“تريا بالسقف”.. مقياس ريختر السوريين ليلة انتظار الزلزال
عائلة سورية في قرية منكوبة تروي كيف باتت ليلتها وراقبت مقياس الزلزال
“التريا عمتتحرك اطلعوا بسرعة”، هكذا قضت عائلة سورية ليلتها في قرية “سطامو” بريف اللاذقية. القرية المنكوبة التي شهدت تهدم نحو 12 بناء بالكامل. فوق رؤوس أصحابها فجر الإثنين، أو ما تعرف بليلة الزلزال.
سناك سوري-وفاء محمد
4 عائلات كاملة على الأقل قضت تحت ركام الأبنية الحديثة والتي لا يتجاوز عمرها عمرّ الأزمة. بينما بقيت المنازل الريفية ذات الطابق الواحد أو الطابقين. دون أضرار كبيرة تذكر.
كانت عائلة “لينا” _40 عاماً_ إحدى عوائل القرية التي عاشت ليلة الرعب الكبير. بينما لم تنجح محاولات تخفيف الصدمة عن الأطفال الذين لم يستطيعوا النوم وإن ناموا فإنهم سرعان ما يستيقظون مذعورين.
طيلة ليلة الأمس كانت “التريا” وهي عبارة عن ضوء مزركش معلقة في السقف، مقياس ريختر العائلة. الوجوه متسمرة عليها بدقة. تراقب أي اهتزاز بسيط بها كونه مؤشر على الهزة أو الزلزال.
مع كل اهتزاز بسيط كانت العائلة تخرج راكضة إلى السيارة التي تم ركنها في مكان آمن مع بضعة سيارات أخرى لذات الغرض. فالطقس البارد الماطر ووجود الأطفال منع الأهالي من البقاء في الخارج، وسوء الاتصالات والإنترنت أعاق الجميع عن التواصل والوصول إلى الصفحات الرسمية لأخذ المعلومة الصحيحة. وبالتأكيد لا كهرباء لمتابعة التلفاز ومعرفة ما إن كان يقدم “معلومات مفيدة”.وحده الراديو كان مفيداً إلى حد ما.
بعد وصول الساعة لـ1 ليلاً، كان جميع من استيقظ مع الزلزال دون نوم بعدها، قد أُنهك. لكن من يجرؤ على النوم؟، سرعان ما استسلم البعض وبقي البعض الآخر ساهراً أمام “ريختر السوريين” حتى الصباح ليتسنى له إيقاظ الجميع بمجرد حدوث الزلزال المفترض القادم.
“شعرنا أننا متروكون تماماً”، تقول “لينا”، وتضيف أنه ليس بالشعور الجديد، ولا بالخاص بها أو بعائلتها أو بقريتها المنكوبة. فمنذ زمن طويل “والجميع في هذه البلاد “متروك، إما للفقر أو سوء الأزمات أو الفساد أو الويلات، وحديثاً للكوارث الطبيعية.
وحدها مقياس ريختر “السوريين”، سواء كانت “تريا” أو أي لمبة متدلية من السقف تعود لزمن “الكهرباء” الجميل. كانت تشعر الجميع بالطمأنينة أو تبث فيهم الذعر والرعب. مقياس ريختر الذي فصله السوريون على مقاس واقعهم الذي لا يسمح بتطور أكثر من الاعتماد على الموجود.