ألعاب الأطفال تركب موجة ارتفاع الأسعار.. لعبة بمئات الآلاف!
سناك سوري – ولاء شرقاوي
على عكس مايعتقده كثير من الآباء والأمهات، يؤكد أخصائيون نفسيون أهمية وجود الألعاب في حياة الطفل وأنها ليست مجرد تسلية لملء وقت الفراغ، حيث أن بناء الطفل لبرج من المكعبات هو تعليم لمبادئ الرياضيات، كما أن حديثه مع لعبته هو تعلم لمهارات اللغة حسب عالمة النفس “جين هيلين”، كما يساعد اللعب على تنمية مهارة حل المشكلات حسب “فرويد”، لكن الأمر يتعلق اليوم بقدرة الأهل على شراء أي نوع من الألعاب في ظل ظروف الغلاء التي طالت كافة القطاعات في “سوريا”.
سناك سوري رصد خلال جولة على محلات بيع الألعاب خلو محلات بيع الألعاب من زوارها حيث أكد أحد الباعة الذي رفض ذكر اسمه أن السوق يعاني من قلة مرتاديه لأن أسعار الألعاب المصنعة محلياً أصبحت تفوق في بعض الحالات الألعاب المستوردة، حيث تبدأ الأسعار للدمى البلاستيكية البسيطة صغيرة الحجم من 1500 ليرة سورية وتتدرج بالارتفاع وصولاً إلى عشرات الآلاف وحتى المئات، منها بعض أنوع السيارات والبيوت البلاستيكية التركيبية والآلات الموسيقية وغيرها .
اقرأ أيضاً: سوريا :475 ألف ليرة سعر لعبة بلاستيكية على شكل منزل (هاد لعبة ولا بيت بالعشوائيات)
أنواع الألعاب وطرق اختيارها:
بعيداً عن ماراثون الأسعار تختلف الألعاب المناسبة للأطفال باختلاف أعمارهم وجنسهم، حيث يبدأ الأطفال بألعاب الرضع المكونة من الحيوانات القطنية والأطواق الملونة والعضاضات الطبية التي تساعدهم عند ألم ظهور الأسنان، وتزداد ألعابهم تعقيداً بنموهم.
تقول الدكتورة “وعد محمد” الاختصاصية بأصول التربية لـ”سناك سوري”:« تتنوع ألعاب الاطفال فمنها مايساعد على تنمية قدرات الطفل الجسدية مثل الدراجات وأخرى لتنمية المهارات الحسية من الشم والتذوق واللمس مثل الألعاب المائية والموسيقية وألعاب لتنمية المهارات الاجتماعية مثل الدمى وألعاب لتنمية ذكاء الطفل ومهاراته الثقافية مثل الكتب والمكعبات والشطرنج»، و تضيف:«يتم اختيار الألعاب بحيث تكون مناسبة لعمر الطفل وهو ما يحدد غالباً على غلاف اللعبة كما يجب أن تلبي اللعبة اهتمامات الطفل وتنمي قدراته واحتياجاته وتتناسب مع شخصيته وأن تكون ذات نوعية جيدة وقابلة للتنظيف وتراعي شروط الأمان والسلامة، مع الإشارة إلى ضرورة أن يترك الأهل للطفل فرصة لاختيار اللعبة التي يريدها، الأمر الذي يسهم في تنمية تحمله للمسؤولية المتعلقة بالحفاظ على اللعبة وزيادة قدرته على اتخاذ القرار ورفع مستوى الاستقلالية لديه.
الشروط الصحية للعبة والطفل:
من جهته يحدد الدكتور “فراس النميري” الاختصاصي بطب الأطفال شروط سلامة اللعبة ومدى مناسبتها لبعض الحالات الخاصة فيقول: «يجب أن تتوفر باللعبة شروط السلامة كأن تكون مصنوعة من مادة لا تصدأ، وغير قابلة للكسر، وتقاوم الاحتكاك، ومتوازنة عند حركتها وتوقفها، كما يجب الحرص على أن تكون أجزاء اللعبة كبيرة الحجم، حتى لا يستطيع الطفل ابتلاعها أو إيذاء نفسه بها».
اقرأ أيضاً:“محمد” بدأ حملة تكسير ألعابه الحربية.. ماذا عن أطفالكم؟
إضافة لما سبق لابد من اختيار اللعبة التي تناسب حالة الطفل الصحية، حسب تعبير الدكتور “النميري” فمثلا الأطفال المصابون بالأمراض الصدرية لا تناسبهم الألعاب المصنوعة من الصوف، وإن كان الطفل يعاني من التوتر يمكنك منحه لعبة بالونات من المطاط حيث يبدأ في ضربها عدة مرات للتخفيف من توتره، أما إن كان الطفل يعاني من الملل، فالدمية المتحركة أفضل خيار له لاستعادة نشاطه وحيويته، منوهاً الى ضرورة الانتباه إلى مناسبة الألعاب للأطفال من ذوي الإعاقة حسب حالتهم وحاجاتهم.
إن اختيار ألعاب للأطفال من عدمه لن يلغي بطبيعة الحال كون اللعب الركيزة الأساسية في الطفولة فحتى لو لم يجد الطفل أمامه أي لعبة سيبتكر من الأدوات المتوفرة في محيطه ما يفرغ به طاقته، إلا أن وجود اللعبة واختيارها وفق المعايير الصحية والتربوية يبعد عنه المخاطر التي قد تحدث، ويوجهه لتنمية مهارات معينة ما ينعكس إيجاباً على شخصيته وقدراته في المستقبل.
اقرأ أيضاً:في ظل كورونا.. كيف يقضي الأطفال عطلة صيفية بأقل مخاطر؟