ماذا تعرفون عن المرياع صاحب الهيبة بقرونه وقائد الخراف؟
سناك سوري – عبد العظيم العبد الله
عزل “محمد سليمان الخليف” من قرية “تل عودة” بريف “القامشلي”، خروفاً صغيراً عن والدته منذ ولادته ليبدأ بتحضيره ليكون القائد بين الأغنام أو مايسمى”المرياع” وفقاً لقانون متعارف عليه بين مربي الأغنام في الجزيرة السورية.
“الخليف” وهو أحد أقدم مربي الأغنام في المنطقة وعمل في مهنة الرعي لفترة طويلة قال في حديثه مع سناك سوري: «تربية “المرياع” عرف وقانون قديم جداً ورثناه عن أجدادنا وآبائنا، فمن يربي الأنعام، يصنع من بينها “مرياعاً”، يضمه لصفوف أغنامه، تبدأ تفاصيل إعداد “المرياع” باليوم الأول، مع إنجاب الغنم خروفاً، يتم عزله عنها، وترضع من حليبها عن طريق الرضاعة، يبقى معزولاً بشكل كامل، وبعد أشهر يتم خصيه، حتى لا يقترب من الأنثى وتقتل بذلك عاطفته ومشاعره، لا نصنفه ذكراً ولا أنثى، فسمّي “مرياعا” يُربط بجانب الحمار، مرافقاً وملازماً له، أكله من الخُرج (قطعة قماشية توضع فيها طعام وخبز) الموضوع على ظهر الحمار».
اقرأ أيضاً: احتفاءً بالمطر.. ذبح الأغنام ووزعها على الفقراء في الجزيرة السورية
لايوجد مولود معين يتم اختياره ليكون مرياعاً ويمكن أن يكون أي مولود ذكر، حسب “الخليف” الذي أضاف: «”المرياع” لا يقص صوفه إلا شيء قليل أسفل البطن، لكي لا يلامس الأرض، يبقى صوفه كثيفاً ليعطي هيبة، قرونه تكبر كلما كبر، و عندما تذهب الأغنام للمرعى، يكون الحمار في المقدمة، بعده مباشرة “المرياع” و باقي الأغنام تسير خلفه بنظام وانتظام، على نسق واحد».
في المرعى الأغنام تنتشر لتناول طعامها من البرية، أما المرياع لا يفارق الحمار، بحسب “الخليف”، وأضاف: «عندما نقرر العودة للمنزل، يسير القطيع أيضاً خلف “المرياع” لا يجوز تجاوزها أو خلق فوضى في المسير، مرات نضطر لنغيب عن الغنم ونبتعد عنها، نعطي دورنا “للمرياع”، طالما جالس بجانب الحمار، فإن الأغنام لا تفارق المكان».
“المرياع” كأي خروف يباع ويشترى، ولحمه كباقي اللحوم يتم تناوله وبيعه وشرائه، حسب “الخليف”، مضيفا أن وصف “المرياع” يستخدم أحيانا لوصف أشخاص ما، قد يكون للذم أو للمدح، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: سوريا.. الخراف بديل الأبقار الأرخص ثمناً في الساحل السوري