الرئيسيةتقارير

مكافأة القمح 100 والضريبة 150 عالكيلو.. ذهبُ سوريا إلى العراق

سعر كغ القمح ربما ينخفض إلى 650 ليرة بسبب “نسبة الشوائب” والمهربين يشترونه بـ1200 ليرة دون اكتراث بالشوائب

سناك سوري-فاروق المضحي

مع بدء موسم حصاد القمح ورفع أسعاره تفاءل الفلاحون في “دير الزور”، بأن يكون عام القمح كما أسمته وزارة الزراعة، موسم خير عليهم إلا أن نتائج الحصاد خالفت التوقعات حيث جاء الموسم متواضعا، ولم يلبِ الطموح، إضافة إلى الصعوبات التي تواجههم من زيادة في أسعار الحصاد إلى ارتفاع أجور النقل وارتفاع أجرة اليد العاملة.

قلة السماد وقلة الحصادات

وعن أبرز الصعوبات التي واجهت الفلاحين خلال الموسم يقول الفلاح “عبد الرحمن الصافي”، من مدينة “الميادين” لـ”سناك سوري”، أنها تكمن في عدة أمور بينها قلة مادة السماد التي رفعت من نسبة الشوائب، الأمر الذي يخفض من سعر كيلو القمح عند توريده إلى المؤسسة العامة للحبوب، إضافة إلى تأخر وصول الحصادات وقلتها، الأمر الذي أدى إلى رفع سعر حصاد الدونم من ١٢ إلى ١٨ ألف ليرة وقلة المياه نتيجة انخفاض منسوب نهر الفرات والتي أثّرت على الإنتاج.

نسبة الشوائب تخفض السعر والفلاح يشتكي

يشتكي غالبية الفلاحين في “دير الزور” من ارتفاع نسبة الشوائب، ويقول الفلاح “عبد الكريم الجاسم” في هذا الخصوص: «بعد توريدنا للإنتاج نتفاجأ خلال قبض الفواتير بأن سعر الكيلو قد يقل عن التعرفة المحددة 800 ليرة، لينخفض إلى 650 ليرة أحياناً حسب نسبة الشوائب فيه، نحن كنا نتأمل أن يكون هناك دعم لنا باحتساب سعر كيلو القمح دون النظر إلى نسبة الشوائب ومنح مكافآت للانتاج الأقل شوائب، وخصوصا أن الشوائب تأتي نتيجة قلة دعم القمح خلال الموسم بالسماد الفوسفاتي والعضوي والتي كانت شبه مفقودة وان توفرت بأسعار خيالية وصلت إلى ١,٣ مليون للطن الواحد في السوق السوداء والفلاح غير قادر على شرائها».

بدوره يؤكد “أديب الركاض” مدير المؤسسة العامة للحبوب بدير الزور، أنهم يسهلون استلام الأقماح من الفلاحين بكل الطرق المتاحة، مضيفاً في حديثه مع سناك سوري أن «نسبة الشوائب المسموح تواجدها هي 15% وجرى رفعها هذا الموسم إلى 23% لتصبح على عاتق المؤسسة السورية للحبوب وليس على عاتق الفلاح، كما تمت الموافقة على إعادة قيمة الأكياس (الجديدة والمستعملة) المُسلمة للفلاح بالسعر الحالي المعتمد لدى المؤسسة السورية للحبوب، وبغض النظر عن الجهة التي قام الفلاح بالشراء منها طالما من النوعية التي تتعامل بها المؤسسة كل هذه الخطوات تقوم بها المؤسسة العامة للحبوب لتسهيل استلام الأقماح من الفلاحين».

اقرأ أيضاً: مزارعون ينتقدون طلب مؤسسة الحبوب شهادة منشأ لمحصول القمح

باب التهريب شجعه فرق السعر

يبقى سعر كيلو القمح قائماً دون تعديل وهو ما يُطالب الفلاح برفعه، منعاً من بيعه لجهات أخرى خصوصاً أن سعر مبيع كغ القمح في مناطق سيطرة “قسد” بلغ 1200 ليرة، بينما يباع تهريباً إلى الأراضي العراقية بمبلغ 1100 إلى 1200 ليرة.

ومن خلال المشاهدات، فإن عدد لا بأس به من الفلاحين قاموا بتوريد كميات قليلة من إنتاجهم لصالح المؤسسة العامة للحبوب، بهدف إسقاط المساءلة القانونية عنهم، بينما يبيعون القسم الباقي تهريباً للاستفادة من فرق السعر، والتخفيف من خسارتهم هذا الموسم نتيجة انخفاض كميات الإنتاج وارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث حصد كل دونم حوالي 2 إلى 3 أكياس من القمح نتيجة قلة السماد والأمطار، بينما يحصد الدونم في الأحوال العادية أكثر من 4 أكياس، علماً أن زنة الكيس الواحد تتراوح بين 100 إلى 110 كغ.

ورغم كل التسهيلات المقدمة بهدف تسويق كامل موسم القمح لدى السورية للحبوب، إلا أن موضوع نسبة الشوائب وقف عائقاً إلى حد ما بتسليم المحصول، ويلجأ كثير من الفلاحين لبيع المحصول تهريباً بمبلغ 1100 إلى 1200 ليرة، دون وجود مشكلة الشوائب، فما الذي يمنع الحكومة من إلغاء هذه النسبة خلال العام الحالي خصوصاً أن البلاد تعاني قلة في القمح من جهة والفلاح يعاني من الظروف التي تسببت بانخفاض إنتاجه من المادة.

اقرأ أيضاً: الحكومة تمنح مزارع القمح 100 ليرة مكافأة عن كل كيلو

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى