هل أنت يساري/ة.. هل تعرضت للاضطهاد بسبب ذلك؟ تعرف على أبرز الشخصيات العسراوية
سناك سوري – دمشق
“اكتب باليمين”، “لا مش بهالإيد”، “لا تاكل باليسار”، لا شك أن معظمنا سمع هذه التوجيهات عندما كان صغيراً، وربما لا يزال معظم الأطفال يسمعون هذه الكلمات حتى الآن.
الأعسر أو الأشول هو الاسم الذي يطلق على الشخص الذي يستخدم يده اليسرى لأداء معظم المهام مثل الكتابة أو الأكل أو غيرها من النشاطات، في تمييز واضح وصريح عن نظيره مستخدم اليد اليمنى، بما قد يكون نابعاً من مفاهيم دينية شائعة على شكل ثقافة شعبية بين الناس، تحبذ استخدام اليد والرجل اليمنى وتتطير من اليسرى كما هو شائع ( فوت بالرجل اليمين مثال عن ذلك).
قد يكون مفهوماً ميل الأهل لتشجيع الأبناء على استخدام يمناهم، باعتبار أنه قد يكون أسهل لهم مستقبلاً، ولكن ما لا يمكن تبريره على الإطلاق هو ما يتعرض له الأطفال “اليسراويين” من نظرة سلبية من هنا، أو تنمر من هناك، أو سوء معاملة من نظرائهم، بما قد يشعرهم بحالة من النقص عن أقرانهم ويزيد من مشاعر الإحباط لديهم.
يبدو أن الأمر لا يتعلق فقط بمجتمعنا، حيث كان يتم إجبار الأطفال في “أوروبا” على استخدام اليد اليمنى في فترة سيطرة “الكنيسة”، وكانت نسبة مستخدمي اليسرى، قليلة جداً في القرنين 18، 19 حيث كان ينظر لهم كـأنهم أصحاب إعاقة، وكان معلمو المدارس يقومون بربط أيدي الأطفال خلف ظهورهم لتدريبهم على استخدام اليمنى فقط، قبل أن يتوقف إجبارهم وقسرهم على ذلك فيما بعد.
ونظراً لهذه المعاناة، فقد تم تحديد الثالث عشر من آب من كل عام، كيوم عالمي لمستخدمي اليد اليسرى، منذ عام 1976، وذلك لتسليط الضوء على هؤلاء الأشخاص الذين يشكلون حالياً 13% من الرجال، و11% من النساء، دون أن يعرف حتى الآن السبب الحقيقي وراء ميل الإنسان لاستخدام يسراه بدلاً من يمناه، سوى أن نصف الكرة المخية الأيسر يكون هو المسيطر عن هؤلاء، بينما يسيطر النصف الأيمن عن نظرائهم مستخدمي اليد اليمنى.
وبالرغم من نسبتهم القليلة، إلا أنهم شكلوا نسبة جيدة من المشاهير في مجتمعاتهم، ويتمتعون بالطلاقة في الحديث، فضلاً عن الذكاء وفق ما توضحه بعض الدراسات، حيث أن معظم الأذكياء في العالم يستخدمون النصف الأيسر من جسدهم، لكنهم بالمقابل يعانون من عدم أخذ خصوصيتهم بعين الاعتبار من قبل واضعي القياسات العالمية، حيث يتم تصميم العديد من الأدوات والآليات لمستخدمي اليد اليمنى فقط، مثل لوحات قيادة السيارات، والمقصات، وفأرة الكمبيوتر وغير ذلك.
ومن أشهر الشخصيات التاريخية التي كانت تستخدم اليد اليسرى وفقاً لمراجع متطابقة : الخليفة الثاني “عمر بن الخطاب”، “ليوناردو دا فينشي”، “هتلر”، “غاندي”، “نابليون بونابرت”، “يوليوس قيصر”، “نيوتن”، “مايكل أنجلو”، “ألبرت أينشتاين”، “بيكاسو”، “بيتهوفن”، “مارلين مونرو”، بينما من أشهر الشخصيات الحالية: الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، ورؤساء أمريكا السابقين”باراك أوباما”، “بيل كلينتون”، “جورج بوش الأب”، والممثلة الأمريكية “أنجلينا جولي”.
ليس المهم بأي يد يكتب الإنسان أو يؤدي أعماله، المهم هو ما تكتبه وتؤديه تلك اليد من عمل، خاصة في “سوريا” بعدما تسببت الحرب بإصابات كثيرة في الأيدي والأرجل، ومنها البتر، ما قد يفرض على المصابين الذي فقدوا إحدى أيديهم، الاتكال على اليد الأخرى سواء كانت يسرى أو يمنى، للاستمرار في حياتهم والتغلب على إصابتهم.
اقرأ أيضاً : لا أستطيع النوم قبل الكتابة عن اليوم العالمي للمرأة