الرئيسيةشباب ومجتمع

العالم يودع جودت سعيد… المُفكر الإسلامي السوري اللاعنفي

رفض أحكام الإعدام وقال:أسسوا العدالة والمساواة والحرية

نعت عائلة المفكر الإسلامي السوري “جودت سعيد” عميد أسرتها الذي وافته المنية صباح اليوم خارج سوريا، مشيرة إلى أن تفاصيل الدفن والعزاء سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

سناك سوري – دمشق

خسرت سوريا والعالم مفكراً إسلامياً قل نظيره في هذا العصر وعبر التاريخ، فقد حمل راية اللاعنف طوال حياته ودعا إلى مقاربة لاعنفية في سلوك المسلمين مهتدياً بنهج المناضل اللاعنفي الإسلامي الشيخ “عبد الغفار خان” الذي قاد أعظم ثورة لاعنفية في تاريخ المسلمين.

المفكر الراحل “جودت سعيد” من مواليد العام 1931 في ريف القنيطرة جنوب سوريا وقد عمل بالتدريس ضمن المدارس الحكومية في بدايات حياته واعتقل عدة مرات على يد السلطات التي حكمت سوريا في فترة الانقلابات ومطلع الستينات، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في نضاله الفكري الإسلامي.

اقرأ أيضاً: جيش المسلمين اللاعنفي … ضمّ 100 ألف مجاهد- عبد الغفار خان

من مؤلفاته: ذهب ابن آدم الأول، حتى يغيروا ما بأنفسهم، فقدان التوازن الاجتماعي، العمل قدرة وإرادة، الإنسان حين يكون كلاً وحين يكون عدلاً، اقرأ وربك الأكرم، كن كابن آدم، رياح التغيير.

رفض الإعدام

يحسب للراحل “سعيد” أنه كان من المشايخ النادرين على مستوى العالم الذين رفضوا “حكم الإعدام” ودعا إلى إلغاء هذا الحكم وناضل في هذا السبيل طوال حياته، معبراً عن احترامه للدول التي ألغت الإعدام، يقول الراحل: «الشريعة التي هي قانون الله تتطلَّب العدل للجميع، أي إنصاف الجميع، مؤمنين وغيرِ مؤمنين»، ويضيف :«ينبغي على الشريعة أن تتطور نحو الأفضل، نحو الأنسب. ينبغي على الأنفع أن ينسخ الأقلَّ نفعاً».
عاش العلامة والمفكر الراحل جل حياته في سوريا التي انطلق منها في جولات مختلفة إلى دول العالم حيث ألقى الخطب والمحاضرات ورفع راية اللاعنف في الإسلام حتى لقبه البعض بـ “غاندي الإسلام”، وتحول من المفكر السوري إلى المفكر السوري العالمي.

كما قدم الدروس للطلاب في “جامعة اللاعنف – AUNOHR” في بيروت، وكان قريباً من الطلبة صديقاً ناصحاً معلماً محباً، ينشر المعرفة والابتسامة ويقدم صورة مميزة عن رجل الدين.

في عام 2011 عند اندلاع الصراع في سوريا كان “سعيد” حاسماً في موقفه رافضاً لكل فعل عنفي، ومصراً على أن الغاية في الوسيلة وليس الوسيلة تبرر الغاية، كما دعا إلى لغة تواصل لا سلاح فيها ولا عنف، فكان من قلائل المفكرين السوريين الناجين من محرقة الحرب بإصراره على مبادئه وقيمه وفكره اللاعنفي.

اقرأ أيضاً: جودت سعيد.. العلامة الإسلامي الذي أصبح مرجعاً باللاعنف_ ناجي سعيد

زر الذهاب إلى الأعلى