رفع أجور الأنترنت… الاتصالات تشارك الشباب أرباح مشاريعهم الصغيرة
باقة انترنت بـ 75 ألف والراتب 100 ألف .. الاتصالات تقاسم المستخدم في دخله
تحولت شركات الاتصالات إلى شريك فعلي يقاسم الشباب السوري مصادر دخله في مشاريع ابتكرها لتأمين مصاريف حياته بعد أن رفعت أسعار باقات الانترنت.
سناك سوري- مراسلون
ووافقت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد الشهر الماضي على رفع أسعار خدمات الاتصالات الثابتة والخلوية بنسبة بين 30 و35% على التعرفة الأساسية للخدمات الخلوية وبين 35 إلى 50% للاتصالات الثابتة.
رفع الأسعار جاء على الرغم من سوء الخدمة وبطء الانترنت. لكن الشباب السوري كان عليهم مواجهة الأسعار الجديدة مع عدم قدرتهم الاستغناء عنه لحاجتهم له في العمل والتعليم وغيرها. في عصرٍ أصبح فيه الانترنت أساسياً في معظم نواحي الحياة.
مصممو الغرافيك متضررون
يفرض ارتفاع سعر باقات الإنترنت على الشباب العاملين في مجال التصمميم الغرافيكي رفع أسعارهم للتماشي مع المصاريف التي يتكبدونها. بدءاً من سعر الباقات المضاعفة وصولاً إلى العمل من المقاهي بهدف استخدام التيار الكهربائي.
فقد شكّل رفع الأسعار تهديداً لمهارات “كريستين 28 عاماً” كحال معظم الشباب السوريين الذين اختاروا العمل بالاعتماد على الانترنت. حيث قالت أن رفع الأسعار يبعد العميل عن انتقائها بين المصممين لأنها ستضطر لرفع أسعار تصماميمها. في حين يختار بعض العملاء المصممين الذين يعرضون أسعاراً أرخص لتوفير المال على شركاتهم.
تقول “كريستين” لـ سناك سوري: « الانترنت مهم لجميع الناس ولمصممي الغرافيك بشكل خاص فقبل أن يعمل المصمم يحتاج للتغذية البصرية بشكل دوري. والتي بدورها تفرض عليه تصفح أعمال نظرائه من المصممين في العالم. كما أن تعلم مهارات جديدة يحتاج لتحميل وباقات بحجم كبير وبالتالي أسعار مضاعفة».
يعمل “إبراهيم الشيخ 22 عاماً” في التصميم الغرافيكي عن بعد. ويحتاج إلى الإنترنت بشكل أساسي في عمله.
قبل زيادة تعرفة باقات الانترنت كان الشاب يدفع مبلغ 67 ألف ليرة لتفعيل باقة 200 غيغابايت. بينما أصبح يدفع 100 ألف لتفعيل الباقة ذاتها بعد زيادة الأسعار.
ويقول “الشيخ لـ سناك سوري «يرتبط عملي بإرسال تصاميم بحجم كبير للشركات التي أعمل معها. وبعد رفع سعر الباقات سأضطر إلى رفع سعر التصاميم التي أنفذها».
اقرأ أيضاً: مصدر بالاتصالات: رفع الأجور جاء بناءً على مطالب منطقية ومحقة من شركات الخلوي
30 بالمئة من الدخل للانترنت
يتكلف بعض الشباب أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يعملون على الإنترنت ما يقارب 30% من مجمل مواردهم المالية التي يحصلون عليها من أعمالهم.
حالة “زينب 24 عاماً” مع التصميم الغرافيكي لا تختلف كثيراً عن “إبراهيم”. ولا يتجاوز مدخولها الشهري 100 ألف ليرة نظراً لأن عملها ليس ثابتاً. بل يرتبط بالطلبات التي تردها حيث تتقاضى مبالغ قليلة على تصاميمها تصل إلى حدود 30 ألف ليرة للتصميم الواحد.
تقول “زينب” أنها كانت تدفع نحو 30% من مدخولها الشهري لتأمين باقات الانترنت. أما بعد رفع الأسعار ستضطر لدفع نصف دخلها لتكاليف الانترنت بينما لم يزدد دخلها فعلياً. مؤكدةً أن رفع السعر شكّل عبئاً على كل من يعمل عبر الانترنت. مع الاعتماد على باقات الخليوي في ظل غياب الكهرباء الذي يحول دون استخدام الانترنت عبر البوابات المنزلية.
أما “لمى 28 عاماً” فتقدّم دورساً عملية عبر الانترنت في جامعة “الحواش” الخاصة. ولا يتجاوز راتبها 250 ألف ليرة. تضطر لدفع 30 ألف منها بالحد الأدنى لباقة الانترنت. وتشير إلى أن الشركات كانت تقول أن هدف رفع الأسعار تحسين الخدمة. لكنها إلى اليوم فشلت فشلاً ذريعاً. حيث أن الخدمة ذاتها والمستخدم يدفع مبالغ كبيرة لقاء خدمات ضعيفة.
“محمد 30 عاماً” موظف حكومي ويدير بعض الصفحات على الانترنت. ويحتاج باقة 80 غيغا التي يصل سعرها إلى 75 ألف ليرة بينما لا يتجاوز راتبه 100 ألف.
يقول الشاب « الموظف السوري يدفع راتبه كفاتورة للانترنت والهاتف والكهرباء والماء ويخلص الراتب بلا ما يأكل ولا يشرب».
الصحفيون في مأزق
يتطلب العمل الصحفي اتصالاً دائماً بالانترنت لمواكبة التطورات والبقاء على اطلاع دائم بالأخبار لمواكبتها. وتجد الصحفية الشابة “جلنار العلي” صعوبة في اعتمادها على راتب واحد يغطي مصاريف الاتصالات وباقات الإنترنت والمواصلات.
وتعتقد “العلي” أنها من الأقل تضرراً من هذا الارتفاع لاعتمادها على الباقات المخفضة للصحفيين. لكن أسعار هذه الباقة مرتفعة رغم هذا التخفيض وفق حديثها.
وتقول أنها كانت تدفع 45 ألف ليرة لباقة تكفي مدة 25 يوماً. في حين بات سعرها حالياً 56 ألف ليرة ما يمثّل ربع راتب من عمل واحد تعمل به.
وأنتم/ن كيف أثر رفع سعر الباقات عليكم/ن؟ وهل تحسنت الخدمة لديكم/ن بعد مضي فترة على رفع الأجور؟