تضاعف أسعار الألبسة بمناسبة العيد ودوريات التموين ضبطت 28 مخالفة بالتمام والكمال!
سناك سوري _ فاروق المضحي
اكتشف الموظف السوري “أحمد الصالح” بعد جولة في السوق برفقة أبنائه أن راتبه لن يغطّي هذا الموسم مصاريف شراء حاجيات العيد لأفراد أسرته.
يذكر “الصالح” في حديثه لـ”سناك سوري” أن حسبة بسيطة لتكلفة الملابس تُظهِر أن كل فرد من أبنائه يحتاج إلى 10 آلاف ليرة على الأقل، فأرخص بنطلون جينز في السوق يصل سعره إلى 3500 ليرة مع اقتراب العيد بعد أن كان 3 آلاف، الأمر ذاته ينطبق على سعر البلوزة والقميص الذي ارتفع سعره إلى أكثر من 2500 ليرة بعد أن كان 2000 قبل فترة، كما أن أسعار ألبسة البنات ارتفعت هي الأخرى ليتراوح سعر الفستان من 8500 إلى 10 آلاف مع اقتراب موعد العيد!.
“الصالح” يرى أن الأسعار المرتفعة تجعل من شراء لوازم أفراد العائلة في العيد أمراً مستحيلاً ما ينغّص فرحة المناسبة، ويتركها منقوصة.
تحسّنٌ في حركة البيع والشراء تشهدها أسواق “دير الزور” خاصةً مع تزامن قدوم العيد مع صرفِ الرواتب، الأمر الذي دفع التجار إلى رفع الأسعار بشكل شبه يومي مع زيادة الطلب على القطع ليجد المواطن نفسه حائراً أمام أسباب الارتفاع الجنوني غير المبرر في وقتٍ لا يملك فيه خياراً سوى شراء حاجته، أو الحد الأدنى منها على الأقل!.
يفسّر صاحب محل ألبسة في “شارع الحوض” خلال حديثه مع “سناك سوري” سببَ ارتفاع الأسعار بأنه يعود إلى تحكّم تجّار الجملة بالسعر ورفعهم لقيمة البضائع خلال فترة العيد، مضيفاً أن أصحاب المحلات يضطرون بسبب ذلك إلى رفع أسعار القطع رغم أن نسبة ربحهم ثابتة سواء ارتفع ثمن القطعة أو انخفض في حين أن المواطن يدفع ثمن الغلاء.
اقرأ أيضاً: أسعار ألبسة الأطفال “نار وتهديد”.. لينا ديوب
من جهته يقول تاجر الجملة “يحيى المعراوي” لـ”سناك سوري” إن عوامل أخرى مثل أجور الشحن (خصوصاً بعد إلغاء الدعم خارج المخصصات الشهرية) والعمال ونقل البضائع إلى المستودعات تُساهم في رفع قيمة القطعة بالإضافة إلى أن القطع التي يزداد الطلب عليها ترتفع قيمتها من المصدر بذريعة أنها قليلة وغير موجودة خاصة في موسم العيد ما يجعل تاجر الجملة أيضاً مضطر إلى شراء البضائع بالسعر الجديد وبيعها إلى أصحاب المحلات بسعر أغلى.
في حين وجه أحد أصحاب المحلات أصابع الاتهام إلى التجار الذين يقومون برفع ألبسة الأطفال في الأيام الأخيرة من رمضان إلى الضعف مع زيادة الطلب عليها من قبل المواطن الذي يصبح أمام أمرين أحلاهما مر الأول هو طمع التجار والثاني فرحة الصغار بالعيد ليكون مضطرا للدفع وتحمل الاعباء الاضافية.
تقول “ليلى” وهي ربة منزل إن «الكثير من المحلات في السوق خلال هذه الفترة تخدع المواطن بتركيب مكبرات أصوات تدعو لشراء أي قطعة بـ ١٠٠ ليرة ولكن لدى الدخول للمحل تجد أن أكثر من ٨٠ % من البضائع يتجاوز سعرها ٣٠٠ ليرة هذا يجعلنا نفقد الثقة بمثل هذه المحلات»، وهي تقصد محلات الأدوات المنزلية البلاستيكية والصينية والتي كان سعر القطعة الواحدة منها قبل الأزمة لا يتجاوز الـ10 ليرات!.
في المقابل يؤكد المدير العام لمديرية التجارة الداخلية و حماية المستهلك “بسام الهزاع” لـ”سناك سوري” أن المديرية تقوم بتسيير دوريات في الأسواق وضبطها وعدم السماح باستغلال المواطن في هذه الأيام كما «نستقبل أي شكوى من المواطنين ضد أي محل مخالف حيث قامت مديرية حماية المستهلك بضبط ٢٨ مخالفة منذ بداية الشهر الكريم ونعمل هذه الأيام على تكثيف دورياتنا في السوق لضبط الأسعار وعدم التلاعب بها واستغلال حاجة المواطن».
يذكر أن ارتفاع أسعار الألبسة مع اقتراب العيد أصبح اعتيادياً كل عام في كل المناطق السورية ولم تنجح دوريات التموين في ضبط الأسعار على أرض الواقع بشكل ملموس ينعكس على قدرة المواطن السوري على شراء احتياجاته بما يتناسب مع راتبه.
اقرأ أيضاً: حماية المستهلك تكشف عن مخالفات الألبسة والتموين تنفي