يوميات مواطن

في سوريا: قرية بلا طرق معبدة والطلاب يتعلمون في مستودعات

“الزهورية” القرية المنسية

سناك سوري – متابعة ضياء الصحناوي

تبعد قرية “الزهورية” عن مدينة “حمص” 12 كم شرقاً، ويبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة، غير الذين نزحوا إليها هرباً من الحرب، لكن الداخل إليها يعتقد لوهلة أنها من العصر “الهلنستي”، فلا طرق معبدة، ولا سيارات تجوب الشوارع، ولا خدمات تشعرك لوهلة أنك في قرية سورية.

مئات الطلاب يختبرون الحياة والعلم في مدارس صباحية ومسائية لكنهم في الحقيقة يمارسون ذلك داخل مستودعات قسمت لصفوف، لا أبواب ولا نوافذ، ولا كسوة مناسبة للجدران (ما يجعل خرقها سهلاً في حال قرر الطلاب الهروب).
مدير المدرسة “حمزة عثمان” قال لصحيفة “العروبة” المحلية: «تم تخصيص المدرسة للحلقتين الأولى والثانية بدوام صباحي للابتدائية، وعدد طلاب 476 طالبا ً، و13 شعبة صفية وبدوام مسائي خصص للإعدادية بواقع 234 طالبا ً و9 شعب صفية». مشيراً إلى أن هناك مشكلة في تأمين الكتب المدرسية، والكادر التدريسي من خارج الملاك، فصل الشتاء يأتي مرعباً وقاسياً حتى بوجود التدفئة.
المدرسة الثانية في القرية تقع في الجهة الشمالية، والمشكلة التي يعاني منها الطلاب والمدرسون هي صعوبة الوصول إليها كون الطريق المؤدي إليها ترابي حتى الآن، وهو بطول 1450 مترا, ومليء بالحفر التي تمتلئ بالمياه والوحول شتاء، المدرسة عبارة عن مستودع أيضاً؟.

إقرأ أيضاً سوريا: قرية تعيش في العصر الحجري وتدفع ضرائب من القرن الحادي والعشرين

المفاجأة كانت أن هذه القرية فيها بلدية؟. (300 إشارة تعجب) حيث قال رئيس البلدية “محسن الزين”: «إن كافة الشوارع في القرية ترابية وبحاجة إلى تعبيد، خاصة شارع البلدية وهو بطول 900 م». (يعني إذا ما قدرت تزفت ولا طريق راح تقدر على طريق بلديتك) مؤكداً أن طريق “الزهورية” الغربي طريق زراعي بعرض مترين فقط؟.
لم تتوقف مشكلة الأهالي عند الطرق والمدارس والكهرباء والبلدية، والصرف الصحي، ولا حتى نقطة طبية، بل تعدتها إلى أبسط الحاجيات، من مياه الشرب، حيث اعتادت “مديرية الخدمات الفنية” تزويد القرية بالمياه مرتين أسبوعياً ولكنها توقفت، لذلك يلجأ الأهالي لشراء كل خمسة براميل بـ 3500 ل.س، مع العلم أنه يوجد شبكة مياه بالقرية.
أما كيف يصل السكان إلى المدينة أو القرى المجاورة فهي قصة أخرى، حيث لا وجود لوسائط نقل تصلهم بالمدينة أو بالقرى المجاورة ويناشدون الجهات المعنية لتأمين سرافيس تعمل على خط الزهورية – حمص لتخديم طلاب المدارس الذين يعانون يومياً من السير مسافة 3 كم ليستقلوا أي سيارة عابرة، أو يلجأ بعضهم للتعاقد مع سيارات خاصة لنقل أبنائهم إلى المدينة.

كل ذلك ورئيس البلدية يخاطب الجهات المعنية لتقديم المساعدة، فهل يتم تزفيت الطريق نحو مبنى البلدية، أم يتم تغيير اسم القرية التي ذكر المنجمون أن أحرفها ثقيلة وليست قريبة من قلب المسائيل في “حمص”؟.

إقرأ أيضاً سوريا: قرية في القرن الواحد والعشرين “بلا ولا شي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى