ادفع ليرات قليلة واستمتع.. حنين لألعاب الأطفال في العيد ما قبل الحرب
من 10 ليرات في 2010 إلى ألف ليرة بـ2022
ليس الحنين حكراً على المغتربين عن أوطانهم، حتى المتواجدين فيها يتملكهم هذا الشعور، لأيام بعيدة ما قبل الحرب، حين كان الفرح رخيصاً لا يتجاوز الحصول عليه بضع ليرات قليلة في الأعياد، ليس مثل اليوم، حيث تحول لعب الأطفال إلى همٍ معيشي جديد.
سناك سوري-عبد العظيم عبد الله
في “القامشلي” بمحافظة “الحسكة”، وتحديداً بأماكن تواجد ألعاب العيد، ورغم زحامها، إلا أن البعض لم يستطع زيارتها بسبب ارتفاع أجورها لضعفين قياساً بالعام الفائت، مثل “عمار” 11 عاماً، والذي يدرك صعوبة منحه وأشقائه فرصة اللعب فيها نتيجة الظروف المعيشية، ويكتفي بتذكر السنوات القليلة الفائتة حيث كانت تلك الألعاب متاحة.
يقول “عمار” لـ”سناك سوري”، إنه وقبل عدة سنين قليلة، كان يمضي العيد مع شقيقيه الإثنين، وأبناء خالاته الذين يأتون من ريف “القامشلي” في أماكن الألعاب التي تفتح منذ ساعات المغرب الأولى وتستمر حتى وقت متأخر من الليل، ويضيف أنه وخلال هذا العيد بلغت أجرة اللعبة الواحدة 1000 ليرة، وهو مبلغ كبير بالنسبة لهم فلم يستطيعوا اللعب فيها كما جرت العادة.
“فاطمة عبد الله”، التي كانت تمني نفسها بمنح أطفالها فرصة الاستمتاع بالألعاب خلال العيد، لم تنجح في منحهم ما يرغبون، جراء ارتفاع الأسعار، وتضيف والدة الـ4 أطفال: «كل طفل وفي لعبة واحدة لا تستغرق اللعبة أكثر من 3 دقائق، يتطلب ألف ليرة سورية، والأطفال الأربعة يحتاجون أربعة ألاف للعبة واحدة، عادة أطفالي يرغبون بأكثر من لعبة، إذا كانت لعبتين لأطفالي يعني 8 ألف ليرة سورية، هناك ارتفاع عن العام الماضي فقد كان النصف، اللعبة بـ500 ليرة سورية».
أمام هذا الواقع لا تملك “عبد الله”، سوى العودة بالذاكرة إلى سنوات بداية الحرب وماقبلها، تحديداً في عام 2012، حيث كانت اللعبة بـ10 ليرات ولمدة 5 دقائق، بينما في عام 2019، لم تتجاوز أجرة اللعبة الواحدة 300 ليرة، تضيف: «اليوم تعتبر كلفة الألعاب مرتفعة خصوصاً للأسر التي لديها عدد من الأطفال، ومستوى المعيشي وسط ودون الوسط، هذا يعني أن هذه الشرائح محرومة حتى من ألعاب العيد».
اقرأ أيضاً: السوريون والعيد.. كم ارتفعت أسعار الحلويات من عام 2011 وحتى اليوم؟