وزير سعيد ببقاءه.. وآخر برحيله… والطلاب سعداء أيضاً… ماذا عن الشعب.. وماذا عن تفاصيل التغيير الحكومي؟
سناك سوري – خاص
أصدر الرئيس السوري مرسوماً جمهورياً عدّل بموجبه تشكيلة الحكومة السورية، وشمل تغيير 9 وزراء.
أبرز الوزراء الجدد هو اللواء “محمد رحمون” مدير إدارة الأمن السياسي في سوريا، وابن محافظة إدلب الخاضعة حالياً لسيطرة فصائل وكتائب إسلامية، حيث أنه من بين 18 شخصية سورية تم وضعها على لائحة العقوبات الأميركية مطلع العام الفائت، وتعيينه يحمل رسائل سياسية واضحة.
كما أنه يخلف وزير الداخلية الأسبق “محمد الشعار” الذي حافظ على منصبه في أكثر من تغيير وزاري سابق، وهو أحد أبرز الشخصيات الحكومية التي تم استهدافها بقصد اغتيالها في عمليتين أسفرتا عن إصابته بجروح بالغة.
“الشعار” الذي أنهى مهامه كان قد تعرض في الأشهر الأخيرة لحملة كبيرة استهدفته شخصياً من زوايا مختلفة، وارتبط اسمه مؤخراً بقصة الخمسين ليرة في حلب.
وزارة الداخلية أخذت في عهد “الشعار” صلاحيات واسعة، حيث عمل الأخير على تعزيز دور الوزارة على حساب سلطة الأجهزة الأمنية، ضمن محاولة إنجاز تحول في البلاد لجهة تخفيف حضور الأجهزة الأمنية في الحياة العامة للناس لصالح وزارة الداخلية، فهل يتابع خلفه بنفس المسار أم أنه له رأي آخر كونه قادم من خلفية أمنية بحتة ؟ علماً أن “الشعار” أيضاً خلفيته أمنية.موقع سناك سوري.
وزير لم يكمل العام
وزير الصناعة السابق لم يتمكن من تغيير رزنامة المكتب خاصته ولو لعام واحد، حيث أنه استلم مهامه مطلع العام الجاري وغادر مكتبه قبل نهايته ليحل محله “محمد معن جذبة”، مدير “مديرية صناعة حلب” و عضو مجلس إدارة “غرفة صناعة حلب منذ 2014.
تكليف الصناعي الحلبي بمهام وزارة الصناعة يرى فيه مراقبون أنه خطوة إيجابية على طريق بث الروح في الصناعة السورية خصوصاً في عصبها محافظة حلب التي يعرفها الوزير الجديد جيداً ويعرف واقعها، لكن يبقى السؤال هل يتمكن من النهوض به؟ تبقى الإجابة للأيام القادمة.موقع سناك سوري.
“النداف” سعيد ببقائه، و”الغربي” سعيد برحيله
ربما يكون وزير التعليم العالي الأسبق “عاطف النداف” سعيداً بأنه حافظ على منصبه كوزير لكن مع تغيير الوزارة، حيث تولّى مهام وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ونظراً لحساسية هذه الوزارة التي تضع من يديرها وجهاً لوجه مع الشعب وتغرقه بالتفاصيل اليومية ربما لن تطول سعادة “النداف” وقد يتمنى لو أنه خرج من التشكيل الحكومي، فهذا الوزارة كما يقال: من يديرها لا يجب أن يجلس على كرسيه مرتاحاً ولو لدقيقة إذا أراد فعلاً إدارتها.موقع سناك سوري.
في الوقت ذاته يغادر “عبد الله الغربي” الوزارة ربما سعيداً بأنه ارتاح من هذا العبء الكبير الذي حمله خلال الفترة الماضية، وبغض النظر عن نسبة نجاحه في مهامه، إلا أنه كان من أنشط الوزراء في الحكومة وأكثرهم حضوراً بين الناس وعلى أرض الواقع، وقد تميز بقبوله للنقد وصبره على الضغوط التي تواجه عمله، حتى أنه لم يبدِ يأساً طوال فترة توزيره رغم المواجهات التي خاضها.
وزير الإعلام عفواً السياحة خارج الحكومة
“بشر يازجي” وزير السياحة كان من بين المغادرين أيضاً، “يازجي” عرف عنه حضوره الإعلامي المكثف حتى ظنّ البعض أنه وزير للإعلام وليس للسياحة، فكان حاضراً في الإعلام بينما كانت السياحة فعلياً غائبة عن سوريا كلها بفعل الحرب باستثناء بعض الأنشطة التي لم تحدث نمواً يذكر.
وزارة السياحة آلت لـ “محمد رضوان مارتيني” وهو في 48 من عمره، وعلى مايبدو أن هذه الوزارة مخصصة مؤخراً للوزراء دون سن الخمسين (بدها نشاط)، وهو رئيس مجلس الأعمال مع جمهورية روسيا الاتحادية، وانطلاقاً من منصبه السابق لانعرف إذا كان يمكننا القول أن التوجه هو لمزيد من تشجيع السياح الروس على السياحة في سوريا على اعتبار أنه خبرة بالعلاقة مع روسيا، لكن يبقى المهم أن يبتكر نماذج محلية في تنشيط السياحة وتحسين الواقع السياحي وألا يستنسخ تجارب خارجية ربما لا تناسب سوريا.موقع سناك سوري.
“عرنوس” باقٍ ويتمدد
وزير الموارد المائية الجديد القديم هو “حسين عرنوس” الذي تنقل في وزارات عدة، حيث بدأها وزير دولة ومن ثم وزيراً للأشغال العامة، قبل أن يصبح وزيراً للموارد المائية، وقد كان سابقاً محافظاً للقنيطرة هذه المحافظة التي تحول أغلب المحافظين الذين مروا عليها إلى وزراء خلال العقود الماضية.(يعني فينا نقول طريقك للوزارة محافظة القنيطرة).
الوزير الجديد القديم ينحدر من” معرة النعمان “في محافظة إدلب التي كان من نصيبها وزيران في هذا التعديل الوزاري.
التعليم العالي… فرحة الرحيل
امتلأت بسرعة شديدة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالمباركات والتهنئة بين الطلبة، بمغادرة “عاطف النداف” وزير التعليم العالي الأسبق لمهامه، وهو الذي ارتبط اسمه بالعديد من القرارات التي يراها الطلبة مجحفة بحقهم، إضافة لأن تصنيف الجامعات السورية تراجع في عهده وعهد من سبقوه دون أن يتمكن من إحداث أي تحسن فيه.
الوزير الجديد يأتي من خلفية جامعية متأصلة، فهو تدرّج في مختلف المناصب الجامعية وصولاً لرئاسة الجامعة، وهو اليوم وزير في حكومة “عماد خميس” أمامه تركة ثقيلة من الشرخ بين الطلبة والوزارة التي يجب أن تكون الأم والحضن لهم، وصولاً لتصنيف الجامعات وواقع التعليم العالي في سوريا، وليس انتهاءً بسلسلة القرارات التي أصدرها خلفه والتي يرى الكثيرون أنها تحتاج إلى إعادة نظر.موقع سناك سوري.
“الوز” خارج اللعبة رغم أنه كان مرشحاً لرئاسة الحكومة… وعودة إلى الشبيبة
خلال الفترة الماضية دأبت بعض الجهات على تسويق اسم “هزوان الوز” وزير التربية على أنه سيكون رئيس الحكومة القادم، لكن “الوز” غادر وبقي “عماد خميس” الذي تعرض وحكومته مؤخراً لسيل واسع من الانتقادات.
“الوز” كان نشطاً عبر مكتبه الصحفي في الاستجابة لما تنشره الصحافة وتوضيح وجهة نظر الوزارة وتصحيح بعد الأخطاء، وهو أمر ينتظر من خلفه أن يستمر به ويبقى متفاعلاً مع ما ينشر عساه يستطيع مع الصحافة تحسين واقع التربية.
كان لافتاً في الوزير الذي خلف “الوز” أنه قادم من خلفية “اتحاد شبيبة الثورة” وهو ما يوحي بعودة الحكومة لاخيتار وزير التربية من هذه المنظمة حيث كان “الوز” قد غيّر هذه القاعدة بعدما أطاح بـ”صالح الراشد” وزير التربية الأسبق ورئيس اتحاد شبيبة الثورة سابقاً.
وزير التربية الجديد هو “عماد العزب” له تجربة طويلة مع الأولمبياد العلمي من خلال ترأسه للهيئة الوطنية للأولمبياد العملي السوري على مدى سنوات.
الاتصالات هذه المرة ليست من نصيب الجمعية المعلوماتية
غادر وزير الاتصالات السابق مكتبه قبل أن يجري التعديلات التي كان يتحدث عنها حول حزم الانترنت وماشابه ذلك، وكذلك الأمر غادر من دون أن يخفض أسعار الاتصالات الخليوية أو يدفع شركات الاتصالات (سيرتيل وإم تي إن) لتحسين خدماتها، أو حتى تحسين الانترنت، وإنما غادر تاركاً انطباعاً رئيسياً عند المواطن مفاده “ادفع يامواطن” حتى ظن المواطن أنها وزارة الخصخصة التي تريد خصخصة كل شيء، وبالمحصلة التحسين في الاتصالات كان أبطأ من الانترنت في البلاد.موقع سناك سوري.
هذه المرة وزير الاتصالات الجديد قادم من ضمن الهيكلية الوزارية، حيث أن الوزير الجديد “إياد الخطيب” هو مدير سابق لاتصالات ريف دمشق وكذلك للإدارة الفنية لشركة الاتصالات السورية، بينما جرت العادة سابقاً في معظم الحكومات أن يأتي وزير الاتصالات من الجمعية السورية للمعلوماتية.
وزير إعادة الإعمار
يدخل إلى وزارة الأشغال العامة “سهيل عبد اللطيف” خلفاً لـ “حسين عرنوس”، وينتظر “عبد اللطيف” الكثير في هذه الوزارة التي يعتمد عليها بشكل أساسي في إعادة الإعمار كجهة حكومية.
الوزير الجديد قادم من خلفية الإسكان التي تولى إدارتها لسنوات عديدة خلت.
خاتمة
ربما كتبنا كثيراً في هذه المادة عن الوزارات والوزراء، وعسانا نكتب أكثر عن إنجازاتهم المفترضة مستقبلاً.
اقرأ أيضاً :“تعديل وزاري مرتقب”.. قول أعوذ برب الناس