في ظلّ الموجة اللاهبة التي اجتاحت البلاد مؤخّراً. ازدادت قناعة المواطن بضرورة اللجوء إلى الحلّ الأمثل ولرفاهيته “السبات الشتوي والصيفي”. بما لا يؤثر على إنتاجيته ولا يستنزف طاقاته في غير موضعها.
سناك سوري- مواطن سابت
قطرات العرق تتصبب من جبينه ورائحة الحموضة تفوح في الباص الأخضر. وإذا بالفكرة تلمع في ذهنه فيصرخ بأعلى صوته أمام جموع المبتلين العائدين من وظائفهم: «وجدتها وجدتها»، ما دفعهم للتسمّر أمامه لمعرفة ما الذي وجده ذاك المواطن الخارق ولم يجدوه هم.
بالحماسة ذاتها واصل تكرار كلمة “وجدتها” بثقة تضاهي كشفَ “نيوتن” لقانون الجاذبية. بينما اقترب منه رجل ضخم بنظارات سوداء ( كلنا منعرف شو بيشتغل). ونظر إليه مستفسراً عن سبب صراخه ( بلكي بدو يحكي شي هيك ولا هيك).
عدّل المواطن الخارق مشيته رافعاً رأسه منتصب القامة. قبل أن ينطق جوهرته: «الحلّ بالسُّبات». ليحلّ صمتٌ مطبق يظهِر أن أحداً لم يفهم قصده فتابع « هم يطالبوننا بالثبات .. حسناً سنحقق لهم ذلك بفارق حرفٍ واحد .. حيث سنطبّق السّبات».
والسبات حالة تدخل بها الدببة القطبية خلال فصل الشتاء. وتصل مدتها إلى 6 أشهر عند الدببة التي تعيش في “آلاسكا”. وقد اقترح المواطن الحالم بالسبات. تقسيم هذه الفترة على مرحلتين بالنسبة لسكّان “الهونولولو” بحيث يدخلون في سباتهم 3 أشهر في الصيف و3 في الشتاء.
أما في أشهر الصيف فسيستفيد المواطن من السبات بأنه لن يعود مطالباً بانتظار ساعة كهرباء يتيمة في الأجواء الحارة. يمضيها في تعبئة خزان المياه أو شحن الأجهزة الكهربائية ولا يلحق أن يتمتع بنسمات المروحة أو ( المكيف لا سمح الله). وبذلك تختصر الحكومة كذلك مصاريف بنزين وفيول وطاقة ( وكل مصاريف هالشعب النقاق ع راس الحكومة).
وفي أشهر الشتاء يبدأ السير على خطى دببة “آلاسكا” عبر الدخول في السبات لثلاثة أشهر أخرى. ليوفّر المواطن على نفسه حوادث مثل السقوط في فوهة صرف صحي مفتوحة أو الاستحمام بماء الشوارع بعد مرور سيارة مسرعة يقودها ( دلوع البابا) أو الارتجاف في أيام الصقيع بغياب أي وسيلة للتدفئة. ويكتفي بلحافه الذي سيلازمه دون مغادرة لفصل كامل.
وبذلك يبقى للمواطن الاستيقاظ والعمل في فصلي الربيع والخريف. حيث تتحسّن الكهرباء وتزيد كميات المحروقات التي تم توفيرها في أشهر السبات. والأهم أن الرواتب ستتضاعف تلقائياً بنسبة 100% لدى توزيع رواتب 12 شهراً على 6 أشهر فقط ( وحاج ناطرين الزيادة).
وحين انتهى المواطن الخارق من شرح نظريته. انفجر الحاضرون بالضحك متأكدين من إصابته بالجنون حتى صدّق هو الآخر أن حرارة الشمس قد أودت بدماغه وبدأ يهلوس. لكنه تذكّر أنه نام الليلة الماضية وهو يفكّر بالوضع الراهن للبلاد أثناء متابعته لقناة “ناشيونال جيوغرافيك”.
