أخر الأخبارالرئيسيةرأي وتحليل

مفاجأة في أستانا وعناد في بروكسل ومواجهة في الجولان _ بانوراما الأسبوع

الجولان يواجه الاحتلال .. وهل يشهد الشمال صداماً سورياً تركياً مباشراً؟

أعلنت “كازاخستان” قراراً مفاجئاً الأربعاء بأنها لن تستضيف نسخة جديدة من مباحثات “أستانا” بشأن “سوريا” بعد الجولة الأخيرة التي أجريت هذا الأسبوع.

سناك سوري _ دمشق

وقال المتحدث باسم الخارجية الكازاخية “آيبك صمادياروف” أن عودة “سوريا” للجامعة العربية. والجهود المبذولة لإعادة العلاقات بين “دمشق” و”أنقرة” يدلان على أن محادثات “أستانا” حققت أهدافها وفق حديثه.

في المقابل. قال المبعوث الروسي إلى “سوريا” “ألكسندر لافرينتييف” إن قرار “كازاخستان” جاء كمفاجأة كاملة. وذلك في أعقاب الجولة الـ 20 من مباحثات “أستانا” التي أجريت خلال الأسبوع الجاري. علماً أن المسار الذي جمع الحكومة السورية والمعارضة بمشاركة “روسيا” و”تركيا” و”إيران” انطلق عام 2017. وأثمر عن اتفاقات جزئية مثل إنشاء مناطق خفض التصعيد ووقف إطلاق النار لا سيما في الشمال السوري.

لكن المبعوث الروسي ردّ على القرار الكازاخي بالقول إن المحادثات ستستمر. لكن لم يتم اتخاذ قرار حول مكان عقدها مستقبلاً. مضيفاً أن من الممكن عقدها في “موسكو” أو “أنقرة” أو “طهران” أو حتى “دمشق” في النصف الثاني من العام الحالي.

وبينما فرض ملف إعادة العلاقات السورية التركية نفسه على آخر نسخ “أستانا” فقد جاء الرد السوري على لسان معاون وزير الخارجية “أيمن سوسان” الذي قال. أن أي نتائج فعلية في هذا المسار يجب أن تستند إلى إقرار “تركيا” بسحب قواتها من الأراضي السورية وفقاً لجدول زمني واضح وخطوات محددة والبدء بالانسحاب فعلاً.

بناءً على ذلك فإن ملف المصالحة بين “دمشق” و”أنقرة” لا يزال عالقاً عند نقطة الإصرار السوري على انسحاب “تركيا” من الشمال لبدء الخوض في الملفات الأخرى. بينما لم يتبيّن ما إذا كان قرار “كازاخستان” قد أتى بوحي غربي لا سيما أمريكي. خاصة أن “واشنطن” لم تكن راضية منذ البداية عن مسار “أستانا” لأنها ليست شريكة فيه وعملت على التقليل من أهميته والتأكيد أن مسار التفاوض يجب أن ينحصر في “جنيف”.

بروكسل 7

بموازاة “أستانا” التي تلعب فيها الحكومة السورية دوراً رئيسياً. كان مؤتمر آخر يعقد بدون “دمشق” في “بروكسل” للدول المانحة بنسخته السابعة على التوالي. من أجل مناقشة الأوضاع في “سوريا” لا سيما الإنسانية منها وإعلان الدول المشاركة عن تقديمات جديدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية سواءً داخل البلاد أو في دول الجوار المستضيفة للاجئين.

الدول الأوروبية لن تعيد علاقاتها مع “دمشق” دون إحراز تقدم ملموس في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254. جوزيب بوريل

إجمالي التعهدات التي خرج بها “بروكسل 7” وصل إلى 9.6 مليار يورو على شكل منح وقروض. بينما أكّد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية “جوزيف بوريل” أن الدول الأوروبية لن تعيد علاقاتها مع “دمشق” دون إحراز تقدم ملموس في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.

وأعاد “بروكسل 7” التأكيد على التمسك الأوروبي بمقاطعة الحكومة السورية وعدم التواصل معها على غرار ما فعلت عدة دول عربية وصولاً إلى عودة “سوريا” لمقعدها المعلّق في الجامعة العربية.

تحريك الميدان مقابل ركود السياسة

وأمام المشهد السياسي الراكد دون جديد يذكر. جاء تحريك الميدان من جهة “الجولان” السوري المحتل. الذي تظاهر أهله احتجاجاً على عودة قوات الاحتلال لفرض مشروع “التوربينات الهوائية” عليهم والذي يهدف لمصادرة آلاف الدونمات من أراضي السوريين الزراعية في “الجولان”.

في وقتٍ انتشرت فيه صور ومعلومات من مصادر غير رسمية عن حشود للجيش السوري تتجه نحو ريف “حلب” الشمالي إيذاناً بإمكانية فتح الجبهات المجمّدة منذ عام 2020 فعلياً حين أعاد الجيش السوري السيطرة على كامل طريق “حلب- دمشق” الدولي. علماً أن ريف “حلب” يشهد تواجداً للقوات التركية إلى جانب الفصائل المسلحة ما يفتح باب التساؤل عن إمكانية حدوث صِدام عسكري سوري تركي مباشر رغم الحديث عن إمكانية تقارب سياسي بين البلدين.

لا جديد في السياسة

بين “أستانا 20″ و”بروكسل 7” لا يبدو أن هناك من جديد يذكر في الجوهر. حيث بقيت التطورات الطفيفة تتعلق بالشكل والتفاصيل دون إحداث خرق في المضمون يقرّب من الوصول لحل نهائي للأزمة التي دخلت عامها الثاني عشر.

أما في الميدان فإن التحرك الإسرائيلي لاستفزاز أهالي “الجولان” لم يأتِ بالصدفة بل في سياق محاولات الاحتلال فرض أمرٍ واقع على السوريين. باعتبار أن “دمشق” قد ضعفت بما يكفي خلال الحرب ولن تتمكن من مواجهة التمادي الإسرائيلي. إلا أن سوريي “الجولان” أوقفوا باحتجاجاتهم السلمية محاولات الاحتلال لنهب المزيد من أراضيهم وقراهم.

في حين. لا يزال الوضع في الشمال غامضاً نسبياً ومجهول المستقبل بين إمكانية اندلاع معارك كبرى لتغيير خارطة السيطرة. أو التوصل لاتفاق سياسي يفرض نفسه على الميدان لإنهاء معضلة الجغرافيا السورية المقسمة وإعادة توحيد البلاد تحت راية جامعة.

زر الذهاب إلى الأعلى