الرئيسيةسناك ساخر

رفع الرواتب يحتاج توقيتاً مناسباً.. ورفع الأسعار مابده أكثر من توقيع صغير

قرارات فصل الموظفين ورفع الدعم سهلة التنفيذ، أما تنفيذ زيادة الراتب فرهينة التغيير الحكومي!

خرج مدير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة المالية “محمد الأتاسي”، ليطمئن من تبقّى من الموظفين بدون فصل أو إجازة مأجورة، بأن زيادة الراتب التي كان من المفترض أن تصدر قبل 3 أشهر، لم تذهب طي النسيان، لكن تم ترحيلها لتكون من مهام الحكومة القادمة!

سناك سوري-عالوعد يا كمون

“الأتاسي” قال في تصريحات لنورث برس مؤخراً، إنه لا تراجع عن قرار زيادة الرواتب بنسبة 400%، (يا سلام! هيك التصريحات بتنعش القلب وبتخلي الواحد يصدق للحظة إنه عنجد في شي رح يتحسن).

بس للأسف هي اللحظة ما بتطول، ليش؟ لأن “الأتاسي” كمل وقال إنو التنفيذ رح يكون بعد تشكيل الحكومة القادمة. (يعني يا مواطن، إذا كنت مفكر إنك تاخد هالزيادة قبل ما تشوف الحكومة الجاية، فـ سوري، خربطت بالباص).

وحجة وزارة المالية كما جاءت على لسان “الأتاسي” هي أنه «هناك العديد من الحيثيات التي يجب النظر فيها قبل التنفيذ، حيث لا يمكن حالياً تنفيذ قرارات على هذا المستوى إلا بعد تشكيل الحكومة القادمة أو إجراء التعديل الوزاري».

راتب المواطن صار مثل مسلسل درامي طويل، كل حلقة بتنتهي بـ”انتظرونا في الحلقة القادمة”، والمواطن عم يبلع المشهد، بس بدون شاي، لأنه حتى السكر صار غالي

ومن حديثه نستطيع أن نستنتج بأن قرار زيادة الراتب “كبير وضخم وصعب وما بيتاخد إلا بعد تشكيل الحكومة”، أما قرارات رفع الدعم ورفع سعر الخبز والمحروقات وفصل الموظفين ومنحهم إجازات قسرية فهي قرارات “هامشية” أي مسؤول بيقدر ياخدها؟!

كمواطنة تعيش في حي “الهامة” بريف دمشق، أحتاج يومياً إلى 8 آلاف ليرة لأصل إلى عملي، و4 آلاف ليرة ثمن ربطة خبز يومياً، يعني يومي يكلفني 12 ألف ليرة (قبل ما فكّر بأكل، شرب، دواء، أو أي شيء اسمو “عيشة”).

الحكومة بتقرر ترفع الأسعار؟ سهل! بتقرر تشطب دعم؟ ولا أسهل! بتقرر تفصل موظف أو تعطيه “إجازة قسرية”؟ بنقرة زر! بس، لما بيجي الحديث عن راتبي؟ هون بيصير القرار كبيييير، بدو لجان، بدو حكومة، بدو إعادة نظر، بدو توقيت مناسب، وكأنو عم يخططوا لإطلاق صاروخ!

يعني الحكومة بكل بساطة قررت تدهور وضعي المعيشي بقرار “صغير” عالسريع، بس تحسين وضعي المعيشي كمواطنة صار مشروع وطني طويل الأمد لازم يدرسوه (بس ما يوصل للأمم المتحدة)!

فسؤالي البسيط: أيمت رح يصير المواطن هو الأولوية؟ متى بصير راتبي قرار سهل، ورفع الأسعار مشروع كبير بيحتاج دراسة وتروي ومرونة ومراعاة؟

ولا نحنا مجرد أرقام على ورق، بتنلعب حسب مزاج القلم؟

ببساطة، راتب المواطن صار مثل مسلسل درامي طويل، كل حلقة بتنتهي بـ”انتظرونا في الحلقة القادمة”،
والمواطن عم يبلع المشهد، بس بدون شاي، لأنه حتى السكر صار غالي.

يذكر أن حكومة تسيير الأعمال كانت قد وعدتنا بزيادة راتب 400% مع بداية كانون الثاني، ثم أجلتها لبداية شباط بعد إنهاء عمليات الهيكلة، ولاحقاً لم تصدر ولم يتم التعليق على سبب عدم منح الزيادة قبل أن يكشف “الأتاسي” كيف أنه قرار صعب وبده تغيير حكومي!

زر الذهاب إلى الأعلى