الرئيسيةشخصيات سورية

ممدوح الفهد.. شارك بحرب تشرين ورفض أن يصبح الطبيب الخاص للملك السعودي

رحيل طبيب الفقراء ممدوح الفهد الذي أوصى أولاده بإجراء عمليات قلب مجانية للسوريين والسوريات

ودعت الرقة خلال تشرين الأول الجاري، طبيب القلبية ممدوح الفهد، الذي رفض أن يصبح طبيب ملك السعودية الخاص. رغم العرض المغري، لأنه درس وتعلم كي يعالج كل الناس وليس شخصاً واحداً كما قال.

سناك سوري-عبد العظيم عبد الله

عزاء الطبيب الراحل الذي استمر لأسبوع كامل في مدينتي الرقة والقامشلي. شهد حضوراً شعبياً واسعاً فالراحل كان طبيب الفقراء، والشخص الذي يلجأ إليه كثر لحل نزاعاتهم وخلافاتهم، متخذاً بعداً اجتماعياً في علاجه المشاكل أيضاً.

يقول ابنه الدكتور “فراس الفهد” لـ”سناك سوري”، إن والده الراحل عانى خلال فترة تعليمه بالمرحلة الابتدائية، حيث لم يكن للعلم أهمية وقتها في المجتمع. لدرجة أن بعض العوائل اعتبرته عاراً على حد تعبيره.

لكن جده “فهد الكره” أصرّ على تعليم والده الراحل، الذي كان الأول في الشهادة الثانوية بالرقة. ليتابع دراسته الجامعية في دمشق، ومرة أخرى يحصل على المركز الأول على مستوى كليته، وفق ابنه.

ويضيف أن الطبيب الراحل التحق بالجيش بعد التخرج، لتنشب حرب تشرين حينها. ويصبح قائد الكتيبة الطبية، مشيراً أنه بذل مجهوداً طبياً كبيراً خلال فترة الحرب. ليسافر بعدها إلى ألمانيا ويتخصص في مجال القلبية.

الطبيب الراحل يتوسط أبناءه

رفض “العرض الذهبي”

يقول “فراس الفهد”، إن والده رفض عرضاً “ذهبياً” من ملك السعودية “فهد” الذي كان حينها ولياً للعهد ثمانينيات القرن الماضي. إذ طلبوا إليه أن يصبح طبيب الملك الخاص، مقابل منحه الجنسية السعودية وإدارة مشفى الملك التخصصي مع راتب مفتوح. إلا أنه رفض كل ذلك. يضيف ابنه: «وقال جملته التي لا تفارقنا: “لم أدرس الطب لأعالج شخصاً واحداً، درستُ الطب لأعالج البشريّة”».

بعد ذلك عاد الطبيب الراحل “ممدوح الفهد” إلى سوريا، واستقرّ في الرقة. لكنه لم يكتفِ بممارسة عمله الطبي، ليتخذ عمله بعداً اجتماعياً بعد رؤيته للنزاعات العشائرية والخلافات العميقة. التي كان يتدخل لحلها، وساهم بنشر السلام بين المتخاصمين.

يعتبر الراحل اول طبيب قلبية في مدينته، وأوّل من جاء بجهاز الإيكو من المانيا إلى الرقة، معلناً افتتاح عيادته الخاصة، خلال القرن الماضي.

ضمن عيادته الطبيّة التي عاش فيها 42 سنة، عالج الناس ومنح كثير منهم علاجاً مجانياً. وفق “فراس الفهد”، مضيفاً: «أول قراراته في العيادة إعفاء المعلمين وأهاليهم من المعاينة وتخطيط القلب والإيكو. وحتّى شراء الأدوية يكون من والدي، أخذ هذا القرار تشجيعاً للتعليم واحتراماً للمعلم، فهو يدين الفضل لشهادته الطبية إلى المعلم. حتّى الفقير له المزايا ذاتها».

مكان عيادته في الرقة

قبل وفاته بقليل، جمع الراحل أبناءه، من بينهم ابنه طبيب القلبية المقيم في ألمانيا. وطلب إليهم المساهمة لإجراء عمليات قلب مجانية في سوريا. وفق ابنه “فراس”، مضيفاً أن الشبكات القلبية جاءت من ألمانيا، ورغم أن والده توفيّ قبل أن يتم الأمر، إلا أن أبناءه نفذوا وصيته. وأجروا عمليات قلبية لـ15 سورياً وسوريةً. يلفت “الفهد”، أن هذا الأمر سينفذ كل 3 أشهر بناء على وصية والده.

يذكر أن الطبيب الراحل “ممدوح الفهد” ولد في الرقة عام 1946، وتخرج من كلية الطب في جامعة دمشق عام 1971. وحاز لقب طبيب الفقراء بين أهله في الرقة.

الطبيب الراحل ممدوح الفهد

 

زر الذهاب إلى الأعلى