انتخابات النقابة والحاجة للتغيير نحو الافضل
الممرضون/ات أمام فرصة استثنائية بانتخابات النقابة.. الوقوف متفرجين لن يصنع التغيير للأفضل
سناك سوري – دمشق
لا يكاد يمر يوم، لا يتذمر فيه ممرض أو ممرضة أو تقني، لما يكتنفه من معاناة، تنغص عليه، وهذه المعاناة، بلا شك، ثلاثية الابعاد، فهي ذات بعد اقتصادي واجتماعي ومهني، بدورها تنعكس على إنتاجيته ونشاطه و مزاجه أيضاً، وعلى الأداء العام في المؤسسة.
من هنا، يبرز توق كبير لدى الممرضين والتقنيين للتغيير، واستعادة الطاقة المسلوبة والمهدورة، ليتجدد النشاط، شاهدنا خلال الفترة الماضية، حراك مطلبي مبارك، ومنهم ممرضات و ممرضين والقبالة وأقسام المخبر والأشعة والصيدلي، من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، والطريق إلى ذلك يحتاج انتخاب نقيب قوي وتفعيل مرسوم نقابة التمريض هذا جهد يقدر، بطبيعة الحال.
اليوم ونحن مقبلين على دورة انتخابية جديدة لنقابة الممرضين، التوق للتغيير يتصاعد بوتيرة أكثر نضجاً، فثمة أصوات تتعالى و تنادي بضرورة التغيير، و ضرورة ضخ دماء جديدة في عروق نقابتهم، بوصفها المظلة الشرعية الأهم لهم، اذ لا يمكن أن يأتي التغيير، دون عمل ممنهج ومنظم، لكي يتم تجاوز احباط عقود مضت، لم تعد بمردود، يحقق طموح الممرضين، أو ينعكس عليهم و على أوضاعهم ومكانتهم اجتماعياً واقتصادياً ومهنياً، وأن هذا الاحباط السائد، لن يعود عليهم إلا بمزيد من التراجع، وأن التذمر وجلد الذات، لا يجدي ولا ينفع، وأن لعن النقابات، والنقم والعداء لها، لا يغير من الواقع الهزيل والفقير شيئاً على الاطلاق، وأن التغيير الذي نرنوا له، لا تُؤتى ثماره بالابتعاد عن النقابات، ذلك الحصن الأخير لمنتسبيها، وإن كان ثمة كسل وخمول وجمود في النقابات، فأساسه مجالس نقابات تعاقبت عليها، وليس النقابة بذاتها، فلم تقدم تلك المجالس المطلوب و المأمول.
من هنا، فإن التغيير الجذري، مقرون بتشكيل كتل وازنة، ممثلة لأكبر شريحة من الممرضين والممرضات والتقنيين، لها برامج قابلة للقياس والتطبيق، ثم اختيار الأنسب، وفق معيار الكفاءة والأمانة والقوة، والتوق للتضحية وإنكار الذات، وتغليب المصلحة المهنية العامة، على أي مصالح ذاتية، وهذا الاختيار، مشروط بتكوين إرادة ذاتية للممرضين والممرضات والقابلات والمهنيين، وإيمان عميق، وسعي حثيث للاختيار المناسب؛ فالتغيير المنشود، لا يأتي إطلاقاً، على طبق من ذهب، لا أقتنع بفكرة أن ممرض أو ممرضة أو تقني ناقم على نقابته، وفي الآن ذاته، لا يتابع شؤونها، ولا يساهم باختيار من يمثله، ولا يمارس حقه، لا بالانتخاب ولا بالترشح ولا بحضور اجتماعات الهيئة العامة، المناط بها، أو الرقابة والمسائلة على من تم انتخابهم!.
بربكم، كيف سنغير هذا الواقع البائس، باللعن والنقم والنضال الفيسبوكي، والتغريد من بعيد؟! بالطبع لن نغير، وبالطبع، لن نغير باستحضار الماضي، في كل مرة، فنبني فشلاً فوق فشل، واحباطاً فوق احباط، وهنا نقول، إن الباب لا يزال موارباً، والفرصة لا تزال سانحة، والتغيير يأتي أولاً بالارادة والتوق له، ولن تكون هناك نقابة قوية، دون مجلس قوي، واختيار واع، وهذا الاختيار، يعين علينا، تكثيف المشاركة بانتخابات تفرز الأفضل والأصلح، ولا يقف الامر عند هذا فحسب، بل يتعداه الى الاستمرار بالرقابة على من تم انتخابهم، ومسائلتهم ومحاسبتهم و نقدهم، ومتابعة ما تم تنفيذه وما لم يتم، كي يستمر التغيير والتبديل في كل جولة انتخابية، وغير ذلك، فلا خيار للممرضات والممرضين والتقنيين، إلا بالانكفاء والانبطاح والبكاء والعويل، وهذا ما لا نريده مطلقاً، فلا يجب الخمول و ترك الساحة للعبث، لأننا بانبطاحنا، سنكون السبب وراء مزيد من حالة التردي والتشرذم، بل وجزء منها، و سيعقب ذلك ،فقدان مزيد من الحقوق، والعودة إلى المربع الأول.
الآن، ونحن على مقربة من استحقاق انتخابي قادم، مطلوب منا، رص الصفوف، والتكاتف من أجل التغيير ونهضة نقابتنا، خلال هذه الفترة ، كي يتسنى لنا اختيار القوي الأمين، من أجل التغيير، من أجل تحصيل حقوقنا المسلوبة؛ والتي سُلبت، بابتعادنا فترات طوال عن النقابة، فلا يجب علينا أن نتخندق في عالم افتراضي بائس، نفرغ فيه غضبتنا، و نرثي حالنا، ولا نحرك ساكنا، فلا تغيير دون عمل، فلنكن أداة لتغيير قادم، و طليعة لقادم أفضل، وقودها الإرادة والتصميم و الثقة، فـ”إن الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم” “وكما تكونوا، يولى عليكم”.
* ينشر “سناك سوري” سلسلة من المواد ضمن حملة مناصرة ينفذها مجموعة ممرضين/ات مطالبين بحقوقهم المهدورة.
اقرأ أيضاً لماذا المطالبة باستحداث مجلس أعلى للتمريض!؟