الصحافة السورية.. تجاهل للقمة العربية وانتقادات مباشرة للأشقاء
كيف تعاطى الإعلام الحكومي وشبه الحكومي السوري مع القمة العربية
غابت القمة العربية المنعقدة في الجزائر عن الصفحات الأولى للصحف الحكومية وشبه الحكومية السورية، وهي التي كانت سابقاً تُفرد لها صفحات طويلة ولعدة طبعات.
سناك سوري – دمشق
نبدأ من صحيفة الحزب الحاكم والتي تعد صحيفة شبه رسمية، حيث حضر على غلاف الصحيفة اليوم زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لـ طهران. وغابت أنباء مخرجات القمة واجتماعاتها بينما لم تشهد أعداد اليومين الماضيين للبعث أي ذكر للقمة وما يجري فيها.
واقتصر الأمر على عدد 31 تشرين الأول والذي تضمن مقالاً على الصفحة الأولى تحت عنوان “قمّة الجزائر وقمم سورية”. وقد كررت فيه الصحيفة رؤيتها للدور الأميركي الذي تقول إنه يُملي على بعض القادة أدوارهم وتصرفاتهم. ويضرب المقال قمة دمشق 2008 مثلاً وكيف دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية آنذاك “شون ماكورماك” الدول العربية للتروي قبل حضورها.
اقرأ أيضا:مساعٍ جزائرية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية .. فهل تنجح؟
ويرى المقال أن أميركا هي من نسفت مساعي الجزائر لحضور سوريا قمة العرب. وذلك بعد أن لعبت أميركا ذاتها الدور الرئيسي في إخراج سوريا من جامعة الدول الغربية.
ورأت البعث أنه« لا عروبة دون سورية، ولا قمّة حقيقية دونها، وأن بلاغة الصمت السوري تبدو مدوّية في قاعات القمّة أكثر من “ثرثرة” البعض. وأن الأنظار ستتجه نحو المقعد الفارغ/الممتلئ في الآن ذاته، أكثر ممّا ستتجه نحو مقاعد بعض الحاضرين/الغائبين فعلياً».
صحيفة الثورة تستبق القمة بالمطالب
كذلك فعلت صحيفة الثورة الحكومية التي استبقت القمة بتوجيه بعض المطالب في مقالتها الرئيسية، وجاء فيها دعوة لاتخاذ مواقف حاسمة حول توحيد الموقف العربي تجاه قضايا الأمة.
ورأت الصحيفة أن التحديات أمام العرب باتت قضايا مشتركة مثل قضايا الطاقة وقضايا الصحة والبيئة.
كما تناول المقال التحديات التي تتمثل في« الاحتلال بأشكاله المختلفة الإسرائيلي والأميركي والتركي فضلاً عن التدخلات الخارجية الغربية بمصالح شعوبها ودولها ونهب ثرواتها ومحاصيلها الرئيسية. إلى جانب ما تتعرض له من حصار وتجويع وعدوان وتشريد، وكل أشكال الاستهداف المدمر لمستقبلها وهويتها وحضارتها».
بينما غابت أخبار القمة وتفاصيلها عن صفحات الثورة التي تجاهلت أي ذكر خبر عن القمة باستثناء تصريحات وزير الخارجية الجزائرية “رمضان لعمامرة” أن:«سوريا موجودة في قلوب وضمائر الجزائريين».موقع سناك سوري.
صحيفة تشرين اهتمام منفرد بعيداً عن التفاصيل
وحدها صحيفة تشرين من الصحف الحكومية المركزية السورية أفردت ملفاً كاملاً للقمة نشرته في 1 تشرين الثاني تناولت فيه الحدث بشكل مسبق من عدة زوايا حاضراً وتاريخياً ومستقبلاً.
وطرحت تشرين سؤالاً واضحاً ومباشراً مفاده لماذا لا يريدون لمّ الشمل؟ في إشارة إلى تغييب سوريا عن القمة وتعطيل بعض القوى لعودتها التي كانت متوقعة في هذه القمة.موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً:بعد الأمم المتحدة الائتلاف يطالب بمقعد سوريا في الجامعة العربية
وكذلك فعلت “تشرين” باستذكار قمة دمشق 2008 معتبرةً أنها كانت جوهرية في لم الشمل وأشارت إلى أن هناك من وضع العصي بالعجلات حينها.
إلا أن تشرين حرصت على مديح الجزائر ودورها والامتناع عن تحميلها أي مسؤولية لغياب أو تغييب سوريا عن اجتماع القمة العربية التي تستضيفها.
وفي مقال آخر تساءلت تشرين:«ما الذي يمكن أن تأتي به قمّة، كل من اجتمع فيها لن يكون همّه الشعوب العربية. ونحن نعلم أنّ معظم من حضرها يعاني من احتجاجات شعبية مطلبية مشروعة وعادلة، فنُظم غير قادرة أن تؤمن حقوقاً بسيطة لشعوبها وهي لا تعاني من حصار، ما الذي يمكنها أن تقدّمه للأمة العربية».موقع سناك سوري.
إلا أن تشرين ذاتها لم تتابع مجريات القمة ولم تقدم أي تغطية إعلامية لها ولم تنشر أي خبر عنها وعن تفاصيلها وبياناتها وتصريحاتها والكلمات فيها.
صحيفة الوطن.. متابعة خجولة
من جانبها صحيفة الوطن شبه الحكومية تابعت القمة بشكل خجول ونشرت عنها مجموعة من الأخبار حتى أنه في عددها اليوم تناولت البيان الختامي لها. وهو ما تجاهلته الصحف الأخرى حتى لحظة إعداد هذه السطور س 12 من ظهر يوم الخميس 3 تشرين الثاني.
حيث وضعت الوطن في عدد اليوم مانشيت على صفحتها الرئيسية حول بيان القمة الذي اختارت منه :«ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سورية يعيد مكانتها الإقليمية والدولية».
وكانت أمس أيضاً تابعت نسبياً مجريات القمة وأشارت بشكل غير مباشر لتدني التمثيل فيها:«بغياب العدد الوازن من القادة العرب، ومعظم ملوك وأمراء الخليج، إضافةً إلى الملك المغربي والأردني والرئيس اللبناني، انطلقت أمس أعمال القمة العربية، بعد انقطاع لثلاث سنوات».موقع سناك سوري.
الجميع حريصون على الجزائر
بخلاف الموقف الواضح من انتقاد القمة العربية والجامعة العربية وتوجيه الاتهامات مباشرة ومواربة لبعض القادة والدول العربية بالتبعية لأميركا والانصياع لها. فإن الصحف الحكومية وشبه الحكومية السورية حرصت جميعها على عدم انتقاد الجزائر بل والتعبير عن التقدير لها ولدورها والفصل بينها وبين باقي الدول العربية.
اقرأ أيضا:الخارجية الجزائرية: سوريا تفضل عدم طرح موضوع عودتها للجامعة العربية