“درعا”.. المفاوضات مستمرة رغم تعثرها والمدنيون يدفعون فاتورة تأخر التسوية
الفصائل والكتائب الإسلامية المعارضة ترفض تسليم سلاحها الثقيل
سناك سوري-متابعات
تعثرت المفاوضات مرة أخرى بين الحكومة والمعارضة في الجنوب السوري، أمام إصرار الفصائل والكتائب الإسلامية على الاحتفاظ بالسلاح الثقيل وعدم تسليمه، وهو ما تعتبره الحكومة خطراً على وحدة البلاد بحسب ما قالت مصادر مقربة منها.
مصدر مطلع على سير المفاوضات في الجنوب السوري قال إن قادة “الجيش الحر” رفضوا المقترحات الحكومية والروسية المتضمنة تسليم السلاح الثقيل وتسوية أوضاع المقاتلين و:«حل قضية العودة الآمنة للاجئين بضمانات أمنية من الاتحاد الروسي».
وأضاف المصدر في تصريحات نقلتها “RT”: «القادة الميدانيين طالبوا بالاحتفاظ بأسلحتهم الثقيلة وإعادة سيطرتهم على البلدات التي انتقلت إلى سلطة دمشق نتيجة مفاوضات السلام واتفاقات المصالحة»، مؤكداً أن رفض بعض القادة للمقترح الحكومي «أحدث شرخاً بين صفوفهم»، وأشار إلى أن «عددا كبيرا من قياديي فصائل الجيش السوري الحر لم يؤيدهم في قرارهم ويواصل المفاوضات بشأن اتفاقات المصالحة وتسوية أوضاعهم».
اقرأ أيضاً: “درعا”.. ضغط شعبي على الفصائل لقبول التسوية
المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري ويدعى “أبو شيماء” قال إن المفاوضات قد فشلت بسبب إصرار الجانبين الحكومي والروسي على تسليم السلاح الثقيل، ومثله الناطق الآخر باسم الغرفة “ابراهيم جباوي” الذي قال إن الحكومة والروس يصران على تسليم السلاح الثقيل دفعة واحدة وليس تدريجياً كما تريد الفصائل والكتائب الإسلامية المعارضة بحسب ما نقلت “رويترز”.
ولم يأتِ أحد على ذكر إن تم الحديث عن خارطة الطريق التي قدمتها الفصائل يوم أمس، والتي كانت تنص على انسحاب القوات الحكومية إلى ما بعد المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في “درعا”، وتسليم معبر “نصيب” الحدودي مع الأردن إلى إدارة مدنية بإشراف روسي.
اقرأ أيضاً: الكشف عن تفاصيل مقترح التسوية في الجنوب السوري
وعادت الاستهدافات والمعارك إلى الجنوب عقب تعثر المفاوضات، حيث ذكر المرصد السوري المعارض أن الغارات الجوية عادت لتكثف استهدافاتها في المنطقة ما أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين، في حين قال ناشطون إن الفصائل استهدفت أحياء “درعا” الخاضعة لسيطرة الحكومة بعدة قذائف هاون، وهو ما أوقع عدد من الضحايا بين المدنيين أيضاً.
وأمام تعثر المفاوضات وعدم الوصول إلى حل نهائي، يدفع الأهالي الثمن سواء بسقوطهم ضحايا الاستهدافات المتبادلة، أو بزيادة موجة النزوح بينهم والتي بلغت بحسب آخر تقارير الأمم المتحدة الإثنين الفائت أكثر من 270 ألف نازح في حين يؤكد ناشطون أن العدد قد ازداد خلال اليومين الماضيين.
وبينما تستمر الحكومة الأردنية بإغلاق حدودها أمام النازحين السوريين، يعاني الأخيرون من عدم توافر الخيم لإيوائهم، ما اضطرهم لمبيت أيامهم في البراري والعراء وهو ما أدى لسقوط بعض الأطفال ضحايا لدغات العقارب، كما حدث مع الطفل “زين وليد المسالمة”.
اقرأ أيضاً: “درعا”.. “زين المسالمة” طفلٌ هرب من المعارك فوقع ضحية “لدغة عقرب”!
في الغضون قالت الناطقة باسم الحكومة الأردنية “جمانة غنيمات” تعليقاً على فشل المفاوضات بين الحكومة والمعارضة إنه «لا حل إلا بالعودة لطاولة المفاوضات، ولا حل عسكريا في جنوبي سوريا»، داعيةً جميع الأطراف إلى العمل لإنهاء القتال.
“غنيمات” التي قالت إبان بدء المعركة إن بلادها لن تسمح للنازحين السوريين بالدخول إلى أراضيها، معلنة إغلاق الحدود بوجههم، وجهت دعوة للمنظمات الأممية لـ«القيام بواجبها تجاه النازحين للتخفيف من أوجاعهم الإنسانية»، بحسب تصريح لها لوكالة “عمون”.