، إلا أن ظرافة مسؤولينا باقية وتتمدد
سناك سوري-رحاب تامر
بدأ العام 2018 بـ 3 وزراء جدد وانتهى بـ 9 أجدد، وشهد منافسة حادة بين الوزراء المتسابقين على التصريحات والقرارات، التي أجرينا غربلة لها وقررنا بديكتاتورية الكاتب اختيار الأبرز منها، وللأمانة فكلها تصريحات غير مسبوقة تستحق دخول كتاب “غينيس”.
«لدي متعة كبيرة في محاربة الفساد»، توشك هذه العبارة أن تتحول إلى مثل شعبي بين الناس بعد أن قالها رئيس الحكومة “عماد خميس” في إحدى تصريحاته شهر آب الفائت، وهو نفسه الذي قال بداية شهر كانون الثاني الفائت إن حكومته ستكافح الفساد “إن وجد”، لقد احتاج معاليه عدة أشهر قبل أن يكتشف وجود الفساد ومتعته بمحاربته على ما يبدو، وهو يستحق على هذا الانجاز المرتبة الأولى عن أهضم تصريح حكومي.
المرتبة الثانية في قائمتنا هذه تذهب أيضاً لرئيس الحكومة ولا تقولوا إننا نحابيه لنتنصل من الاعتقالات لاحقاً أسوة بكثير من الزملاء الإعلاميين، ولكن تصريحه عن المطالبة بتقييم حكومته إن نجحت أو لا يستحق مرتبة جديدة، بالإضافة لتصريحه حين زار “حلب” وقال إن زيارته مع الوفد الحكومي تستهدف إحباط “المؤامرة الاقتصادية“، مؤكداً أن الدولة السورية تعرف أين تسير، “يعني زيارة كم وزير لحلب وإقامتهم بفندق خمس نجوم وتناول الكبب الحلبية هزمت المؤامرة الاقتصادية ويمكن المقصود إنو الاقتصاد تبدد على تكاليف زيارتهم وما بقا حدا قادر يهزمو لأنو ما عاد موجود والله أعلم”.
المرتبة الثالثة في أهضم التصريحات الحكومية، تذهب بجدارة لوزير المالية الذي سرعان ما حرم رئيس الحكومة من متعته بمكافحة الفساد، قائلاً: «في سوريا أقول بكل بساطة ليس لدينا فساد بالمؤسسات، لدينا بعض الفاسدين.. أشخاص فاسدين وليس مؤسسات»، لكن الجائزة لا تذهب إليه عن هذا التصريح إنما عن تصريحه حول وضع نظام مالي لمكافأة المواطن الذي يدل على الفاسد، ولحد هذه اللحظة لم نسمع عن مواطن دل على فاسد وأخذ مكافأة، فهل هذا يعني أنه لا يوجد فاسدين يدل عليهم المواطن، أم أن هذا المواطن لا يتجرأ على الدلالة عليهم خوفاً على حياته ومستقبله وكثير شغلات ثانية “إنتوا قرروا، ما دخلنا نحنا”.
ورغم أنه غادر الحكومة، إلا أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق “عبد الله الغربي” حجز لنفسه المرتبة الثالثة في قائمتنا هذه عن تصريحين له، الأول حين قال إن «ارتفاع الدولار لعبة كبيرة.. ولا أحد يعرف سبب الارتفاع؟» “وحلوها إذا بتنحل”، والثاني حين قال إنه ناجح بنسبة 60% وقد هزم 20 أميراً، قبل أن يهزمه قرار إقالته وتعيين وزير جديد عوضاً عنه.
المرتبة الرابعة تذهب بجدارة لحاكم مصرف سوريا السابق “دريد درغام” الذي قال قبل تصريح “الغربي” السابق، إن «المصرف قادر على تخفيض سعر الصرف إلى 200 ليرة لكنه لا ينوي القيام بذلك رأفة بالعمال والموظفين والمواطنين»، وربما هذا ما يبرر سبب ارتفاع الدولار مؤخراً، المهم فإن العمال والموظفين والمواطنين يترجون الحكومة اليوم ألا ترأف بأحوالهم مجدداً و”الحرب مقدور عليها”.
ورغم أنه يستحق المرتبة الأولى عن تصريحه أن طرق “سوريا” أفضل من طرق “جنيف”، فإن وزير النقل “علي حمود” احتل المرتبة الخامسة في قائمتنا هذه لأن رؤيتنا حول تصريحه تشابه رؤيته حول المقارنة بين طرق “جنيف” وطرق “سوريا”، ونستطيع وصف رؤيتنا بأنها “قاصرة” جداً، “سمايل أبو غمزة”.
وإلى المرتبة السادسة التي تذهب لوزير الاتصالات السابق “علي الظفير” الذي غاب كمسؤول، وبقي كتصريح سنذكره طويلاً نحن معشر الصحفيين حين قال لنا ونحن نلهث وراءه لنحصل على معلومة ما حول نظام الاستهلاك العادل للإنترنت: «اكتبوا وزير الاتصالات رفض التصريح واكتفيت بما قلته تحت القبة».
ورغم أنه لا أمل يلوح في أفق تغيير حياتنا نحو الأفضل العام القادم، إلا أن ظرافة مسؤولينا وخفة دمهم التي تأتي على شكل “تصريحات” ستبقى مستمرة، وما عليكم سوى الاستمتاع.
اقرأ أيضا: فيما يخص زيادة الرواتب هذا العام.. “حكومة الفقراء” أطعمت المواطن “تصريحات”!