يجيد غالبيتنا “البربر” كطريقة تعبير عن الاستياء من الظروف العامة، و”بربر” واحد من المصطلحات السورية الفريدة. الذي يعني بأن أحدهم “يتحدث بكلام لا أحد يسمعه”. متل وقت “نبربر” على قرارات رفع الأسعار يعني.
سناك سوري_ بربر من تم ساكت
ويتوفر باللهجة السورية العديد من الأمثلة المشابهة لذلك المصطلح، حيث تكرر الكلمة مرتين لتعطي المعنى ذاته. فلو قلنا “تش تش” أي المغمور بالماء. أي مثل حين نقول “وصلنا عالدوام متشتشين من المطر”.
وكثيراً ما نسمع كلمة “فسفس” في إشارة إلى “فسفوس الحكي”. أي الذي ينقل الأخبار بغرض الفتنة، أي يشبه ما كان “عادل الفساد يفعله في ضيعة ضايعة”.
صحصح.. عندما يحتكرها المدير
أما “صحصح” والتي تعني الاستيقاظ والتركيز بشكل أفضل، فهي بغالبية تداولها خاصة بالمدارء خلال حديثهم مع الموظفين. (وكأن الموظف لا حياة له سوى الإصغاء لطلباته، ويجب أن يتمتع بالقدرة على الموازنة بالفصل ما بين حياته الثانية وعمله).
وبدوره طائر اللقلق كان ضيفاً باللفظ على اللهجة السورية، واختلاف بالكتابة “لق لق” والمقصود باستخدامها. الشخص كثير الزيارات ويُقال (بحب اللقلقة) دون أن يعير أي أهمية لوجهته المقبلة.
وماذا عن الشخص المفلفل، وفعلها “فل فل” والتي تعني “الشخص الغيور والمنغاظ” ربما من نجاح غيره. أو امتلاكه ما لا يملك. وكم نتمنى أن “يفلفل” البعض من قدرة المواطن السوري على التحمل ومحاولة التشبه به للوصول جميعاً لحل يرضي جميع الأطراف.
بدورها لم تفلت الشتيمة من تحويلها لمصطلح عامي متداول، وها نحن جميعاً نجيد قول “سب سب”. (عالعيشة وأم العيشة، والظروف، والبرد وكله بقلب بعضه)، يرادفها قليلاً “جع جع” دائم الصياح والصراخ على كل ما يدور من حوله.
وتتسع قائمة المصطلحات السورية الفريدة والمركبة، وسنكون مع “شم شم”، الإنسان المُحب لتقصي وجمع الأخبار. وربما نقلها لاحقاً (مابحطه عذمتي)، وربما باتوا كثر ممن يجيدون فعل “شم شم” لكسب المزيد من المستمسكات عمن حولهم. والضغط عليهم لاحقاً.
جميعنا سمع في مراهقته أغنية “مايا نصري” (تحب أحبك حبة حب أحب من حب الأحباب ولا تحبك أحبك حب حبيب لحبيب أحباب لأحباب). المليئة بالحب والمشاعر.
وها هي لهجتنا المحكية، تطرح مصطلح “حب حب” للشخص الذي يتعاطي الممنوعات، لذا دعونا نكتفي بذكرياتنا مع “نصري”. فهي أخف وطأة وعقوبة.
وتطول قائمة المصطلحات المركبة ومنها “سخ سخ” للشخص الضعيف أمام الجنس الآخر، و”جق جق” الذي يلوّث كل ماحوله. و “مط مط” والمقصود بها فعل المماطلة (متل وقت حدا يقلكن الكهربا رح تتحسن قريباً)، ولا ننسى “تخ تخ” الشيء المهترئ. مثل غالبية أحذيتنا وملابسنا اليوم.