مهاجمة وزير الأوقاف بعد سؤاله شو هي الأمة السورية؟
الحزب السوري القومي الاجتماعي يعتبر السؤال جهلاً معيباً
سناك سوري _ دمشق
فتحت خطبة ألقاها وزير الأوقاف “عبد الستار السيد” في أحد مساجد “طرطوس” يوم الجمعة الماضي، الباب أمام جدال عبر وسائل التواصل حول ما ورد على لسان الوزير بشأن الأمة السورية.
في خطبته، قال “السيد” أن في دول منطقتنا يوجد عقيدتان أساسيتان هما الإسلام والعروبة وكل ما عداهما متفرّق أو ضئيل، مضيفاً أن بعض المثقّفين يستهدفون الإسلام والعروبة ويقولون بوجود الأمة السورية، متسائلاً «شو هي الأمة السورية؟ هل سمعتم بالأمة السورية؟»
وزير الأوقاف قال من منبره أنه لا يمكن الفصل بين العروبة والإسلام، ملمحاً إلى فكر الحزب “السوري القومي الاجتماعي” حول “سوريا الكبرى”، حين قال أن هناك من يقول بجمع “سوريا” و”لبنان” و”قبرص”، ووصف ذلك بقوله «يدخلون عباس بدرباس»، مبيناً أن هناك استهداف للغة العربية وللعروبة وللإسلام.
ورغم مرور 5 أيام على الخطبة، إلا أن انتشارها دفع “السوري القومي الاجتماعي” لإصدار بيان عن “عميد الإذاعة” في الحزب “تموز قنيزح” أعرب فيه عن رفض ما ورد في الخطبة، واستغرابه من أنها صدرت عن وزير في حكومة من المفترض أنها تمثّل كافة فئات الشعب.
واعتبر البيان أن تساؤل الوزير عن معنى الأمة السورية يعد جهلاً معيباً منه، مضيفاً أن من لم يسمع بالأمة السورية فبالتأكيد لم يسمع بـ”أنطون سعادة” -مؤسس الحزب- الذي وصفه البيان بأنه علّم وشرح ضرورة الحفاظ على اللغة الفصحى وكان يكلّم بها أسرته، وهو القائل «نحن حماة الضاد، ونحن جبهة العالم العربي وسيفه وترسه».
اقرأ أيضاً:وزير الأوقاف يقدم شكوى رسمية ضد إعلامي سوري.. وجرائم المعلومات تستدعيه
كما دعا بيان الحزب إلى إبعاد رجال الدين عن الشؤون السياسية والاهتمام بالشأن الديني، مستشهداً بقول “سعادة” «لا نريد الأديان أحزاباً في المجتمع ولا نريد رجال الدين سياسيين واقتصاديين».
الجدل حول الموضوع لم يقف عند الوزير والحزب، بل امتد إلى صفحات التواصل الاجتماعي، حيث كتبت وزيرة الاقتصاد السابقة “لمياء عاصي” على صفحتها «لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها، بمناسبة سؤال شو هي الأمة السورية وعبد الستار خطيب الجمعة بطرطوس».
فيما رأت الصحفية “بيانكا ماضية” أن من لا يعرف الأمة السورية عليه أن يقرأ تاريخ بلاده ولا يتحدث عن جهل جاهل، مضيفة «12 ألف عام لا تستطيع محوها من تاريخ البلاد مهما بلغت من خطب عصماء».
أما الناشط “نزار صباغ” فقال أن ما قاله الوزير “السيد” مهم وخطير ويتجه نحو إلغاء عقيدة فكرية محددة وطمس وإلغاء تاريخ كامل، إلا أن الأهم يكمن خلف ما قاله وبخاصة أن ذلك بمثابة توجيه إلى كل من يمت بصلة إلى وزارة الأوقاف والمتحكمين والمتأثرين بها وفق “صباغ”.
يذكر أن “الحزب السوري القومي الاجتماعي” وهو واحد من أحزاب “الجبهة الوطنية التقدمية”، يؤمن بمفهوم “سوريا الكبرى” وأن الأمة السورية تشمل السوريين في دول بلاد الشام الأربعة حالياً إضافة إلى “قبرص” وشمال “العراق” بغض النظر عن إثنياتهم ودياناتهم.
اقرأ أيضاً:وزير الأوقاف يهيب بالتجار عدم رفع الأسعار والتحلي بالصبر