العام الذي بدأ براتب 50 ألف وسعر ليتر زيت 900 ليرة وانتهى براتب 55 ألف وسعر ليتر زيت 5000 ليرة
سناك سوري – دمشق
سبقت الأسعار في “سوريا” خلال عام 2020، حتى ضبع مسلسل “الخربة”، وبقيت تركض والمواطن يركض حتى ما لا نهاية، كما تغلبت على خصر أمهر الراقصات في الهزّ، دون أن ينال منها تعب أو إرهاق، وكما المواطن صامد في التأقلم معها، ظلت صامدة في مواظبتها على الارتفاع في أبلغ معادلة للصمود شهدتها البلاد منذ بدء الحرب عام 2011.
من يوم ليوم، وساعة لساعة، وحتى دقيقة لدقيقة، لم تثبت الأسعار على حال متجاهلة مبدأ “الله محيي الثابت”، ومتمسكة بمبدأ التغيير، وبات المواطنون في عجلة من أمرهم، على “بسرعة جيبها قبل مايرتفع ثمنها أكتر”، لكن الجيبة غالباً كانت تخذلهم فالعام الذي بدأ بسعر غرام ذهب عيار 21 39800 ليرة، وعيار 18 34115 ليرة، انتهى بزيادة أكثر من 3 أضعاف تقريباً، حيث يبلغ سعر غرام الذهب عيار 21 اليوم 150 ألف ليرة، وعيار 18 128 ألف ليرة وفق جمعية الصاغة.
اقرأ أيضاً: السويداء.. محلات جملة تغلق أبوابها الأسعار غير مستقرة
وبلا الذهب وبلا سيرتو، لا هو أكلة ولا حياة المواطن الصامد متوقفة عليه، ولذلك وبلا طول سيرة ننتقل إلى الدجاج، ضيف موائدنا السابق، الذي بدأ هذا العام بسعر 1300 ليرة لكغ الفروج الحي والمنظف، والمشوي 1850 بحسب مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في “دمشق”، بينما أنهى الدجاج وجوده على موائد غالبية السوريين بعد أن وصل سعر الكغ الحي منه أكثر من 3400 ليرة كما هو الحال اليوم، وتجاوزت أسعار الدجاجة المشوية الـ11000 ألف ليرة في المطاعم.
أما اللحوم الحمراء، أبعد الله ذنب اشتهائها عنا وعنكم، فقد بدأت عامها غالية جدا بسعر 10 آلاف ليرة للكغ الواحد من الخروف، و7000 ليرة للعجل، وأنهته بسعر 16 ألف ليرة للحم العجل و19 ألف ليرة للخروف.
ليس بالدجاج واللحوم وحدهما يحيا الإنسان، وإن خرجتا من قائمة المشتريات فلن تتسببا بموت أحد من الجوع، فلننتقل إلى الأرز أحد أشهر أطعمة السوريين، والذي بدأ العام بسعر 450 ليرة للأنواع الجيدة كما حددتها التجارة الداخلية، ووصل اليوم مع نهاية العام إلى أكثر من 1600 ليرة سورية، بزيادة أكثر من 3 أضعاف تقريباً، أما السكر فبدأ عامه بسعر 375 ليرة وأنهاه بسعر 1200 ليرة.
السمنة من إحدى الماركات الشهيرة والمتداولة بكثرة في البلاد، بدأت عامها بسعر 1200 ليرة للكيلو وأنهته بسعر 4850 ليرة، أما زيت دوار الشمس فبدأ بسعر 900 ليرة وانتهى بسعر 5000 ليرة لليتر الواحد.
اقرأ أيضاً: سوريا: ارتفاع جديد للأسعار بحوالي 10 % .. إشاعة زيادة الراتب السبب
المؤونة غادرت المنازل
لم يعد غالبية السوريين قادرين على تخزين الطعام الذي اعتادوا تخزينه، كالحبوب والبقوليات وبات شراؤها يتم حسب الحاجة الحالية للغالبية، خصوصاً أن سعر كغ البرغل كان بداية العام حوالي 200 ليرة واليوم بات 1300 ليرة، كذلك العدس كان 200 ليرة واليوم 1600 ليرة، كما غابت الحلويات أو المربيات المنزلية ولم يتجرأ سوى القليلين منهم لإعدادها بكميات قليلة فمثلاً وصل سعر كيلو المشمش إلى 3500 ليرة وأسوأ الأنواع بلغت 1500 ليرة، أما المكدوس فقد حاول كثيرون الاقتصار على كميات محددة منه في وتحايل آخرون على طريقة إعداده مستخدمين الفستق العبيد، أو بوضع كميات قليلة من الفليلفة حتى لايحرموا أسرهم من هذا الطبق أيضاً.
الحليب بدأ عامه بسعر 150 ليرة للكغ الواحد، وأنهاه بسعر 850 ليرة، واللبن بسعر 200 ليرة وأنهاه بـ1100 ليرة، والجبنة بسعر 1000 ليرة وأنهته بـ6000 ليرة، (ويادار ما دخلك حليب، لا فروج ولا لحم).
اقرأ أيضاً: أسعار الحليب ترتفع أسبوعياً… مربو الأبقار ليس باليد حيلة
الأدوية.. لالي بالعالي!
وإن كان الغالبية قد تأقلموا مع الأسعار الجنونية الجديدة للطعام، فكيف لهم أن يتأقلموا مع ارتفاع أسعار الأدوية التي ارتفعت في بعض الأنواع لنحو 500%، خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، أولئك المرضى لا يعلم بحالهم سوى الحكومة!.
المنظفات المنزلية والشامبو شهدت ارتفاعاً كبيراً هي الأخرى، ووصل سعر علبة الشامبو إلى ألفي ليرة سورية بعد أن كان لا يتجاوز الـ300 ليرة مطلع العام الجاري، ولمواجهته اختار السوريون إعداد خلطات خاصة لإنتاجها منزلياً، في حين عاد البعض منهم في “حلب” للاستحمام بحجر البيلون الذي يتوفر بسعر أقل.
إجراءات الوقاية من فيروس كورونا أثقلت كاهل المواطنين السوريين في مختلف المحافظات حيث اضطروا لاستخدام المزيد من المعقمات والمنظفات مثل الديتول والكلور والكمامات التي ارتفع سعرها نتيجة زيادة الطلب عليها خلال فترة انتشار الوباء، فعلى سبيل المثال لم يكن ثمن الكمامة يتجاوز الـ25 ليرة بداية العام في حين باتت اليوم بـ400 ليرة!.
النقل والألبسة
بالتأكيد ليس من المنطقي أن يرتفع ثمن الطعام والدواء، دون ارتفاع أجور النقل واللباس، فقد شهدت أسعار التوصيلات بين “دمشق” وضواحيها ارتفاعا بنسبة 30 إلى 50 بالمئة وزادت المعارك بين المواطنين وأصحاب التكاسي، بعد زيادة سعر البنزين المدعوم والحر.
أما الألبسة فقد ارتفع ثمنها هذا الموسم الشتوي قياساً بالموسم الفائت لأكثر من 3 أضعاف، بحسب حديث رئيس القطاع النسيجي في “سوريا”، “مهند دعدوش“، مضيفاً أن ثمن الألبسة في البالة ارتفع 4 أضعاف أيضاً، ووفق تحقيق سابق لـ”سناك سوري”، فإن الأسرة المؤلفة من أربعة أشخاص تحتاج وسطياً لما يقارب 341 ألف ليرة سورية لشراء البدل الشتوي.
وإن كان المواطن عاجز عن شراء ألبسة شتوية تدفئه، فهو عاجز أيضاً عن شراء المدافئ التي بدأت عامها بسعر وسطي 40 ألف ليرة للمدفأة الكهربائية نوع وسط وأنهته بسعر يتجاوز 125 ألف ليرة، ومثلها تقريبا أسعار مدافئ المازوت، وبكل الأحوال لا حاجة لها مع انعدام الكهرباء وقلة المازوت.
بدورها أقساط رياض الأطفال، كانت العام الفائت تتراوح مثلاً في “اللاذقية” بين 90 إلى 150 ألف ليرة، بينما باتت اليوم تتراوح بين 150 إلى 300 ألف ليرة، في حين بلغت أقساط بعض رياض الأطفال في “دمشق” 575 ألف ليرة سورية، (وتعال يا مواطن لحق دفع).
اقرأ أيضاً: سناك سوري يفتح دفتر ديون سوريين… ماذا كتب فيها السمان؟
الديون تكاثرت على المواطن
ديون السوريين تكاثرت خلال العام 2020 وتنقلت بين محلات السمانة والصيدليات ومحلات الألبسة وغيرها، وكثيرون باعوا بعضاً من ممتلكاتهم الخاصة غرف نومهم وشعرهم وأشياءهم الثمينة ليتمكنوا من شراء طعامهم اليومي، في حين ودعت نساء سوريات أناقتهن حتى لا يمتن من الجوع كما تحول آخرون لشراء بعض المواد بالغرامات أو بالقطعة بشكل يكفيهم يومهم على أمل أن يحمل اليوم الذي يليه أملاً جديداً بتحسن الأحوال سواء بزيادة الرواتب والأجور أو بقدرة الحكومة على ضبط الأسعار ومنع الارتفاع العشوائي لها الذي أثقل كاهل السوريين وأرّق جيوبهم.
وللضرورة الشعرية، فإن الموظف الذي بدأ عامه براتب وسطي 50 ألف ليرة، ازداد اليوم ليصبح نحو 55 ألف ليرة بعد تخفيف ضريبة الدخل، بينما ازدادت رواتب المعلمين نحو 5000 ليرة أخرى بعد رفع نسبة طبيعة العمل، إلا أن كل تلك الزيادات لا تعادل أكثر من ثمن ليتري زيت دوار الشمس للمعلمين، وليتر واحد لباقي الموظفين، في حين تبقى مداخيل غير الموظفين الحكوميين أعلى كون غالبيتهم رفعوا ثمن خدماتهم بدءاً بالسائق ومروراً بمن يقومون بأعمال زراعية.
ويبقى الأمل بالعام 2021 الذي وعد وزير المالية “كنان ياغي”، بأنه سيكون قطعاً أفضل من العام الحالي مالياً، ونرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء أن لا تبرز المتغيرات المعتادة كحجر عثرة أمام ذلك التحسن، عسى أن يستطيع المواطن اللحاق قليلاً بالأسعار!.
اقرأ أيضاً: عام على زيادة الراتب الأخيرة… الـ 20 ألف شو صارت بتعمل هلء؟