سوريا.. الآلية الجديدة تُعرقل الطلاب من الحصول على السكن الجامعي
شهر على بداية الدوام الجامعي والطلاب ناطرين "سكن"
مرّ نحو شهر على الدوام الجامعي، إلا أن معظم الطلاب لم يستطيعوا استلام السكن الجامعي في سوريا بعد. نتيجة الآلية الجديدة التي تمّ اعتمادها هذا العام من قبل هيئة السكن الجامعي في الجامعات السورية عبر برنامج “سكن”.
سناك سوري- مراسلون
واجهت “نور” (22) عاماً مشاكل أثناء تسجيلها على السكن الجامعي في دمشق. الطالبة التي تدرس في كلية العلوم الاجتماعية تلقّت رسالة من قبل تطبيق “سكن” لدفع الرسوم المالية والتي تقدر بـ(81) ألف ليرة سورية.
الشابة قدمت إلى دمشق من محافظة طرطوس للدراسة، واضطرت للعودة بنفس اليوم لمدينتها عندما سجلت لعدم توافر الغرفة.
تقول الشابة لسناك سوري «بعد انتظار للحصول على موافقة لقبولي وبعد أن دفعت الرسوم. حدثت مشكلة في التطبيق و أرسلوا رسالة تتضمن إلغاء الطلب». ممّا اضطرّها لمراجعة المسؤولين عن نظام الحاسوب في هيئة السكن الجامعي بدمشق. الذين أخبروها أن معظم الطلاب مستخدمي التطبيق يواجهون مشاكل مشابهة وما عليها سوى إعادة الطلب مرة أخرى. دون دفع الرسوم مجددا طالما أن إشعار الدفع لديها.
تأخر تسلم الطالبة لغرفتها سيضاعف عليها التكاليف المادية خلال رحلتي الذهاب والإياب إلى دمشق. بالإضافة لحالة عدم الاستقرار والضياع والتشتت التي تعيشها الشابة.
بعد انتظار للحصول على موافقة لقبولي وبعد أن دفعت الرسوم. حدثت مشكلة في التطبيق و أرسلوا رسالة تتضمن إلغاء الطلب نور-طالبة في كلية العلوم الاجتماعية
جامعة تشرين أيضاً
لا تقتصر المشاكل على طلبة دمشق إذْ طال الخلل طلبة جامعة تشرين الذين ما زال معظمهم بلا غرف بعد مضي ثلاثة أسابيع على بداية الدوام الجامعيّ.
توضح “بشرى” القادمة من طرطوس إلى جامعة تشرين باللاذقية، لسناك سوري. أن زملاءها الذين تقدموا للتسجيل تلقوا إشعاراً بالقبول، بينما هي بقيت تنتظر دون جدوى. ولدى التواصل والسؤال أخبرتها مديرة الوحدة السكنية بأن طلبها لم يصل إلى الإدارة. وبالتالي عليها اللجوء إلى الطريقة التقليدية. والتوجه إلى كليتها للحصول على وثيقة الترفع وتسليمها يدوياً. وهو ما اعتبرته طالبة السنة الرابعة بكلية الهندسة، ضياع لوقت الطلاب، يحمّلهم أعباء وتكاليف إضافية.
الخلل نفسه منع “محمد” الطالب في السنة الخامسة بكلية الهمك من الحصول على غرفة حتى اللحظة. بسبب «الكركبة التي سببها التطبيق بين الطلاب». يقول محمد: « تأخر الحصول على غرف هذا العام ومعظمنا لم يباشر دوامه بانتظار القبول الذي لم يأت. وما بعرف حدا من رفقاتي أخد غرفة لهلا».
يضطَرّ “محمّد” للبقاء عند صديقه الذي حالفه الحظ ونال غرفة ريثما يبتسم التطبيق في وجهه ويحظى بغرفة هو الآخر. فالتكاليف بين مدينتي طرطوس واللاذقية أكبر من قدرته على الاحتمال. «المحاضرات لا يمكن أن تنتظر» يقول الطالب.
كذلك حال “سلمى” الطالبة في كلية المعلوماتية السنة الثالثة، التي اعتبرت أن التطبيق غير مؤهل للاستخدام حتى اللحظة فهو يعقد الأمور أكثر مما ييسرها.
تتساءل الطالبة التي تسكن في ريف طرطوس، عن الجدوى من التطبيق في ظل عدم وجود بنية تحتية مناسبة للتحول الرقمي. وتضيف: «السنة الماضية أسبوع وكانت الغرف موزعة، مع التحول الرقمي أخدنا شهر ولسا مو مبين معنا شي».
السنة الماضية أسبوع وكانت الغرف موزعة، مع التحول الرقمي أخدنا شهر ولسا مو مبين معنا شي سلمى-طالبة في السنة الثالثة بكلية المعلوماتية في جامعة تشرين
ستنتهي خلال أيام
سناك سوري توجه إلى مدير السكن الجامعي في دمشق، “عباس صندوق”، الذي قال إن عملية التسجيل ومعالجة الطلبات ستنتهي خلال أيام. مُبيّناً أن لديهم حوالي 11 ألف طلب مُسجل على المنصة، تم قبول ما يقارب النصف منهم في السكن. بينما باقي الطلبات هي قيد المعالجة.
وحول المشاكل التي تعترض الطلاب في التسجيل عبر المنصة، أرجع “صندوق” السبب لإعادة الطلب نتيجة عدم استكمال الأوراق المطلوبة من قبل الطلاب. مشيراً أن بعض الطلاب يعاودون إرسال الطلب كما هو دون استكمال ما هو مطلوب.
والأوراق المطلوبة بحسب “صندوق” هي وصل تسجيل السكن وصورة هوية وصورة شخصية. بينما طلاب السنة الأخيرة في الكليات التطبيقية يحتاجون لبيان وضع يشرح أن الطالب في السنة الأخيرة ويحمل عدداً من المقررات الجامعية.
وأشار “صندوق” أن أولوية الحصول على سكن هي للطلاب القاطنين، والطلاب المترفعين بشكل نظامي، وطلاب السنة التحضيرية في كلية الطب. وأكد أن عملية التسجيل على السكن تتم حصراً على التطبيق، والطلبات التي تتم معالجتها عبر النافذة هي لذوي الشهداء والطلاب الأشقاء بسبب وضعهم الخاص.
وكانت آلية السكن الجامعي الجديدة قد أثارت جدلاً حين الإعلان عنها شهر أيلول الفائت.