
الدحل والطميمة والحجلة والدوش ألعاب شعبية.. هل سبق أن لعبتها؟
سناك سوري – شاهر جوهر
الألعاب الشعبية جزء مهم من تكوين وثقافة أي مجتمع، تعكس أسلوب ونمط تفكير وطبيعة هذا المجتمع أو ذاك بشكل أو بآخر، حيث لا يمكن القول أن هذا النمط من الألعاب هو مجرد نمط ترفيهي بقدر ما هو حالة قيمية ثقافية مهمة.
فما يميز الألعاب الإلكترونية اليوم والتي حلت بشكل كبير محل الألعاب الشعبية أنها خلقت حالة من العزلة والتباعد الاجتماعي، بعد أن كان الأطفال يملؤون الأحياء والحارات والحدائق والبساتين.
ومن هنا رصد “سناك سوري” العديد من الألعاب الشعبية التي انتشرت بشكل كبير في الأرياف السورية في وقت سابق:
الدحل أو الكلل:
وتسمى أيضاً في حوران والجولان ب “القلل” حيث يلفظ حرف القاف كما تلفظ الجيم المصرية، وهي من الألعاب الصيفية التي لايزال الأطفال يمارسونها في الجنوب حتى اليوم، فهي عبارة عن كرات زجاجية صغيرة مصقولة وملونة، وتأخذ اللعبة ثلاثة أشكال ( المور والجورة و حدّ الخط).
وفي لعبة المور يقوم اللاعبون برسم مثلث صغير وعلى بعد منه يرسم خط مستقيم و هو مكان وقوف اللاعبين، و في المثلث يتم وضع عدد من الكرات حيث كل لاعب يضع كرات مثل الآخر وفق اتفاق مسبق، و يشترط على اللاعب أن يرمي كراته نحو الكرات الموجودة في المثلث، يحصر اللاعب كرته بين سبابته والإبهام ثم يقوم بدفعها بإبهامه تجاه الخط لإصابة الحبات التي فيه فإن خرجت من المثلث فهي له وإن علقت كرته في المثلث يخرج خاسراً من اللعبة.
و في لعبة “الجورة” يتم حفر حفرة صغيرة تسمى “جورة” توضع فيها الكرات ومن ثم يتم التصويب نحوها بالتناوب ففي حال تمكن اللاعب من إصابة الكرات يعتبر فائزاً وإن لم يصبها فيصوب الذي يليه كرته نحو الحفرة فإن وقعت فيها يصوب على كرات الآخرين، أما في لعبة “حد الخط” فيتم رسم خط ومن ثم يرمي اللاعبان كراتهم نحوه وصاحب الكرة الأقرب للخط هو الفائز.
اقرأ أيضاً: 5 عادات طبيّة لن تصدّقوا أنها لازالت موجودة في سوريا
الحجلة
وهي من ألعاب الفتيات الشعبية التي كانت تكثر في التسعينيات في باحات المدارس في الاستراحة وفي الحارات والأزقة، وسميت بذلك من الحجل أي القفز على ساق واحدة، و تتلخص اللعبة برسم ثمانية مربعات مقسومات مناصفة مقابل بعض، تقوم الفتاة الأولى بوضع حجر على المربع الأول ثم تحجل على رجل واحدة محاولة دفع الحجر إلى المربع الثاني ثم الذي يليه إلى أن تصل لآخر المربعات، وتعد اللاعبة فائزة إذا لم تلامس رجلها المرفوعة الأرض أو أحد الخطوط الفاصلة بين المربعات أو لم يقف الحجر على أحد تلك الخطوط أو خرج خارج المربع ككل، وفي حال حدثت إحدى تلك الخطوات تخرج الفتاة من اللعبة خاسرة لتحل محلها رفيقتها.
الطميمة أو الاستغماية
وهي من الألعاب الشعبية العربية التقليدية، حيث يطلق عليها في “دمشق” وفي “المغرب” بالغميضة، وفي “فلسطين” كما في جنوب “سوريا” الاستغماية أو الطميمة. وهي من الألعاب المعروفة حيث يقوم الطفل بإغماض عينيه والعد حتى العشرة من ثم يقوم بالبحث عن اللاعبين الآخرين الذين قاموا بالاختباء.
وهناك نوع آخر من الطميمة حيث يضع الأطفال عصابة محكمة على عيني أحدهم، من ثم يتفرق الآخرون حوله لتكون مهمة اللاعب معصوب العينين هي البحث عن زملائه وهم بدورهم يقوموا بالتصفيق أو لمسه ليتمكن من تحديد اتجاهاتهم، فإن تمكن من لمس أي لاعب أو الإمساك بأحد منهم يعتبر فائزاً فيتم عصب عين اللاعب الخاسر.
لعبة النفس الطويل (بييب):
تتكون اللعبة من فريقين، يتراوح عدد الفريق الواحد قرابة الخمسة أشخاص، تقوم اللعبة برسم خط على الأرض ويقف كل فريق مقابل الآخر بحيث يحجز الخط بين الفريقين.
تبدأ اللعبة بدخول أحد اللاعبين في خط الآخر ثم يصيح بنفس واحد (بيييييب) ومن ثم يقوم بالجري، خلالها يحاول الفريق الثاني الإمساك به فإذا انقطع نفسه أو تمكن الفريق الآخر من لمسه أو الإمساك به يصبح خاسراً، في حين يعتبر فائزاً إذا تمكن من الرجوع إلى مكانه.
اقرأ أيضاً: قرع السطول وقرص ركبة العروس… عادات سورية تعرفوا عليها
البِرِيه:
وهي لعبة جماعية، كان الكبار يلعبونها في الجنوب، وتشبه إلى حد ما لعبة الكركيت الهندية، و تتكون من عصا قصيرة بطول ١٥ إلى ٢٠ سم، يوضع طرفي العصا على حجرين متباعدين بحيث تكون العصا مرتفعة عن الأرض بارتفاع ٥ سم، في حين يحمل اللاعب عصا طويلة يقوم بدسها تحت العصا القصيرة بين الحجرين ومن ثم يقوم بضرب العصا القصيرة بحيث تطير تلك العصا في الهواء، بالتالي يكون الفريق الآخر مستعداً للإمساك بها قبل أن تسقط على الأرض، فإن تمكن الشخص بالإمساك بها بكلتا يديه يسجل له ١٠٠ نقطة، وإن أمسكها بيد واحدة فله ١٠٠٠ نقطة أما حين يمسكها بين إصبعيه (السبابة والوسطى والتي تأخذ شكل إشارة النصر) فيحصل اللاعب على ١٠ آلاف نقطة.
وفي تلك الحالة يعد الرامي خاسراً، أما في حال لم يتمكن الفريق الآخر من الإمساك بها فيقوم أحد اللاعبين بقذف العصا القصيرة من مكان سقوطها ورميها على مكان اللاعب (قاذف العصا) وهذا الأخير بدوره يمسك عصاه الطويلة كما يمسك لاعب البيسيول مضربه ويستعد لضرب العصا القصيرة، فإن تمكن من ضربها يقوم باحتساب المسافة بينه وبين مكان وقوع العصا القصيرة، بحيث تحسب كل خطوة بعشرة نقاط، أما إذا لم يتمكن اللاعب من صد العصا القصيرة ووقعت على مسافة أقل من متر من الحجرين أو لمسته العصا فيعد اللاعب خاسراً فيتم تبديل الفريق.
دوش
ويطلق عليها البعض اسم (كازيه)، وهي من الألعاب البسيطة، حيث يقوم اللاعبين بنصب عدة قهاقير، والقهقور هو عبارة عن كومة من الحجارة طويلة على هيئة مخروط، لهذا يطلق عليها البعض في بعض المناطق اسم لعبة (سبع حجار).
تبدأ اللعبة بقيام كل لاعب بالوقوف على مسافة معينة ومن ثم رمي حجر على ذاك القهقور، ويعد اللاعب فائزاً في حال أصاب القهقور وأسقطه أما إن لم يتمكن من ذلك فيعد خاسراً ليأتي دور اللاعب الآخر وهكذا.
اقرأ أيضاً: مبيت العروس عند جيران العريس… عادات سورية تجلب الحظ