انحباس المطر يهدد الزراعة في الجزيرة السورية
مخاوف من جفاف التربة وموت البذار
سناك سوري – عبد العظيم العبد الله
كثيرة هي السنوات التي تأخر فيها هطول الأمطار عن مواعيده المعتادة في فصل الشتاء، كما حدث هذا العام، وسيكون لذلك ضرر كبير على المحاصيل الزراعية الشتوية حسب ما قاله المزارع “صالح عبد الله”.
“عبدالله” أحد مزارعي بلدة “الجوادية” يشرح لسناك سوري عن واقع الأمطار في الجزيرة السورية وتأثيرها على الموسم الزراعي هذا العام: «غالباً ما يبدأ الفلاح زراعة أرضه في تشرين الأول، المتزامن مع فترة هطول الأمطار الموسمية، إذا تم الزرع وجاءت كميّة قليلة من المطر كما هو العام الحالي، فإن ضرر ذلك سيكون كبير، لأن تلك الأمطار ستساهم بترطيب التربة والحبوب في باطن الأرض، ثم تأتي فترة انحباس الأمطار، فإذا كانت طويلة كما حدث هذا العام أيضاً، ستكون النتيجة جفاف التربة وموت البذار»
“عبد الله” يؤكّد بأن الضرر حصل وانتهى نتيجة تأخر الأمطار، وهناك مثل دارج لدى المزارعين ويخص الزراعة بنسبة كبيرة يقول: “كل شي بوقته حلو” هطول المطر يكون مفيد ومثمر بوقته مع بداية تشرين الأول، وحتى إذا هطل بغزارة ودون توقف حتى شهر نيسان فإن نسبة ضرره ربما تصل إلى 40 %.
اقرأ أيضاً: بسبب كورونا.. انخفاض نسبة زراعة القطن في الجزيرة السورية
يبدو جلياً أن كميات الأمطار التي هطلت حتى تاريخه قليلة جداً، وستساهم بشكل أو آخر بتضرر المحاصيل والأراضي الزراعيّة، وقد حدد “أحمد كامل” رئيس دائرة الأرصاد الجوية كميات الأمطار الهاطلة في القامشلي حتى الأسبوع الماضي وقارنها بالكميات نفسها من موسم العام الماضي فكانت كالتالي: 35,5 مم كمية أمطار القامشلي حتى التاريخ المذكور، أمّا الكمية التي هطلت العام الماضي حتى نفس التاريخ فكانت 156,6 مم، ومجموع أمطار العام الماضي وصل إلى 780,7 مم، وهي كمية مثالية تجاوزت المعدل السنوي للمدينة.
بدوره فصّل المهندس “عادل سليمان” رئيس دائرة زراعة القامشلي لسناك سوري كميات الأمطار هذا العام والماضي في مناطق مختلفة من محافظة الحسكة: فكانت في المالكية 20 مم ، وفي الحسكة 51 مم، والجوادية 28,5 مم، واليعربية 28 مم، والهول 27 مم.
أمّا الكميات التي هطلت حتى تاريخ 7 كانون الأول من العام 2019 فكانت: المالكية 81 مم، الحسكة 52 مم، الجوادية 59 مم، اليعربية 43 مم، الهول 79 مم.
مديرية زراعة الحسكة ترى أن المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية الرئيسية لهذا العام، قريبة من مساحات العام الماضي، وهو ما أكده “ياسين عبد الحسن” دائرة الإنتاج النباتي لـ سناك سوري، موضحاً أن : «المساحة المزروعة بالقمح المروي هذا العام بلغت 107700 هكتار، والقمح البعل 308 الف هكتار، أمّا الشعير الحب المروي 9800 هكتار، والشعير البعل 409600 هكتار، ومساحة العدس المروي 2100 هكتار، والعدس البعل 25200 هكتار، وبالمقارنة مع مساحات العام الماضي كانت على الشكل التالي: القمح المروي 120500 هكتار، والبعل 341 الف هكتار، العدس المروي 2100 الف هكتار، والعدس البعل 3200 الف هكتار، والشعير البعل 425000 هكتار»
“عبد الحسن” يرى أن هناك توجه نحو المحاصيل العطرية نتيجة ارتفاع أسعارها، فالطن الواحد من الكمون يصل قيمته المالية إلى 7 مليون ليرة سورية، لكن وحسب “ياسين” فإن مساحات المحاصيل العطرية لهذا العام لن تتوضح إلا مع شهر شباط من العام القادم.
وبيّن “عبد الحسن” أن المساحات المزروعة بالمحاصيل العطرية للعام الماضي وكانت: الكمون 13100 هكتار، حبة البركة 1850 هكتار، الكزبرة 9050 هكتار.
المحاصيل الزراعية الشتوية تعد مورد رئيسي لنسبة كبيرة من أهالي الجزيرة السورية، ومن خلالها يؤمنون مستلزمات حياتهم على مدار عام كامل، وهطول الامطار تنعش أراضيهم ومراعيهم وكل جوانب حياتهم، فهم يرقبون هذه الأيام تراسيم السماء وما فيها من أخبار الغيوم والأمطار، ويترقبون المنخفضات الجوية بفارغ الصبر، لا حديث يطغى على مجالسهم سوى الأمطار.
اقرأ أيضاً: الجزيرة السورية.. الربيع الأول من نوعه منذ 40 عاماً!