تابع كثير من السوريين المباراة الافتتاحية في مونديال قطر 2022 أمس الأحد، من المقاهي بجو حماسي معتاد بالنسبة لمحبي الرياضة الكروية. إلا أن الصخب الذي أحدثه المونديال عبر فيسبوك السوريين ربما يجاوز الصخب ذاته في ميدانه على الأرض. وهذا ما دفع “وسيم” ليقول: «الطبل بقطر والعرس بسوريا».
سناك سوري-دمشق
تفاعل كثير من السوريين مع الحدث العالمي، الذي يحدث لأول مرة على أرض عربية، دون أن يخلو من انتقادات لـ”قطر” التي سبق أن أكد. رئيس حكومتها السابق “حمد بن جاسم آل ثاني” دعمهم للمسلحين ووصفِه “سوريا” بـ”الصيدة” التي فلتت من بين أيديهم. إضافة إلى وثائق عديدة سابقة تثبت تورط “الدوحة” بدعم “جبهة النصرة”.
على المقلب الآخر، برز صوت يطالب بفصل الرياضة عن السياسة، وبأن أعداء اليوم قد يكونون أصدقاء الأمس. وفي هذا الخصوص كتب رئيس مركز “دمشق” للدراسات والأبحاث “مداد” السابق “هامس زريق”: «تنقسم آراء السوريين بين متحمسٍ لهذا المونديال ورافضٍ لمتابعته. بسبب كرهه للدولة المضيفة وعلاقتها بالحرب السورية المأساوية، وكأن تنظيم هذه الكأس في بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة أو غيرها لا يعني لنا شيئاً!. هكذا نحن، شعوب هذه المنطقة، عاطفيين وانفعاليين ومنفعلين، إما نكره بشدة أو نحب بعنف ونعشق “تسخين” العقول».
وطالب بمحاولة الاستمتاع بالحدث الرياضي وترك السياسة لأهلها، انطلاقاً من أن عدو اليوم هو صديق الأمس وصديق الغد. وقال: «لا شيء يستحق هذا الحماس المجاني فبينما أنتم مستغرقون في حبٍ أو كره، لا يقضي “آخرون” إجازاتهم السنوية إلا في أحضان من تختلفون على حبهم أو كرههم».
أما “مازن” فقد توجه بنصيحة مختلفة، مطالباً الناشطين والناشطات بعدم نشر روابط المباريات كونها تتضمن حقوق نشر. وربما تعرّض لخطر إيقاف الحساب مهما كان زمن الفيديو.
ومن خارج حسابات مشجعي الرياضة ومحبي الكرة، برز عدد آخر ليس بالقليل الذي يتحدث بوجهة نظر مختلفة. كما “منتظر” الذي قال إنه كمواطن سوري “عايف حاله” لا يطيق متابعة المباريات. وأضاف أنه يشعر بالغربة داعياً انتهاء فترة المونديال قريباً. أما “داليا” فقالت: «على سيرة المونديال.. هلا المونديال يلي على أرضنا بين أيمت بينتهي؟!». وهذا سؤال كبير حتى القائمون على المونديال ذاتهم قد لا يملكون الإجابة عليه.
وعبر كثير من السوريين عن آرائهم بالافتتاح، البعض وجده مخيباً قياساً بالكلفة الكبيرة التي تشير لدفع الدوحة نحو 220 مليار دولار خلال عشر سنوات. وآخرون رأوا فيه مبهراً، بينما جاءت المباراة الافتتاحية بين المنتخب القطري ونظيره الأكوادوري بفوز الأخير 2-0.
اقرأ أيضاً: قبل مونديال 2022.. ذاكرة المنتخب السوري في قطر تستعيد آسيا 2011