سوريا: قرية في القرن الواحد والعشرين “بلا ولا شي”
الذهاب إلى مدينة “حمص” يحتاج للسير 5 كم، والأهالي باتوا أبطال العالم بالمشي السريع؟.
سناك سوري – متابعات
نجح أربعة طلاب من أصل عشرين طالباً في شهادة التعليم الأساسي بقرية “الحميدية – مهاجرين” التي تبعد عن مدينة “حمص” 23 كم، لكنها تبعد عن عين الحكومة وعطفها آلاف الكيلو مترات، على الرغم من التزام أهلها “بالخط الحكومي وشاركوا بالانتخابات”؟.
القرية التي لا يوجد بها شيء يمكن أن يترك علامة فارقة في حياة 1500 مواطن شاءت حظوظهم العاثرة أن يقطنوا بها، لكنهم على أمل في الهجرة منها، فأضافوا لها اسم “مهاجرين”. حيث توقف مشروع الصرف الصحي مع بداية الحرب، ليكون وبالاً على الجميع من خلال الأمراض والروائح التي ينشرها في الجو، فيما كانت الطرق سيئة، والمدارس متصدعة، ومياه الشرب كبريتية، والنظافة حدث ولا حرج!.موقع سناك سوري.
وعبر ناشطون عن سخطهم لما آلت إليه القرية من إهمال تعليمي متعمد من قبل مديرية “تربية حمص”، فالمدارس متصدعة، والأمطار تغرق الصفوف بالمياه شتاء، وإلى الآن لم يتم إرسال مدرسين مواد رياضيات ولغة عربية ولغة فرنسية إلى مدرسة القرية الحلقة الثانية، مع العلم أن هذا العام الثاني مع نفس المشكلة، متسائلين إلى أين يأخذون أبناؤهم، فلا مواصلات مؤمنة، ولا قدرة للسكان على استئجار بيوت في المدينة، لهذا السبب وغيره فإن نسبة التعليم سيئة، والتسرب من المدارس قائم.
وتساءل الأهالي من خلال جريدة “العروبة” المحلية عن مهمة رئيس البلدية التي تتبع لها القرية، ولماذا لا يوجد بديل عنه إذا لم يقم بأي عمل يذكر مدة سنوات طويلة؟.
اقرأ أيضاً سوريون يستخدمون الطوافات للتنقل ضمن مدينتهم
يقول مختار القرية: «المياه التي تأتينا غير صالحة للشرب، فهي كبريتية مالحة، وتفيدنا للاستخدام المنزلي، الأمر الذي دفع الأهالي إلى شراء مياه مجهولة المصدر من الصهاريج، مما يرتب عليهم أعباء مادية هم بغنى عنها، خاصة وأنهم يشترون كل خمسة براميل بـ 1000 ل.س».
بعد أن جمعت البلدية مبالغ مالية كرسوم لتعبيد الطريق الوحيد الرئيسي الذي شمّ رائحة الإسفلت منذ سبعينات القرن الماضي، وتقطعت أوصاله بالحفر والشقوق، عدلت عن رأيها وأخذت الأموال ولم تعد، تاركة الأهالي يمارسون رياضة المشي في الشوارع الترابية التي أسسوها بقوة أقدامهم.
وبحسب جريدة “العروبة” فإن القرية مقطوعة عن العالم، فلا يوجد سرافيس تعمل على خط القرية، لذلك يضطر الأهالي للسير باتجاه قرية “عين النسر” التي تبعد حوالي 5 كم للحصول على وسيلة نقل من أجل الذهاب إلى طبيب أو شراء دواء كون القرية تخلو من نقطة طبية، أو حتى صيدلية؟.
الداخل إلى قرية “الحميدية مهاجرين” لن يرجع بسهولة، والأهالي هناك يتمنون رؤية مسؤول سوري واحد حتى لو كان من رتبة عضو مجلس محافظة، ليس لشيء أو لطلب ما لا سمح الله، فقط يتمنون أن تتعطل سيارته لكي يمارس هوايته في الركض والمشي السريع.
إقرأ أيضاً واقع قرى ريف “اللاذقية” يكذِّب وعود الحكومة