الرئيسيةشباب ومجتمع

ما بعد المدرسة .. كيف يختار الطلاب خطوتهم القادمة؟

ضعف برامج الارشاد والتوجيه تجعل للعلامات الكلمة الفصل في مستقبل الطلاب 

سناك سوري – ولاء شرقاوي

يتوجه طلاب الشهادة الثانوية في “سوريا” نحو امتحانات الدورة الثانية لتحسين نتيجتهم التي حصلوا عليها في الدورة الأولى وهم على أعتاب مرحلة جديدة في حياتهم، حيث سيختارون مهنة المستقبل بعد اختبارهم الأخير في مرحلة المدرسة.

“ميس صقر” طالبة شهادة ثانوية “فرع علمي” ترغب بتحسين علاماتها بالفيزياء والكيمياء تتطلع للتسجيل في الجامعة وستختار إما الهندسة الزراعية أو الأدب الإنكليزي حسب علاماتها وشروط المفاضلة هذا العام.

تقول ميس لسناك سوري:« لا يتدخل أهلي في خياراتي وإنما يدعمون ما أريد، يجب أن أدرس فرعاً أحبه فسأعمل به لاحقاً بعد التخرج طوال حياتي.. قالت لنا المرشدة بالمدرسة يجب أن ندرس الاختصاص الذي يتناسب مع قدراتنا لننجح فيه ».

اقرأ أيضاً: مرشدة نفسية استطاعت تحسين النطق عند طالبة.. وأخرى حلت المشاكل بتبويس الشوارب

لا مقاييس علمية لمعرفة ميول الطلاب

دخول المرشدين النفسيين إلى المدارس ضمن الكادر التعليمي فيها كان بهدف مساعدة الطلاب على حل مشكلاتهم وتوجههم نحو الخيارات الأفضل في الحياة، وعن دورهم على صعيد الارشاد الأكاديمي والتوجيه المهني تقول المرشدة تهاني أبو هاشم: « للأسف لا يوجد لدينا اختبارات ومقاييس علمية لمعرفة ميول الطلاب وقدراتهم لكن المرشد يساعد الطلاب من خلال الحوار معهم ومعرفة مستواهم التحصيلي في المدرسة».

وتضيف:« يزود المرشد طلاب المرحلة الثانوية بمعلومات عن التخصصات المتوفرة في الجامعات والمعاهد ومجالات العمل فيها سواء بالإرشاد الجماعي بالصف أو بشكل فردي لمن يسأل بمفرده، لكن أتمنى لو كان للمرشد حصة خاصة تمكنه من مساعدة الطلاب أكثر بدلاً من اللجوء لحصص الفراغ التي عادة ما يأخذها أي أستاذ مقصر بمادته بالنسبة لطلاب الشهادة الثانوية».

للأهل دور في اختيار اختصاص أو مهنة معينة للطالب حسب  “أبو هاشم: حيث تقول :«من واجب الوالدين التحاور مع أبنائهم حول الفرص المتاحة لهم وابداء الرأي بأفضليتها مع لفت الانتباه الى قدراتهم لكن لا ينبغي على الأهل إجبار أبنائهم على تحقيق رغباتهم وأحلامهم هم، قد يعرض ذلك الأبناء إلى الفشل الذي سينعكس سلباً على ثقتهم بأنفسهم ناهيك عن ضياع سنوات من عمرهم، فيجب على الطالب أن يختار ما يناسبه بنفسه بعد الاستشارة»، مشيرة إلى أن بعض الآباء والأمهات يتوهمون بقدرات أبنائهم ويطالبونهم بخيارات لا يستطيع الطلاب الوصول اليها مما يدخلهم في دوامة القلق والتوتر، حتى إن إحدى الطالبات وصلت لدرجة الانهيار وعدم رغبتها بإكمال الدراسة قبل الامتحان رغم تفوقها.

أهمية الإرشاد الأكاديمي والمهني

الإرشاد الأكاديمي والتوجيه المهني الذي ينقسم إلى شقين أولهما موجه لتعريف الفرد بالتخصص المناسب له وكيفية تحقيق النجاح فيه، والآخر لاختيار مهنة المستقبل والإبداع فيها بما يعود بفوائد عدة على الفرد والمجتمع.

الدكتورة فتون الغفير الاختصاصية التربوية تقول:« عندما يكون اختيار التخصص أو المهنة قائم على معرفة الفرد بنفسه واختيار ما يناسبها فإن ذلك يرفع درجة قبول الإنسان لنفسه ويسهم في زيادة الإنتاج وتحقيق التقدم سواء في الدراسة أو العمل، مما يؤدي أيضاً لحل مشكلات عدة كالبطالة، وعدم الثبات في مجال معين، بالإضافة لحل المشكلات النفسية والاجتماعية الناتجة عن عدم الشعور بالرضى، كل ذلك يوفر الطاقات ويستثمرها ويوجهها بخدمة المجتمع»، مشيرة  إلى وجود مركز للتوجيه المهني في جامعة “دمشق” أقيم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يهدف إلى الربط بين كفاءات الخريجين ومتطلبات سوق العمل الخاص والعام.

ضعف برامج الارشاد الأكاديمي والتوجيه المهني القائمة على قياس قدرات الأفراد العقلية وميولهم المهنية وسماتهم الشخصية لاستثمارها وتوظيفها بما يخدم المجتمع بالشكل الأمثل، ينعكس على آليات التقييم المتبعة مما يجعل العلامات المحدد الأساسي إن لم نقل الوحيد في اختيار مهنة المستقبل.

اقرأ أيضاً: الدورة الامتحانية الثانية فرصة للتعويض والتحسين ..كيف يستثمرها الطلاب ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى