أهالي “قطينة” يطلقون صرخة استغاثة عبر الفيسبوك
سناك سوري-حمص
«عذراً يا أحبتي، فضمائر المسؤولين أصبحت مسمومة كهواء قريتنا، أطفالنا مكانهم الطبيعي في الحدائق ويلعبون في الشوارع وليس في المنازل وتصبح جلسات “الإرذاذ” والكمامات من أساسيات حياتهم وهم في عمر الورود»، هكذا عبر أهالي “قطينة” بريف “حمص”، عن استيائهم وغضبهم من الحالة المأساوية التي يعيشونها في قريتهم جراء الغازات السامة التي تغطي سماء قريتهم والمنبعثة من معامل الأسمدة الموجودة بالقرب منها.
الأهالي الذين عانوا لسنوات طوال من هذه الكارثة الإنسانية والبيئية، دون أن تلقى أصواتهم أذنا صاغية، لم يستسلموا لـ”تطنيش” المعنيين، ولجؤوا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن حقهم بأنفسهم، فأسسوا صفحة على موقع “الفيسبوك”، باسم “بلدة قطينة والتسمم البيئي” بهدف إيصال صرختهم إلى حيث يمكن أن تلقى لها صدى، مناشدين بعض الإعلاميين في مدينة “حمص”، والصفحات التابعة لرئاسة الجمهورية وبعض القنوات الإعلامية، ومحافظة “حمص”، ووزارة الصناعة، ووزارة البيئة.
يقول أحد منشورات الصفحة: «ومازال إجرام معمل السماد مستمر في قتل الحياة في هذه البلدة»، مرفقاً بصور عن يباس النباتات جراء التلوث الذي يبثه المعمل.
“زاكي” وهو أحد الذين يعلقون في الصفحة، طالب بالحل الفوري قبل أن يموت كل سكان القرية وتبقى البيوت هياكل من دون بشر، أما “رئيف” فقد طالب مدير المعمل بإسكان عائلته في القرية، ليرى هل يتحملون لساعة واحدة.
أمر إيجابي واحد رآه أحد سكان القرية في الحرب التي شهدتها البلاد، وهو توقف معمل السماد الآزوتي عن العمل مع بداية الأحداث، قبل أن تتجدد المشكلة القديمة مع إعادة تشغيل المعمل في عام 2017، وفق ما نقلته الصفحة عن أحد التقارير الإعلامية التي أضاءت على الكارثة عام 2018.
وصل الأمر بسكان القرية إلى رؤية الحرب أمراً إيجابياً بسبب هول الكارثة التي يعيشونها دون أي اكتراث من قبل المعنيين.
اقرأ أيضاً: “أنقذوا حمص” نداء استغاثة يطلقه مواطن والسبب؟
الدكتور “هاني رومية” أحد أبناء القرية قال في منشور له بتاريخ 5 آذار، وشاركته الصفحة: «ماحدث اليوم كان فوق التصور…أول مرة بشم هيك رائحة..حواسي الخمسة ماقدرت تميز نوعية الغاز المنطلق..نعم حواسي الخمسة..لان له رائحة وطعم ومشاهد بالعين وينزل على الجلد ويسمع بالأذن من ضجيج المعمل…انقذوا “قطينة”: هذه دعوة لكل محب لقريته بأن يشارك بأي طريقة كانت لإنقاذ قطينة من التلوث الحاصل..من غير المقبول أن تتحول قطينة وبحيرتها وعاصيها وهواءها إلى بؤرة للتلوث لامثيل لها في العالم، أمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي بلغت حدوداً غير مسبوقة وغير مقبولة صحياً..بحيرتها كانت ممكن أن تكون مرتعاً ومنتجعاً سياحياً عالمياً.. وكانت تطعم حمص كلها من أسماك».
ووجهت الصفحة سؤالاً لوزير البيئة عن جودة المصافي في معمل الفوسفات «ومنذ متى لم يتم تجديدها؟ وإذا تمت صيانتها أين التقرير الذي يوضح نسبة العوادم في الهواء ؟؟ وماهو إلمامه بحمض الكبريت الذي يتسرب عبر الطبقات الجوفية وقد وصل الى الآبار السطحية وهل يعلم عند كل كشف من المسؤولين يتم تشغيل قسم حمض الكبريت على مادة المازوت ما يؤدي الى انبثاق دخان عديم الرائحة ؟؟؟؟ وبعد مغادرتهم يتم تشغيلها مباشرة على حمض الكبريت السام ؟ عدة أسئلة تجول بخاطر كل شخص من بلدة “قطينة” فهل من مجيب وهل من يوضح لنا غير أهمية الانتاج وزيادته، ما أهمية صحة كل فرد وكل طفل وكل شخص محيط بهذه المنشأة».
صور ومقاطع فيديو صادمة تلك التي نشرتها الصفحة عن التلوث الذي يملأ القرية، فهل من مستجيب لنداء هؤلاء، وهل يتم تفضيل السماد على البشر، خاصة أن انبعاثات معامل الأسمدة تقضي على الزراعة والبيئة في “قطينة”، سؤال ملح أصبح من المعيب تركه من دون جواب، فالأهالي وصفوا غازات المعمل بإرهاب السماد، والموت القادم من الشمال، ما يدل على هول الكارثة التي تحيط بهم.
اقرأ أيضاً: “قطينة”.. السماء تمطر تلوث ومدير “الأسمدة” للمواطنين: ادعوا ليتغير اتجاه الريح!