حامد محمد يفتقد بادية الرقة وينتظر العودة مع عائلته وقطيعه
قساوة حياة البرية ربما لا تبدو مختلفة كثيراً عما يواجهه غالبية السوريين اليوم
يحنّ الستيني “حامد محمد” إلى بادية “الرقة” المكان الذي ولد فيه وأمضى العديد من السنين يعيش فيه قبل أن تباغته الحرب وتضطره. للانتقال مع عائلته إلى ريف “القامشلي” هرباً منها.
سناك سوري-عبد العظيم عبد الله
يعد “محمد” سنوات ابتعاده عن دياره والتي بلغت نحو 11 عاماً، ولا يدري متى يعود، كما يقول لـ”سناك سوري” مضيفاً أنه مع أفراد عائلته الخمسة يتواجدون في خيم متنقلة بقرية “الدلاوية”. وإلى الجوار منه عدة عوائل أخرى انتقلت معه هرباً من المعارك بريف الرقة عام 2011.
وقع الاختيار على قرية “الدلاوية” لوجود مياه صالحة للشرب، وطبيعة لا تسمح بتشكل السيول وبالتالي فقدان خيمهم بها، كما يقول “محمد”، مضيفاً أن طبيعتها عموماً مناسبة لرعي القطيع.
منذ ولادته و”محمد” يعمل مع أسرته بتربية الأغنام والبقر والماعز، المهنة التي توارثها عن أجداده، ويذكر كيف كان منذ العام 1979 ينتقل مع أسرته إلى ريف القامشلي. خلال الربيع والصيف بحثاً عن المرعى إلا أنها كانت عموماً فترات زمنية محددة تنتهي بمرحلة ما بعكس اليوم.
أما رحلته الحالية التي بدأها عام 2011 فلم تنتهِ بعد، يضيف: «دامت ودام معها التعب النفسي والجسدي، ترافقها لحظات صعبة وموجعة. ففي نهاية السبعينيات كنت أمتلك أكثر من 500 رأس حلال، اليوم أمتلك خمسة رؤوس فقط».
كان يمتلك الرجل الستيني 50 رأس غنم حين حضر إلى “الدلاوية” عام 2011، واليوم لم يتبق منها سوى 5، وما تبقى ذهب للطعام أو لشراء مستلزمات الحياة. يؤكد “محمد” “نريد العودة لمنازلنا”، ويمنعه عن ذلك أن بعضها مدمر يحتاج للنقود التي لا يمتلكونها، كما أن مصاريف النقل تستلزم أكثر من 500 ألف ليرة ويقول: «وهو ما لا قدرة لي على ذلك، نقلب الأيام هنا حتّى يظهر فرج الله».
تعيش العوائل القادمة من بادية الرقة علاقات اجتماعية طبيعية مع سكان القرية، كما يقول “محمد”، دون أن يخفي معاناة أخرى ربما يشترك في بعضها مع غالبية السوريين اليوم، حيث غياب المحروقات وقلة توفر الحطب اللازم للتدفئة والطبخ، وفي الصيف لا يوجد مياه باردة.
يختم حديثه بأمل العودة إلى منزله في “بادية الرقة”، ويقول: «ولدي الكبير “ماهر” عمره الآن 18 عام أكثر من نصف عمره قضاه هنا».