الرئيسيةيوميات مواطن

الأشخاص المزعجون يقدمون لنا الكثير أحياناً دون أن ندرك

صديقتك البليدة بتعطيك نصيحة مفيدة وصديقك الفرفوش مو بايعها بس بيساعدك تخففي حزن

يثير سؤالٌ حيرتنا أحيانًا، وهو كيف يتسلل بعض الأشخاص المزعجين إلى داخل حياتنا (دخل منين الواد ده!). وبمجرد قضاء وقت معهم، تتلاشى أمامنا كل الصفات الجيدة التي جذبتنا إليهم (خلاص، شهر العسل خلص يا جدعان). ولا نتذكر ولا نلاحظ سوى العيوب، كسلهم، بخلهم، غموضهم، اعتدادهم بأنفسهم… وما إلى ذلك. إلى أن نصبح خبراء في استشراف عيوبهم الشخصية (ويبدا النكد).

سناك سوري-استشارات طبية

يجب أن نسعى في أوقاتنا الصعبة والصعبة جداً (كل حياتنا تقريباً) إلى استحضار مفهوم “ضعف القوة”. الذي يطلب منا أن نفسر نقاط ضعف هؤلاء الأشخاص على أنها الجانب السلبي الطبيعي المرافق لبعض المزايا التي ألهمتنا للتقرب منهم. والتي قد تكون لها فوائد أخرى مفيدة إيجابية -حتى وإن لم تكن واضحة في الوقت الحالي-، فما نراه ليس بالضرورة عيوبهم الحقيقية والواضحة، بل قد يكون جانبًا مظلمًا يرتبط بجوانب إيجابية في شخصيتهم.

إذا قمنا بكتابة قائمة بنقاط القوة ونقاط الضعف، سنجد أن كل شيء تقريبًا من الجوانب الإيجابية يمكن ربطه بشيء سلبي. قد نلتقي شخصًا عنيدًا وعصبيًا ونلاحظ هذه الصفات السلبية بسهولة. فيصبح من السهل أن ننسى تسامحه وصدقه في حالات الأزمات.

قد نكون متذمرين جدًا بفوضى حياة شخص ما، ونتجاهل أفكاره الإبداعية الفريدة التي قد تكون ناجمة عن تلك الفوضى. وتعود علينا بالفوائد. وغالبًا ما نجد أن السمة الشخصية التي نراها إيجابية لدى شخص ما، ترتبط بما يثير النفور منه. وهذا ليس صدفة (مافيش حاجة تجي كده) أو نتيجة تعامل مع شخصيتين في الوقت نفسه. إنها قاعدة طبيعية تنطبق على الجميع.
(يعني خلينا نتفق انو مافي حدا كامل، كلنا عنا إيجابيات وسلبيات. بس هون بدنا نعيد صياغة كلمة “سلبيات” على أنها أثر جانبي حتمي للصفات الإيجابية الموجودة عند أي شخص).

مثلاً صديقك يلي عطول بتقلو بليد وبارد، هوي نفسو الصديق يلي بتلجألو بأوقات أزماتك وقلقك لحتى تاخد رأيه بقرار عقلاني بحياتك. وصديقتك يلي عطول بتعصب وقلقة (وهرة) هيي نفسها الصديقة يلي بتشجعك تروح مشاوير وبتشغلك وقتك وبتوهرك وبتخليك تعيش الواقع، وتبطل الأوفرثينكينغ الزايد المالوش أي ستين لازمة..

وبالطبع، ليست هذه دعوة للتمسك بالأشخاص السامين الذين يستنزفون طاقتنا (لا تفهمونا غلط). ولكنها دعوة للنظر بموضوعية إلى المحيطين بنا، حتى لا نصل في النهاية إلى وقت لا نرى أحدًا حولنا! (وحيد يا ليل، سهران يا ليل).

أعد المحتوى الدكتور “غدير برهوم” – موقع سناك سوري     

زر الذهاب إلى الأعلى