الرئيسيةتقارير

نقابة الفنانين تدعو للعدالة الانتقالية: لا للثأر الجماعي فالمجرم لا يمثل سوى نفسه

لا سلام بدون مساءلة.. الفنانون السوريون يؤكدون أن العدالة الانتقالية أساس لبناء الدولة وضمانة للسلم الأهلي

دعت نقابة الفنانين السوريين في بيان لها بشكل واضح إلى إطلاق مسار العدالة الانتقالية، مؤكدة أن السوريين باتوا في أمس الحاجة إلى دولة العدالة والقانون، حيث تُحترم الكرامات وتُرد الحقوق ويُحاسب المجرمون.

سناك سوري-دمشق

وجاء في البيان الذي نشرته النقابة عبر صفحتها الرسمية بالفيسبوك: «إننا، إذ نرفع صوتنا، لا نفعل ذلك إلا من أجل مصلحة السلم الأهلي، وتأكيداً على دور الفن في رأب الصدع بين أبناء شعبنا السوري العظيم، والمناشدة بإسم الضحايا، بإسم الحقيقة، وبإسم المستقبل المنشود المبني على أسس القانون والعدالة والسلم الأهلي».

وشددت النقابة على أن العدالة الانتقالية ليست خياراً سياسياً يُطرح في مفاوضات التسوية، بل ضرورة لا يمكن تجاهلها، وقالت: «العدالة الانتقالية ليست ترفاً قانونياً، وليست بنداً اختيارياً في أجندة التسويات السياسية؛ إنها أساس الكرامة التي يمثل جبر الضرر حدها الأدنى. خطوة تجاه بناء الدولة المنشودة. هي الجسر الوحيد بين جرحٍ لم يُعالج بعد، وسلامٍ لا يمكن أن يُبنى على الرمال».

نقابة الفنانين: نؤكد على أن المجرم لا يمثل سوى نفسه، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتحمل عائلته أو بيئته المحلية تبعات أفعاله وبما يتناسب مع أحكام القانون

مطالبة بتشكيل هيئة مستقلة للعدالة الانتقالية

ووضعت النقابة تصوراً أولياً لما يمكن أن يكون عليه المسار العادل، فطالبت بتشكيل هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية، تتمتع بالشفافية وتضم خبراء حقوقيين مشهود لهم بالكفاءة والاستقلالية.

وقالت: «نؤكد على أن العدالة الانتقالية هي حجر الأساس للسلم الأهلي، وأن تشكيل هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية ذات شفافية تضم خبراء حقوقيين مشهود لهم بالكفاءة والاستقلالية بات ضرورة أكثر من أي وقت مضى منعاً للنزعات الانتقامية».

ودعت النقابة إلى الفصل التام بين الجناة وبيئاتهم الاجتماعية، معتبرة أن العقاب يجب أن يكون فردياً ويستند إلى القانون لا إلى منطق الثأر الجماعي، «نؤكد على أن المجرم لا يمثل سوى نفسه، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتحمل عائلته أو بيئته المحلية تبعات أفعاله وبما يتناسب مع أحكام القانون».

التباطؤ يهدد استقرار البلاد

وحذر البيان من تداعيات التأخير في إطلاق مسار العدالة الانتقالية، معتبراً أن التباطؤ في هذا الملف قد يُهدد استقرار البلاد بشكل خطير: «إن تأخير إطلاق مسار العدالة الانتقالية يحمل في طياته ألغاماً مدمرة على استقرار البلاد ومستقبلها. إن انعدام المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب قد يؤدي إلى موجات جديدة من العنف وعدم الثقة، مما يعرقل الجهود لإعادة بناء الدولة والمجتمع».

وفي تعبير عن التزامهم المهني والإنساني، أعلن الفنانون استعدادهم الكامل للمشاركة في هذا المسار، من خلال حفظ وتوثيق ذاكرة المتضررين وتثبيت رواياتهم، كما جاء في البيان مضيفاً: «نحن كفنانين إذ نتعهد القيام بواجبنا في المشاركة بعملية العدالة الانتقالية من خلال حفظ وتوثيق ذاكرة المتضررين، وتثبيت روايتهم، فإننا لن نألو جهداً في دعم كل المسارات المفضية إلى دولة المواطنة والديمقراطية».

البيان: انعدام المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب قد يؤدي إلى موجات جديدة من العنف وعدم الثقة، مما يعرقل الجهود لإعادة بناء الدولة والمجتمع

في ختام البيان، طالبت نقابة الفنانين الحكومة السورية باتخاذ خطوات جادة وعاجلة نحو العدالة الانتقالية، مؤكدة أن العدالة ليست فقط حقاً للضحايا، بل هي الضمانة الوحيدة لتأسيس دولة عصرية، تستند إلى المواطنة والقانون، وتؤسس لمصالحة حقيقية لا تقوم على إنكار الجراح، بل على الاعتراف بها ومعالجتها.

فبعد سقوط النظام، لن يكون هناك سلام حقيقي دون عدالة حقيقية، ولا عدالة من دون محاسبة، وإنفاذ للحقوق، وتأسيس لثقافة قانونية تقطع الطريق على إعادة إنتاج القمع أو شرعنته من جديد.

ويات هذا البيان بعد مجازر دامية شهدها الساحل السوري ماتزال مستمرة بوتيرة أخف منذ 7 آذار، بسبب عدم القدرة على فك الارتباط بين الرئيس المخلوع وبين سكان محافظته.

يذكر أنه في شهر آذار الفائت أعلنت نقابة الفنانين في “سوريا” تشكيل مجلس جديد لإدارتها يترأسه الممثل “مازن الناطور” الذي تم تعيينه نقيباً للفنانين.

زر الذهاب إلى الأعلى