ماذا فعل الوفد السوري في جلسة مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الفرنسي
سناك سوري _ محمد العمر
تلك اللحظة التي انتظرها السوريون طويلاً ، كلّفتهم أكثر من ربع قرن من المقاومة إلى أن جاء ذلك اليوم الذي شهدوا فيه انسحاب آخر جندي فرنسي من الأراضي السورية .
“سعادة السفير ، جلست على مقعدك لمدة خمس و عشرين دقيقة فكدت تقتلني غضباً ، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس و عشرون عاماً و آن لها أن تستقل” بهذه الكلمات واجه مندوب “سوريا” في الأمم المتحدة “فارس خوري” المندوب الفرنسي حين هاجمه بسبب جلوسه في المقعد المخصص لـ “فرنسا” في جلسة الأمم المتحدة ، في تلك الجلسة تحديداً صدر القراء بإجلاء القوات الفرنسية عن “سوريا” .
دخلت القوات الفرنسية إلى “سوريا” عام 1920 بذريعة الانتداب و تقديم المساعدة للسوريين في إدارة الحكم ، إلا أنها واجهت خلال سنوات وجودها العديد من الثورات و الانتفاضات الرافضة للوجود الفرنسي .
أعلنت “فرنسا” لأول مرة عن نيتها الجلاء عن “سوريا” عام 1940و أقيم حفل للاستقلال في “ساحة المرجة” لكنها لم تطبّق شيئاً منه و استمرت الأجهزة الفرنسية في حكم البلاد ما أدى إلى تزايد المقاومة الشعبية ضد “فرنسا” التي أدت إلى احتجاجات عارمة سميت بانتفاضة الاستقلال و التي أشعلت الشوارع السورية بالمظاهرات الرافضة للاستعمار و المطالبة بالاستقلال تزامناً مع احتفال الفرنسيين بانتصارهم في الحرب العالمية الثانية في أيار 1945.
اقرأ أيضاً :ذكرى رحيل قائد الثورة السورية… رفض الزعامة و المناصب و دعا لثورة توحد كل السوريين
عرضت “فرنسا” على الحكومة السورية اتفاقيات تتعلق بضمان المصالح الفرنسية في “سوريا” اقتصادياً و ثقافياً و إقامة قواعد جوية و بحرية فرنسية في الأراضي السورية ، حينها رفضت الحكومتان السورية و اللبنانية العروض الفرنسية في اجتماعهما الشهير في “شتورا” كما رفض البرلمان السوري الاتفاقيات الفرنسية .
انطلقت “انتفاضة الاستقلال” بعد جلسة البرلمان و تزايدت المظاهرات المناهضة لـ “فرنسا” نحو عدة مدن سورية، بالإضافة إلى إضراب عام لطلاب المدارس و الجامعة السورية .
استمرّت الانتفاضة لعدة أيام شهدت قصف العاصمة “دمشق” بالمدافع كما أدت حادثة رفض عناصر شرطة البرلمان السورييين أداء التحية للعلم الفرنسي إلى هجوم مسلح للقوات الفرنسية على البرلمان أدى إلى لسقوط 30 شرطياً سورياً ضحية القصف.
تدخلت “بريطانيا” المعادية لـ “فرنسا” لردعها عن الاستمرار في القصف كما أدت حوادث الصدام المتكررة إلى تدخل بريطاني لقيادة مفاوضات ثلاثية بين “فرنسا” و “سوريا” أوصلت الطرفين إلى رفع القضية للنقاش في مجلس الأمن للاحتكام له مع تعهد بعدم استخدام “فرنسا” أو “بريطانيا” لحق الفيتو و استطاع الوفد السوري التوصل إلى قرار من مجلس الأمن ينهي الانتداب الفرنسي على “سوريا” .
استطاع السوريون عبر وحدتهم التوصل إلى غايتهم في نيل الاستقلال و لعب رجال السياسة السوريين دورهم في توحيد السوريين بوجه المستعمر و قيادة حركة وطنية استطاعت الوصول إلى يوم الجلاء بعد سلسلة من التضحيات لأجل هدف واحد يحقق مصلحة السوريين كأبناء وطن واحد.
يذكر أن سوريا نالت استقلالها في 17 نيسان 1946
اقرأ أيضاً :أحرق بيته لأجل الثورة و مات مفلساً!