الرئيسيةيوميات مواطن

أحاديث الموظفين الصباحية في سوريا معيشية حتى يحضر المدير

إذا غيّمت راح النت وإذا شوّبت راحت الكهربا.. ماهي أبرز أحاديثكم في عملكم؟

لا يوجد شيء يمنع الموظفين في “سوريا” من ضخ مشكلاتهم وطرحها للنقاش، سواء ضمن مؤسسة حكومية. أم عن طريق “الأون لاين”، فهي ثابتة وكل الاختلاف يكمن بسرعة وصول الرسالة تماشياً مع وضع الانترنت.

سناك سوري _ يوميات موظف

فلا سماء صافية ولا عصافير تزقزق والواقع لا يمكن الهروب منه ويحتم على الجميع الحديث عنه ومحاولات مواجهته. حتى أن الهزتين اللواتي ضربن محافظة حماة يوم أمس وصباح اليوم لم يردعن إحداهن عن التذمر من وضعها الحالي.

«شفتن عن يركضوا بس فكرتهن شافوا صرصور أو فارة لا والله ماعم حس». تجيب تلك الموظفة المثقلة بأمورها الشخصية. عندما سألها زميلها عن حالها بعد الهزات «حسيتي بشي؟».

بينما تشارك الأخرى بعبارة «نحن هزات الأرض بالنسبة إلنا مرجوحة». لتؤكد على أن الأحداث المُعاشة أكثر قساوة. وتعمق أثرها في النفوس لدرجة إلغاء أي تهديد خارجي وطبيعي.

ذاته زميلهم وخلال “صبحية الموظفين” كان يؤدي مهمة الزميل الراغب بالاطمئنان على أحوال زميلاته. يرد على سؤال الثالثة التي دخلت تشتكي من وضع الماء والكهرباء في إحدى مناطق محافظة “اللاذقية”. إذ قالت بدون صباح الخير ولا سلام: «شو منشان لا مي ولا كهربا ولا نت بالحياة». وتستفسر عن وضعهم بباقي حارات مدينتها التي يعيش بها زميلها الودود.

والذي أكد لها غيابها واقتصارها على مدة قصيرة، وإن وجدت فهي بحاجة لـ”مولدة” لتخرجها بشكل مقبول. وارتباطها الوثيق بموعد الكهرباء. “أووووووف عهالعيشة” وهي عبارة تأتي على وزن رفعت الجلسة.

عمّ صمتٌ لمدة لم تتجاوز الدقيقتين لتتحول شكاوى الصباح إلى حديث عملي بحت. فها هي المرونة بالتعاطي مع المستجدات والتي يتمتع بها الموظف السوري.

صبّحهم مديرهم بالخير دون مقاطعة، مطمئناً على سير العمل، وبذات الوقت كانوا على أوج الاستعداد لطرح مستجداتهم العملية. واقتراح ما يناسب سير وتطوير عملهم.

فهم جملة من العاملين والعاملات عجزت البلاد عن جمعهم جغرافياً، وتمكن الانترنت من توحيدهم بهمومهم وأفراحهم. فتقنين الكهرباء غير مُعفى من النميمة سواء اجتمع السوريون بالبر أم بالبحر أم بالفيسبوك.

وأزمة المياه لا تُجل عبر مضخات الكترونية توصلها للمستفيدين منها من هم بحاجتها. حتى أن الرواتب ستبقى أهلاً للنقاش ولن تضيع ضمن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الحقيقة تندر نقاشاتهم حول المواصلات وصعوبتها، فهم يعملون ضمن منازلهم. ولكن يبقى المناخ علةً أساسية متحكماً بجودة عملهم. فأقل الغيوم كفيلة بقطع النت، وأدنى ارتفاع لدرجات الحرارة كفيل بقطع كهربائي تحت حجة الاستهلاك المفرط للمكيفات والمراوح.

إلى الموظفين السوريين ماهي أحاديثكم الصباحية أيضاً؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى